استعراض اليوم الثلاثاء 3 ديسمبر 2013، عدد من الأخصائيين التونسيين والألمانيين نتائج دراسة قاموا بها تهدف إلى تثمين المخزون الأثري والتاريخي بعدد من مناطق الشمال الغربي التونسي (تستور وعين طنغ وموستيك)، وذلك في يوم دراسي تحت عنوان ''معمارنا'' ببادرة من معهد غوتي الألماني بتونس ووزارتي الثقافة والسياحة بحضور عدد هام من الخبراء والباحثين في الشأن الأثري والتراثي والتاريخي من تونس وألمانيا، وأشار الخبراء إلى أن هذه التجربة تساعد على خلق ديناميكية اقتصادية واجتماعية في كامل المنطقة ضمن مقاربة تشاركية بالتعاون مع السلط الجهوية والمجتمع المدني والسكان المحليين. و أبرز مهدي مبروك وزير الثقافة أهمية المبادرة الألمانية الرامية إلى المساعدة على تثمين عدة مواقع أثرية وتاريخية في منطقة الشمال الغربي، منوها بالجهود الكبيرة التي بذلها معهد غوتي بتونس لتنفيذ هذا المشروع الطموح، وفق تعبيره. وأشار إلى أن مثل هذه المبادرات ستسهم حتما في مصالحة متساكني المناطق الأثرية مع محيطها وتثبيتهم في جهاتهم، مؤكدا على أهمية متابعة تنفيذ التوصيات التي اقترحها فريق العمل التونسي الألماني. وتضمن برنامج هذا اليوم الدراسي عدة مداخلات علمية سلطت الضوء على مراحل تنفيذ هذا المشروع وأهدافه وتداعياته الايجابية المنتظرة على كامل منطقة الشمال الغربي على المستويات الاقتصادية والثقافية والاجتماعية. واقترحت توصيات فريق العمل بالخصوص تكثيف تشريك مجموعات السكان المحليين في مشاريع تثمين المواقع الأثرية والتراثية بهدف تحسين مستوى عيشهم وتقليص الفوارق بين الجهات وتحسيس هؤلاء السكان بأهمية المحافظة على الموروث التراثي والتاريخي بالمنطقة، موصيا بوضع خطة للتنمية الجهوية ترتكز في جزء منها على إحداث نسيج من المشاريع الصغرى لفائدة متساكني هذه المنطقة وإيجاد آليات تمويل ملائمة للمساعدة على خلق حركية اقتصادية بمنطقة المشروع. وأكد الخبراء التونسيون والألمان على ضرورة إدراج التراث المعماري في منطقة الشمال الغربي ضمن سياسة التهيئة الترابية باعتبارها احد أسس التنمية المستديمة إلى جانب إحداث هيئة أو لجنة قيادة للإشراف على مشاريع التهيئة العمرانية والمعمارية في الجهة ووضع دليل للاستثمار في قطاع الصناعات الثقافية ذات الصلة بمجال التراث.