الحمامات 12 فيفرى 2010 )وات( مثل موضوع /التعريف بالتراث الاثرى والتاريخى/ محور اعمال اليوم الدراسى الذى انتظم اليوم الجمعة بالحمامات الجنوبية ببادرة من وكالة احياء التراث والتنمية الثقافية بمشاركة مختصين تونسيين واجانب فى التسويق الثقافى وممثلين لوكالات اسفار سياحية وادلاء سياحيين. وياتى تنظيم هذا اليوم الدراسى فى اطار الجهود المبذولة لمزيد النهوض بالسياحة الثقافية ولاسيما من خلال استغلال ما تزخر به تونس من مواقع اثرية ومعالم تاريخية هامة يمكن ان تدرج فى المسالك السياحية وتساهم فى دعم القدرة التنافسية للسياحة التونسية ومزيد تنويعها. وتتنزل هذه التظاهرة ضمن الخطة الاتصالية التى اعدتها وزارة الثقافة والمحافظة على التراث للتعريف بالتراث الاثرى والتاريخى التونسى داخليا وخارجيا ومن خلال الاطلاع على التجارب الاجنبية العمومية والخاصة فى هذا المجال وتطوير السياحة الثقافية والاستئناس بها على غرار متحف اللوفر بفرنسا وما تنجزه المؤسسات المختصة فى مجال الترويج والتعريف بالتراث الاثرى والتاريخى. وقد انطلق تنفيذ هذه الخطة الاتصالية بتنظيم يوم ابواب مفتوحة للتعريف بالمتحف الاثرى بجربة فضلا عن بعث خلية اتصال صلب وكالة احياء التراث والتنمية الثقافية فضلا عن العمل بالتنسيق مع وزارة السياحة على ابراز صورة تونس الثقافية على اوسع نطاق على الصعيد الخارجى. ويهدف هذا اليوم الدراسى الى اعداد شراكة فاعلة مع كل الاطراف العاملة فى السياحة الثقافية من وكالات اسفار سياحية اوادلاء سياحيين او جمعيات صيانة المدن. ولدى اشرافه على الجلسة الافتتاحية ابرز السيد عبد الرؤوف الباسطى وزير الثقافة والمحافظة على التراث ان تنظيم هذه التظاهرة يندرج فى اطار تجسيم حرص الرئيس زين العابدين بن على على النهوض بالسياحة الثقافية فى تونس ولاسيما من خلال اعتماد استراتيجية محكمة طويلة المدى تقوم على التشاور مع مختلف المتدخلين العموميين والخواص فى المجال وعلى مزيد تطوير الترويج الثقافى باعتماد احدث التقنيات والاساليب الاتصالية. وبين ان تنويع المنتوج السياحى واستغلال الفرص الكبيرة التى توفرها السياحة الثقافية يمثل رافدا هاما للسياحة التونسية فى مواجهتها لاحتداد المنافسة وفى دعم استقطاب السياح على الوجهة التونسية التى تتميز بثراء مخزونها التراثى والتاريخى. واستعرض الوزير بالمناسبة نماذج من المشاريع الكبرى التى انجزت والتى هى فى طور الانجاز فى تونس فى مجال تثمين التراث الاثرى والتاريخى بالتعاون مع البنك العالمي منذ سنة 2002 على غرار تاهيل متحف جربة وتهيئة متحف سوسة والمتحف الاثرى بباردو والمسلك السياحى والثقافى لمدينة القيروان ومشاريع تثمين المواقع الاثرية بدقة وحيدرة واوذنة مبرزا ان مختلف هذه المشاريع تعكس حرص رئيس الدولة على ثمين المخزون الثقافى التونسى المادى واللامادى وعلى تعزيز الاستفادة منه. واشار الى ضرورة مواصلة العمل على النهوض بجودة الخدمات والاستقبال فى المواقع التى يمكن زيارتها والى مزيد اثراء المنتوج السياحى الثقافى بادراج المهرجانات مؤكدا ضرورة تضافر جهود مختلف المتدخلين من اجل المحافظة على الذاكرة الوطنية و ضمان المردودية الاقتصادية للاستثمارات الثقافية المنجزة. وشدد في هذا السياق على ضرورة ارساء شراكة فاعلة بين مختلف العاملين فى مجال التراث الاثرى والتاريخى وفى الميدان السياحى حتى يكونوا فى مستوى تطلعات تونس والاختيارات الاستراتيجية الرئاسية. ومن جهتها ثمنت السيدة شانتال روليكى المكلفة بمشروع التصرف وتثمين المخزون الثقافى التونسى بالبنك العالمي ما توليه تونس من حرص على صيانة تراثها الاثرى والتاريخى وعلى احكام توظيفه فى التنمية من خلال النهوض بالسياحة الثقافية. واشارت الى ان الاعتمادات الخاصة بهذا المشروع والتي قدرت باكثر من 40 مليون دينار اسندت فى شكل قرض يتضمن عديد المشاريع الهامة التى تخص دعم القدرات المؤسساتية والنهوض بالمنتوج الثقافى وتهيئة المواقع الاثرية والمتاحف على غرار متاحف جربة وسوسة وباردو الذى سيكون اكبر متحف للفسيفساء فى العالم بعد مضاعفة مساحة قاعة العرض لتكون فى حدود 18 الف مترا مربعا. واشتمل برنامج اعمال اليوم الدراسى مجموعة من المداخلات التى تم فى اطارها عرض التجربة الفرنسية فى مجال النهوض بالتراث الاثرى والتاريخى وبالتراث الاثرى والتاريخى كاداة للتنمية الاقتصادية والاجتماعية وبالسياسات التسويقية للمنتوج الثقافى فضلا عن عرض تجارب المهنيين بخصوص التسويق للسياحة الثقافية وللتراث الاثرى والتاريخى.