وزير الخارجية: نركّز على الديبلوماسية الاقتصادية وأوروبا وجهتنا القادمة إبان عودته من زيارة كان أدّاها إلى الولاياتالمتحدة الأمريكيّة، أكّد رئيس الحكومة مهدي جمعة لدى نزوله بمطار تونسقرطاج، أنّ الزيارة حقّقت كل الأهداف المرجوة منها، كاشفا عما لمسه خلال الزيارة من دعم أمريكي كبير للتجربة الديمقراطية في تونس وحجم الاستعداد الأمريكي لمواصلة دعم بلادنا وتمويلها حتى تنجح في تجاوز الأزمة الاقتصادية التي تمر بها بشرط تحقيق الأمن والاستقرار وعدم صرف القروض في الاستهلاك على حد تعبيره . وشدد رئيس الحكومة على ان الزيارة انتهت بإبرام الولاياتالمتحدةالأمريكية لاتفاقات تنمية للمناطق الداخلية التونسية وخلق اكبر عدد ممكن من مواطن الشغل الموجهة بالأساس للشباب العاطل عن العمل من أصحاب الشهائد العليا مع وعود بمزيد التعاون لرفع التحديات الأمنية الوطنية والإقليمية التي تواجهها البلاد. وفي ذات السياق، أكد مهدي جمعة أن الولاياتالمتحدةالأمريكية منحت تونس ضمان قرض بقيمة 500 مليون دينار وإعانات مالية أخرى، مضيفا: «والخبر السار أنها منحتنا في هذه الزيارة أيضا 400 منحة لفائدة الشباب التونسي حتى يتكون في الولاياتالمتحدةالأمريكية في ميدان البحوث والتكونولوجيات». وأعرب رئيس الحكومة عن شديد أمله في التسريع من نسق الحوار الاستراتيجي الذي أكد انطلاق فعالياته بين تونس وأمريكا من خلال هذه الزيارة «خاصة لما يفتحه ذلك أمامنا من فرص كبيرة في النفاذ إلى السوق الأمريكية الكبيرة» - على حد تعبيره - . «وللاقتصاد نصيب الأسد» وكشف جمعة عن عدد كبير من اللقاءات كانت قد جمعته في هذه الزيارة بالكثير من المستثمرين وممثلي البنك الدولي وصندوق النقد الدولي وممثلي الشركات التكنولوجية الأمريكية قصد دعوتهم لدفع الاقتصاد التونسي وحثهم على الاستثمار في تونس بما يفتحه ذلك من فرص شغل للشباب العاطل عن العمل من أصحاب الشهائد العليا، معربا عن شديد سعادته بحجم تفاعل ممثلي هذه الشركات مع الدعوات التونسية مؤكدا أنهم أبدوا استعدادا في التعامل معنا بشرط تهيئة الأرضية المناسبة للعمل وضمان الاستقرار الأمني بالبلاد. وأضاف رئيس الحكومة: «وبما ان هاجسنا الكبير اليوم هو التشغيل وتنمية المناطق الداخلية فقد تم في هذا الإطار أيضا الاتفاق مع صندوق تنمية المؤسسات الصغرى والتمويل الذاتي على مواصلة الدعم والرفع من سقفه.. وقد كانت لنا أيضا لقاءات مع ممثّلي البنك الدولي وصندوق النقد الدولي اذ قابلت رئيسيهما وفي بادرة فريدة من نوعها قابلت ممثّلي مجلس إدارتيهما وطمأنتهم باستقرار الوضع في تونس، وقد لاحظت تجاوبا كبيرا منهم حيث وعدونا بالمرونة في التعامل معنا مقابل قيامنا بالإصلاحات الضرورية». وقال مهدي جمعة: «تعدّ دعوتي لزيارة امريكا تكريما لتونس وللنجاحات التي حققتها وقدرتها على الخروج من الازمات وتعبيرا عن نظرتهم الطيبة لهذه الحكومة، ولذلك اردنا من خلال هذه الزيارة ان نمحو من اذهانهم ارتباط تونس بالاحداث الارهابية وان ننقل لهم صورة تونس بلد الاستثمار والتقنيات والعلوم وبلد الشباب الفاعل... صورة بلدنا جدّ طيبة وقد تمكنّا في هذه الزيارة من فتح نافذة اغلقت في ما مضى ولذلك وجب علينا المحافظة عليها ومراجعة مشاكلنا حتى نستفيد من هذا الدعم الذي نتلقاه من خلالها وحتى نخرج من هذه الأزمة فالمشاكل الاقتصادية لا تعالج بأمر أو برغبة فردية بل تعالج بالتضحية والتجلد بالصبر والتحلي بروح المسؤولية الجماعية». اتفاقات أمنية أما على الصعيد الأمني، فقد أكد رئيس الحكومة تلقي تونس لوعود أمريكية بدعم الوحدات الأمنية والعسكرية بالتجهيزات والمزيد من التعاون لمواجهة خطر الارهاب «خاصة ان الولاياتالمتحدةالأمريكية تعرف انه لا يمكن لتونس ان تنجح الا بضمان الامن والاستقرار» على حدّ تعبيره. وختم رئيس الحكومة بالقول: «بخصوص الارقام لم نذهب الى امريكا حاملين حقيبة لنجمع الاموال انما ذهبنا لنتحاور ونتناقش ونتفاهم في صيغ المساعدة الممكنة... منذ الغد (اليوم) سأقوم بوضع فريق يعمل على متابعة ما توصلنا اليه في هذه الزيارة والعمل على تفعيل كل التوصيات التي خرجنا بها»،كاشفا عن توجهه الى اوروبا في زيارة من المنتظر ان يؤديها اليها في القريب العاجل حسب قوله ، مضيفا انّه سينطلق بداية من اليوم في عقد سلسلة من اللقاءات بالاطراف الوطنية لإطلاعهم على نتائج الزيارة . المنجي حامدي (وزير الخارجية): «الزيارة حققت أكثر من أهدافها» ومن جانبه نزّل المنجي حامدي وزير الخارجية في تصريح ل«التونسية» هذه الزيارة في اطار تركيز الديبلوماسية التونسية على النهوض بالملف الاقتصادي من خلال الترويج لتونس وجلب المستثمرين الاجانب و خلق مواطن الشغل، واصفا اياها بالمثمرة الى أبعد الحدود. وعن نتائج الزيارة الى امريكا،قال المنجي حامدي ان «الكرة الآن في الملعب التونسي لتهيئة الارضية السانحة للاستثمار أمنيا واقتصاديا واجتماعيا»، مضيفا «بكل صدق رئيس الحكومة كان في غاية التواضع بقوله اننا حققنا اهداف الزيارة، حيث حققنا اكثر من الاهداف التي رسمناها ولك مثلا ان 400 منحة الموجهة للطلبة لم تكن متوقعة، كما أن أوباما نفسه أبدى استعداده للبحث في زيادة رصيد المال الموجه للشركات التونسية الصغرى والمتوسطة». وكشف وزير الخارجية ان رئيس الحكومة التقى ايضا في هذه الزيارة بقادة مجلس الشيوخ ومجلس النواب وانهم أبدوا كلهم استعدادهم لدعم تونس وعبّروا عن اعجابهم بالنجاحات التي حققتها، موضحا ان أوروبا ستكون الوجهة التونسية القادمة.