قبل الدخول في تفاصيل اللقاء فان الموضوعية في تناوله تعتبر اساس التحليل المفيد و الذي من شانه ان يطور مردود الفريق الذي شهد تراجعا مخيفا في المباريات الاخيرة و بالعودة الى مجريات اللقاء الاخير عشية الاحد الفارط امام المستقبل الرياضي بالمرسى فانه لا يخفى على عاقل ان ظروف المباراة كانت مثل العراقيل التي تحول دون ممارسة كرة قدم سليمة و اولها عامل الميدان الذي يعود بنا الى ستينات القرن الماضي و التي كانت فيها ارضية الميادين احسن بكثير مما هو عليه الحال في ملعب عبد العزيز الشتيوي و التي لا تصلح اساسا لممارسة كرة قدم تعتمد على اللعب الجماعي و الكرات القصيرة التي يعتمدها النادي الرياضي الصفاقسي في خططه التكتيكية و مما زاد الطين بلة هو عامل الرياح القوية و التي زادت من صعوبة اللقاء حيث كان من الصعب على اللاعبين من الجهتين ان يتحكموا في الكرة ولعل رتابة اللقاء خير شاهد على ذلك وهو ما اجبر الطرفين على اعتماد الكرات الطويلة التي شكلت بعض الخطر على مرمى الحارسين و بخلاف ذلك فانه يمكن القول ان المشاهد لم يتمتع بكرة قدم جميلة و انما كان الحوار بين اثنين و عشرين لاعبا في منافسة الرياح و الارضية السيئة و من هنا فان اي ملاحظة يمكن ان تجانب الصواب لولا بعض الهنات في اداء نادي عاصمة الجنوب و التي تستوجب التنويه وهو ما سناتي عليه لاحقا . ضغط نفسي رهيب و تراجع في المردود بان جليا في مباراة المرسى الاخيرة ان النتيجتين السلبيتين اللتين حققهما النادي الرياضي الصفاقسي في مباراتيه الاخيرتين امام كل من الاتحاد المنستيري و الترجي الرياضي لازالتا تلقيان بظلالهما على اداء الفريق الذي بدا لاعبوه عاجزين عن تقديم ما عرف عنهم من مردود أخاذ نالوا به اعجاب الجميع في تونس و بان بالكاشف انهم يعانون من بعض الضغوط النفسية الرهيبة و التي من شانها ان تكبل اقدامهم حيث غابت الفورمة عن جلهم و لعل ابرز دليل هو الارتباك الكبير في مردود الخطوط الثلاثة مثل الخط الخلفي الذي كان فيه مردود البولعابي بعيدا بعض الشيء عن الامكانيات الكبيرة التي يكتنزها هذا اللاعب و نفس الشيء يمكن قوله في خصوص لاعبي خط الوسط و الهجوم و بالتالي فان الشيء المهم الذي يجب القيام به و الذي يمكن ان يزحزح الفريق نحو الاحسن و يعود به الى سالف تالقه المحلي هو اعادة ترميم الحالة النفسية للمجموعة و اعدادها جيدا على الصعيد الذهني و ذلك بتضافر الجهود بين الجميع و خاصة الاحباء لان المرحلة لا تحتمل المزيد من الهنات خاصة و ان عامل الحظ لازال يلعب في مصلحة الفريق بعد تعثر فريقي الافريقي و النجم في صراع الملاحقة للظفر بالمركز الثاني المؤهل لرابطة الابطال الافريقية و الذي يعتبر الآن الهدف الاول و الاخير للفريق وسيم كمون الاستثناء كما قلنا فان مردود العديد من اللاعبين في صفوف الفريق قد شهد بعض التراجع بسبب ما حصل في المباريات الثلاث الاخيرة و التي لم يفلح فيها النادي الرياضي الصفاقسي في جني سوى نقطتين يتيمتين الا ان الاستثناء و الامتياز يبقى لقلب الاسد في النادي و صمام امان وسط الميدان اللاعب وسيم كمون الذي ما انفك مستواه يتطور نحو الافضل من لقاء لآخر و يمكن اعتباره افضل لاعب في المجموعة في المباريات الاخيرة فهو لا يكل و لا يمل في القيام بواجبه الدفاعي يمنة و يسرة و اصبح مثل الصخرة التي تتحطم فوقها هجمات الفرق المنافسة بفضل التركيز العالي الذي يتمتع به و الاندفاع البدني اللامتناهي الذي يميز حضوره فوق المستطيل الاخضر وهو ما جعله محل اشادة من قبل احباء الفريق و يمكن القول ان " تشيشة " كما يحلو للانصار مناداته قد اصبح احد ابرز اعمدة منطقة ام المعارك في تونس في الموسم الحالي وهو ما جعله حسب بعض المصادر الخاصة و المقربة من المدرب الوطني الجديد محل اعجاب من هذا الاخير خاصة في المباراة التي جرت بين النادي الصفاقسي و الترجي الاخيرة و التي كان المدرب البلجيكي احد متابعيها مباشرة من الملعب . الى متى تتواصل سذاجة الهيئة المديرة ؟ تناولنا في عدد الاحد الفارط كيفية شعور الانصار بالاحباط بسبب المصلحة الوطنية التي تمتع بها رئيس الفريق لطفي عبد الناظر عند التفريط في المدرب كرول للمنتخب و التي عادت بالوبال على الفريق ككل و الجميع يعلم التفاصيل بكل دقة الا انه في هذا المقال سوف نتناول بعض المعطيات الاخرى و التي تعكس عدم قدرة القائمين على شؤون الفريق على القيام بواجبهم في الدفاع عن مصالح الفريق بكل قوة حيث لاحظ الجميع في مباراة النادي امام الترجي ان انصار هذا الاخير كانوا يحتلون مدرجا باكمله عكس اللوائح المعمول بها في سباق البطولة و التي لا تسمح الا بعدد ضئيل لا يتجاوز بعض العشرات من الدعوات و ليس مدرجا كاملا و لم يعامل النادي الصفاقسي ضيفه بالمثل حيث انه في مباراة الذهاب و التي دارت برادس لم يتم السماح الا لعدد قليل جدا من احباء الاسود و الابيض للدخول و وقع اجبار البقية على العودة من حيث اتوا وهو ما يتوجب معه المعاملة بالمثل الا انه لم يحصل شيئا بل بالعكس فقد تمكن كل من تحول الى ملعب الطيب المهيري من الدخول و مساندة الترجي الرياضي وما جرنا للحديث عن هذا الموضوع الآن هو المشقة التي تحملتها مجموعة من انصار النادي الصفاقسي في مباراة المرسى الاخيرة للتحول لملعب عبد العزيز الشتيوي لمساندة الفريق الا انهم لم يفلحوا في مسعاهم رغم اتصال بعضهم ببعض المسؤولين الذي لم يقدروا على شيء و عاد الانصار من حيث اتوا بعد ان اجبرهم الامن على المغادرة و بالتالي فانه يمكن القول ان الاحاطة بالجماهير تعتبر اولى مسؤوليات الهيئة التي يجب عليها ان تجد الحلول اللازمة لحل مشاكل جمهور النادي خاصة بعد حل لجنة الاحباء .