على بعد حوالي كيلومترين من المركب الجامعي بمنوبة تركزت أشغال مشروع مبيت جامعي خاص للفتيات منذ 2009 حيث قاربت البناية على الانتهاء لكن مرت السنوات ولم يفتح أبوابه بعد ,حلم تبخّر قبل ان يتحقق على ارض الواقع وسط تساؤلات عدة حول أسباب عدم استغلاله في الوقت الذي تتزايد فيه الطلبات على السكن الجامعي وتعاني فيه الطالبات ممّن استوفين حقّ الإيواء في المبيتات العمومية من مشاكل البحث عن مسكن لمواصلة دراستهن .عبد الرؤوف القربي صاحب هذا المبيت والذي أدرج بولاية منوبة ضمن المشاريع المعطلة التي تتطلب التدخل العاجل لتذليل الصعوبات التي تواجه انطلاق استغلاله ,ضاقت به السبل بحثا عن حل نهائي وجذري يقطع مع معاناته التي امتدت منذ العهد السابق لتتواصل مع الحكومات المتعاقبة..حيث تحدث ل «التونسية» عن مشكلته قائلا: «حصلت في 2005 على قطعة ارض بالدينار الرمزي بمقتضى قرار حكومي يقضي بتمتيع باعثي المبيتات الخاصة من قطع أراض على ملك الدولة بالدينار الرمزي إضافة الى تقديم منحة بقيمة 25٪ من إجمالي الاستثمارات المطلوبة لانجاز المبيت الجامعي والتي يقع صرفها على قسطين يكون الأول عند بلوغ 50 بالمائة من الأشغال والثاني بعد انتهائها وذلك حسب مقتضيات الفصل 52 من مجلة الاستثمار والفصل 13 من كراس الشروط المتعلقة ببعث المبيتات الخاصة, ثم تقدمت بمطلب لديوان الخدمات الجامعية للشمال للحصول على المنحة المذكورة .انطلقت في مشروعي حيث بلغت نسبة انجاز تفوق 90 بالمائة في 2009 بكلفة 3 ملايين دينار وحسب تقارير لجان فنية مختصة وذلك بتمويل من البنك الوطني الفلاحي والذي أوفى بتعهداته على خلاف بنك الإسكان الذي ماطل في التعامل مع المشروع من حيث القيمة الحقيقية للقرض الواجب صرفه والمقدر بنسبة 25 بالمائة من تكلفة المشروع كما تراجع في منحي قرضا تكميليا بضمان منحة الاستثمار بعد منحي موافقة مبدئية وهو مازاد من معاناتي المادية وحال دون اتمام المشروع . ويواصل حديثه قائلا: «ظللت انتظر الحصول على منحة الاستثمار منذ 2007 ولم يصدر الامر المتعلق بالمنحة إلا في ماي 2011 حيث لم يكن وفق الصيغة المبدئية المتفق عليها والمتعلقة بتقييم نسبة 25 بالمائة من كلفة المشروع اذ لم تتم المصادقة إلا على قيمة 357 الف دينار تقرر صرفها على قسطين حيث حصلت على القسط الاول منها في اوت 2011 على امل الحصول على القسط الثاني مباشرة خاصة ان نسبة انجاز المبيت فاقت 90 بالمائة منذ 2009,وهو امر لم يحصل الى حد هذا التاريخ حيث تم حجزه دون مبرر .. ومع تنقلي بين إدارات وزارة التعليم العالي تضاعف سقف الإجراءات والطلبات التي لا تمت بصلة إلى شروط صرف منحة استثمار وكانت اغلبها متعلقة بطلب الحصول على شهادة الاستغلال الخاضعة للفصل 19 من كراس الشروط ووصل الأمر إلى محاولة إثبات عجزي عن إتمام المشروع حينها تقدمت بشكاية إلى اللجنة العليا للاستثمار في 2011 وظللت انتظر الرد أو الإجراء المناسب الذي يمكنني من الحصول على القسط الثاني من منحة الاستثمار لمواصلة الأشغال المتبقية في المشروع والانطلاق في استغلاله باعتباره مشروعا سيساهم في الحد من النقص الحاصل والضغط المتزايد على السكن الجامعي بمنوبة وسيحقق عملية التوازن فيه وتمكين الطالبات من ذوي الدخل الضعيف والمتوسط من الحصول على سرير والحد أيضا من مزايدات السكن الجامعي الخاص المعروفة بالترفيع في الأسعار. وأكد القربي في نفس الإطار أن المبيت تقدر طاقة استيعابه ب 332 سريرا كما تبلغ طاقته التشغيلية 20 موطن شغل قار وتتوفر فيه جميع المرافق الضرورية من مطعم جامعي وفضاءات رياضية وهو يمثل المشروع الاكبر من نوعه في الجهة من حيث طاقة الاستيعاب كما يوجد بمكان استراتيجي بالجهة قريبا من المركب الجامعي.