بعد العديد من الجلسات التفاوضية التي جمعتهم بسلطة الإشراف , دخل صباح أمس أعوان وزارة الداخلية من أصحاب الشهائد العلمية والتقنية في اعتصام مفتوح بساحة الحكومة بالقصبة للمطالبة بتسوية وضعياتهم المهنية من خلال إعادة تصنيفهم حسب شهائدهم منددين بما اعتبروه لامبالاة وتسويف ومماطلة وزارة الداخلية في التعامل مع ملفاتهم . و أكد محمد نبيغ الناطق الرسمي باسم اللجنة الوطنية لحاملي الشهائد العلمية والتقنية لقوات الأمن الداخلي أن اعتصام الأعوان متواصل إلى حين حصولهم على التسوية الإدارية لوضعياتهم وقال « اعتصامنا مفتوح في هذا المكان التاريخي بالقصبة للمطالبة بالتسوية الإدارية لوضعية حاملي الشهائد العلمية والتقنية لقوات الأمن الداخلي وقد سبق أن اجتمعنا بسلطة الإشراف خلال ثلاث مناسبات بوزارة الداخلية ووعدونا بالتسوية لكن الوزارة الأولى لم تتجاوب مع مطلبنا». و دعا محدثنا رئيس الحكومة إلى التسريع في إيجاد حل لهذه الوضعية معتبرا أن أصحاب الشهائد العلمية لا يريدون تعويضات مادية متابعا « يطمح أعواننا إلى التبرع بثلاثة أيام عمل لفائدة ميزانية الدولة التي تعاني من أزمة ومن حالة ارتجاج وهذا دليل على أن مطالبهم ليست مادية لذلك نحن نشدد على ضرورة الاستثمار في هذه الطاقات الجبارة من أصحاب شهائد علمية ومن دكتوراه دولة ومن حاملي الشهائد الفنية في كافة المجالات ونحن نؤكد اليوم مجددا أننا أصحاب مشاريع مجندون من اجل تطوير منظومة العمل الأمني داخل البلاد التونسية خاصة بعد أن نعتنا في السابق ب «الجهلة» . 18 افريل « يوم الجهل» من جهته عبّر هشام بن خذر عريف بسجن الناظور في ولاية زغوان متحصل على شهادة تقني سامي في الإلكترونيك عن مساندته لمطالب الأعوان من جميع الأسلاك داعيا سلطة الإشراف إلى إنصافهم وقال « مطالبنا ليست مادية ولا نريد سوى رد الاعتبار وتمكيننا من رتبنا المعادلة لشهائدنا العلمية والتقنية و«ربي يظهر الحق»» . أما الحبيب كربول رئيس اللجنة الوطنية لحاملي الشهائد العلمية والتقنية لقوات الأمن الداخلي فقد أشار إلى أن وقفاتهم الاحتجاجية المتواصلة أمام مقر وزارة الداخلية بالعاصمة التي طالبوا خلالها بتسوية وضعيات الأعوان من أصحاب الشهائد العلمية حسب الرتب المتدرجة في قوات الأمن الداخلي لم تجد نفعا. وأضاف «لقد طالبنا بحقوقنا المشروعة لكننا لم نلاق سوى التسويف من قبل وزارة الداخلية وبداية من 17 مارس الماضي طالبنا الاجتماع بالمدير العام للوظيفة العمومية للتفاوض وللبحث في سبل حل وضعياتنا لكن دون جدوى». و أكد كربول أن اعتصامهم لن يمس من سير العمل وأن ساحة القصبة قد أضحت مسكنا لهم وتابع «وطنية أبناء سلكنا وأبناء بقية الأسلاك تدفعنا إلى عدم المطالبة بتعويضات مادية بل عكس ذلك نملك عديد المقترحات والمشاريع التي نريد عرضها على الحكومة كما نريد أن نعرض على سلطة الإشراف الآلية القانونية الكفيلة بتمكيننا من حقوقنا المعنوية ومن رتبنا المتماشية مع شهائدنا العلمية». و أضاف محدثنا أن اعتصامهم متواصل إلى حين تفاعل الإدارة مع مطالبهم مؤكدا أن يوم غد الذي يتزامن مع عيد قوات الأمن الداخلي سيكون «يوم الجهل» على حد تعبيره حيث سيرفع جميع المعتصمين شهائدهم العلمية والتقنية لحرقها بساحة الاعتصام على حد تعبيره مؤكدا أن كل التحركات التصعيدية واردة خلال المرحلة القادمة وذلك من خلال التنسيق مع الجهاز النقابي لقوات الأمن الداخلي» . وقفة مساندة من أعوان الديوانة و كان عدد من اعوان ونقابيي سلك الديوانة في الموعد امس بالقصبة تعبيرا عن مساندتهم لاعتصام ابناء الداخلية. وفي تصريح ل «التونسية» أكد محمد الغضبان رئيس نقابة أعوان الديوانة ان جميع الأعوان من مختلف الأسلاك يتقاسمون نفس المطلب المتمثل في تسوية وضعياتهم المهنية حسب شهائدهم العلمية والتقنية. وتابع في هذا الإطار «مطالب الأعوان شرعية والمطلوب هو النظر في وضعياتهم وإيجاد حلول لهم وأية خطوة سيتخذها الأعوان نحن نساندها وندعمها ونتمنى أن تستجيب سلطة الإشراف لمطالبهم». من جهته اقر الوكيل مجدي تريفة عن سلك الديوانة متحصل على الأستاذية في التصرف منذ سبع سنوات أن الإدارة العامة للديوانة تزخر بالكفاءات والمؤهلات العالية وأن اغلبهم متحصلون على شهائد علمية وتقنية من مختلف المجالات والاختصاصات وان المحاباة مازالت متواصلة صلبها قائلا «لم تتغير السياسة داخل إدارتنا فالمحاباة مازالت متواصلة ويتعمد البعض من المسؤولين عرقلة مسألة تسوية وضعيتنا».