«القابسية بن سعد»من مواليد 19 جانفي 1948 تقطن بمرناق ،رغم تقدمها في السنّ وخطواتها المتثاقلة كانت تستجمع قواها كل يوم لتقتني «خبز الطابونة» ثم تتوجه إلى مركز تجاري بجهة الزهراء حاملة «القفة» هناك تبيع ما تيسر من الخبز وما تجنيه من دنانير يوزع على مصروف البيت ونفقات إبنها المريض. تقول: «تزوجت من ابن عمي وعشنا فترة طويلة في ليبيا وكانت ظروفي المادية جيدة ،أنجبت 3 أولاد وإعتقدت ان الحياة إبتسمت لي ولكن مباشرة بعد طلاقي عدت إلى تونس ومعي أولادي،لم أكن أعمل واضطررت إلى استئجار بيت في «مرناق» ب100 دينار،لا يحتوي على أثاث ولا مقوّمات العيش الكريم ويضم غرفة وحيدة بالكاد تتسع لنا، واضطررت إلى إعالة أطفالي وتدبر قوتهم». وأضافت: «مرت السنوات وكنت دائما أمنّي نفسي بأن تتحسن ظروفي المادية وان يشتغل أولادي ولكن «عبد السلام» يعمل عاملا بمقهى ويتقاضى 350 دينارا وهو متزوج ولديه 3 أطفال وتعتبر ظروفه صعبة للغاية، ولكم ان تتخيلوا كيف يجابه متطلبات الحياة في وضع يتسم بصعوبة المعيشة وغلاء الأسعار». وقالت: «إبني الثاني يدعى «محمد» وهو عامل يومي ومتزوج وتقريبا ظروفه تشبه كثيرا ظروف شقيقه فهو بالكاد يعيل أسرته». وأكدت القابسية انّ «إبراهيم» هو أصغر أبنائها وانه من مواليد 19 أفريل 1991 وقالت انه يعيش معها ولكنه مريض بضيق التنفس . وقالت «مؤخرا أغمي عليه ونقله أولاد الحلال الى المستشفى وهناك تم إدخاله الى الإنعاش وقضى فترة طويلة بالمستشفى الى ان تماثل للشفاء» مضيفة أنه يعاني من حساسية من الغبار ومن الروائح . وقالت : «مرض إبني إبراهيم أنهكني ،فقد كنت أستدين من أهل البرّ والأصدقاء لأتمكن من زيارته بالمستشفى، لا نملك بطاقة علاج ولا نفقات التداوي ولا حتى ثمن التنقل ،لقد طلب الأطباء عدة كشوفات من إبراهيم ولكننا عاجزون عن مواصلة العلاج». وأشارت إلى أنه ومنذ عودته الى البيت يلازم السرير ،جسما منهكا ومريضا عاجزا عن العمل، وقالت انه لم يعد بمقدوره العمل وإضطرت الى العمل على بيع المزيد من خبز «الطابونة» لتوفر دواءه وطعامهما. وقالت انه عندما يكون الطقس ممطرا لا يمكنها ان تعمل وبالتالي يظلان بلا «مصروف». وأكدت القابسية ان «إبراهيم» يشعر بالذنب ويتألم كثيرا لرؤيتها تشقى وتتعب وتضطرّ الى قطع عشرات الكيلومترات يوميا لبيع الطابونة ولتوفرّ بعض الدنانير. وبكت «خالتي «القابسية» بحرقة وقالت: «لقد آلمني كثيرا سماعه وهو يصرخ. لقد قال لي «ياليتني مت عندما نقلوني الى الإستعجالي»، فأنا عاجز عن العمل وانت تشقين في مثل هذه السن». وأضافت محدثتي انّ لها ديونا تقارب الألف دينار متراكمة لدى مستشفى «مونفلوري» وانها عاجزة عن تسديدها ،كما انها عاجزة عن تدبرّ دواء ابنها لأنه يلزمه الأوكسيجين ليتنفسّ. وقالت: «أريد من يساعدني على علاج إبني هذا كلّ ما أتمنى وطالبت السلطات بتمكينها من كشك لتعمل به رفقة إبنها لأنه لم يعد بمقدورها العمل في المهن الشاقة». وأضافت : «إبراهيم لديه سروال رياضي يلبسه في النهار وفي الليل أغسله ويبقى ينتظر الى أن يجفّ ليلبسه مجدّدا». وقال : «تركته نائما وعندما سألني عن وجهتي رفضت ان أصارحه فأنا يوميا أغادر باكرا على أمل ان أجد من يساعدني في تدبرّ دوائه وثمن كشوفاته». وأكدت «القابسية» انّ رؤية إبنها مريضا تؤلمها كثيرا وأن لا حول ولا قوة لها.