قرّر رئيس الجمهورية المنصف المرزوقي صباح اليوم خلا موكب الاحتفال بالذكرى 58 لعيد قوات الأمن الداخلي التخفيض في المرتب القانوني لرئيس الجمهورية إلى الثلث، كما أعطى التعليمات لمزيد التقليص في نفقات رئاسة الجمهورية وبأكبر قدر ممكن و ذلك لكي لا تتحمّل الطبقات الفقيرة والمتوسطة التي قامت الثورة أساسا من أجل تحسين مستواها المعيشي، العبء الأكبر من التضحيات المطلوبة على حدّ قوله. و في كلمته قال المرزوقي إنّ المؤسسة الأمنية و بفضل الثورة لم تعد في خدمة أشخاص او نظام أو مجموعات متنفذة تعمل من وراء الستار بل أصبحت في خدمة الجمهورية والشرعية والقانون والمصلحة العامة مؤكّدا أن دور أجهزة الأمن لا يقتصر فقط على حفظ الأمن عند مواجهة التحركات السياسية والاجتماعية الطبيعية في كل دولة ديمقراطية وإنما حفظه في إطار احترام القانون وحقوق الإنسان وأساسا كرامة الذات البشرية. و أكّد المرزوقي أنّ الأزمات التي تواجهها بلادنا ليست ازمات انحطاط أو دمار وإنما هي أزمات خلق موضّحا أنّ ما تعيشه تونس الجديدة اليوم هي لحظات مخاض صعب و أنه لا يجب تركها للأجيال القادمة. من جهة أخرى أشار المرزوقي إلى أن الثورة ليست لحظة تاريخية وليست محطة يتمّ الوصول إليها و الإستقرار فيها بل هي مسار شاق صعب طويل مهدّد طول الوقت ، قد يعرف تعثرا وتوقفا وتراجعا . و دعا المرزوقي عائلات الشهداء و الجرحى إلى التمسك بحقوقها في نطاق القانون مؤكّدا لها كامل تضامن كامل الشعب والدولة موضّحا أنّه طلب من وزير الدفاع فتح تحقيق في أية إخلالات قد تكون شابت مراحل التقاضي وأخذ الإجراءات اللازمة و أن تسرّع النيابة العمومية العسكرية بالتعقيب في قضية الأحكام الأخيرة التي صدمت عائلات الشهداء والجرحى وكل الرأي العام مبيّنا أنّ دور العدالة الانتقالية الأساسي ليس فقط إنصاف الضحايا ومنع المخالفين من الافلات من المسؤولية ومن العقاب وإنما هدفها الأكبر هو بناء المصالحة الوطنية على قاعدة صلبة . و عبّر المرزوقي عن مساندته لنواب المجلس التأسيسي في سعيهم لإدخال ما هو ضروري من تعديلات على القوانين السارية وتحسين الإطار التشريعي بما يكفل إنصاف عائلات الشهداء وجرحى الثورة وعدم إفلات المذنبين من العقاب مشيرا إلى أنّ الثورة المجيدة انطلقت بدماء مئات الشهداء وآلاف الجرحى مضيفا أنه يحزّ في نفسه القول "أننا لا زلنا بعيدين كل البعد عن الإيفاء بحق رجال ونساء وعائلات ندين لهم بوجودنا جميعا في هذا المكان الذي كان لبضع سنوات خلت قلعة التجبّر والظلم والقهر والفساد".