بالنظر إلى أهمية قطاع الصحة في تونس ومدى تأثيره على حياة المواطن تواصل " التونسية " متابعة هذا الملف الحساس لترصد اخر الإجراءات و التصورات و النقاشات التي بدأت فيها وزارة الصحة في إطار علمها الدؤوب بعد الثورة خاصة لتطوير منظومة الصحة في البلاد. مقاربة جديدة
وعيا منها بأن النهوض بواقع الصحة يتطلب تشريك كل الفعاليات و الأطراف المتداخلة و المعنية بالمسألة الصحية في تونس ، بادرت وزارة الصحة بتشريك جميع الأطراف وعلى أوسع نطاق من أجل إصلاح حقيقي وفعال للمنظومة الصحية وذلك ضمن استراتيجية تعتمد أساسا على الحوار المجتمعي إيمانا منها بأن الصحة تبنى في العائلة و المدرسة وفي العمل.
جلسة وورشة عمل خاصة بالإعلاميين
انطلاق الحوار المجتمعي كان في سنة 2012 قبل أن يعرف زخما كبيرا في الشهرين الاخيرين و بالتحديد مع حلول الوزير الجديد الدكتور محمد صالح بن عمارالذي أعطى لملف المنظومة الصحية الجديدة الأهمية اللازمة حيث عقدت ملتقيات عديدة في أماكن مختلفة كان الدكتور محمد صالح بن عمار وزير الصحة قد أشرف على البعض منها تم خلالها مناقشة أفكار ومقترحات كثيرة واخر محطة في هذا الحوار المجتمعي كانت في نهاية الأسبوع الماضي أشرف عليها رئيس لجنة قيادة الحوار المجتمعي الدكتور فيصل بن صالح بأحد فنادق مدينة الحمامات خصصت لبحث استراتيجية الإتصالية والإعلامية المثلى للتعريف بأهداف وغايات الحوار المجتمعي و تحسيس كل شرائح الشعب التونسي بأهميته خاصة وأن القطاع الإعلامي تم تصنيفه كشريك فاعل في هذه المنظومة الصحية الجديدة التي لاقت استحسان وإعجاب من قبل المنظمة العالمية للحصة والإتحاد الأوروبي اللذان جسما ذلك بدعمهما المتواصل لهذه المنظومة الصحية . وفي هذا السياق وجهت الدعوة لمختلف وسائل الإعلام لحضور هذا الملتقى والمساهمة في نقاشاته بإبداء الرأي وتقديم المقترحات " التونسية " كانت كعادتها حاضرة في هذا الملتقى .كما أقيمت ورشة عمل أشرف عليها كل من السيدة إيمان الجوادي خبيرة في المنظمات و السيد جمال الشريقي مكلف بوحدة التصرف في الحوار المجتمعي و الأستاذ الجامعي في جراحة العظام السيدرمزي البوزيدي خبير و منسق للمواعيد الجهوية والسيد رضا بن دالي خبير في الإتصال للحوار المجتمعي طرحت خلالها العديد من الإستفسارات والأسئلة حول سبل إنجاح الحوار المحتمعي وإعطائه الأبعاد التي تساعد على انخراط كل مكونات المجتمع المدني فيه الذي كان مغيبا في السابق و كأنه غير معني بتطوير منظومة الصحة . من جهة أخرى كانت للدكتور فيصل بن صالح رئيس لجنة قيادة الحوار المجتمعي مداخلة قيمة شرح خلالها بعض أهداف وغايات هذا الحوار قبل أن يؤكد على أن الإرتقاء بالخدمات الصحية المقدمة للموطن هي الهدف الأول والأخير من وراء إطلاق الحوار المجتمعي حول المنظومة الصحية في تونس. هذا وسيدخل الحوار المجتمعي حيز التنفيذ يوم 26 أفريل الجاري وستكون البداية من ولاية باجة و المهدية ليتواصل إلى نهاية شهر ماي القادم بعد أن يكون قد شمل جميع ولايات الجمهورية عبر اتصالات مباشرة واستشارات ميدانية مع المواطنين في الصباح و المهنيين والخبراء في العشية. هذا ومن المنتظر أن يحقق برنامج الحوار المجتمعي حول الصحة ما يطمح إليه وذلك بالنظر إلى الجهد الكبير التي تم بذله لحد الان و السبل الناجعة التي اعتمدت عليها وزارة الصحة لتشريك مختلف الأطراف في هذا الحوار.