في إطار الإستراتيجية الجديدة التي أقرتها وزارة الصحة يوم 8 أكتوبر 2012 حول الحوار المجتمعي للسياسات والإستراتيجيات والمخططات الوطنية للصحة وكانت " التونسية " قد أتت في إحدى مقالاتها السابقة عن كل المحاور التي تم التطرق إليها في الندوة التي انعقدت بالعاصمة وقد تلتها ندوة أخرى يوم 11 مارس الماضي بمدينة القيروان لتواصل الوزارة مهامها في هذا التمشي حيث انعقدت في إحدى الفضاءات الفاخرة بضفاف البحيرة ندوة أخرى في سياق الحوار الوطني لإصلاح المنظومة الوطنية للصحة . وأكد الدكتور محمد صالح بن عمار وزير الصحة في مفتتح هذه الندوة التي حضرتها ثلة هامة من كوادر وإطارات وزارة الصحة و الإطارات الطبية أن الهدف من هذا الحوار هو إرساء مشروع طموح للتحاور مع المواطنين في كافة أنحاء الجمهورية وبين كل الفعاليات والمتدخلين في المجال الصحي وذلك على قاعدة التشاركية وعدم الإقصاء. كما تم في هذه الندوة التأكيد على استغلال أرقى المعلومات المتوفرة و أجودها لوضع الإصلاحات الضرورية في ميدان الصحة خاصة وأن الهدف من هذه الإصلاحات هو تطوير أداء القطاع والتقليص من الفوارق الإجتماعية والمساهمة في تحقيق الهدف الأسمى وهو حق الصحة للجميع و ضرورة خلق الثقة بين المواطن والقطاع الصحي و هو عامل ما انفك الدكتور محمد صالح بن عمار يريد تجسيمه على أرض الواقع لضمان أوفر حظوظ التناغم والإنسجام بين المؤسسة الصحية والمواطن و ستتبع هذه الندوة حسب برنامج الوزارة ندوات أخرى خارج العاصمة لبسط مفاهيم الحوار المجتمعي الذي يرتكز على اربع محاور وهي النفاذ إلى خدمات صحية ذات جودة و المؤثرات الإجتماعية للصحة و الحوكمة الرشيدة وتقييم وتعديل النظام الصحي قصد مسايرة حاجيات وتطلعات المواطنين . من جهة أخرى أوضح لنا الدكتور محمد صالح بن عمار في حوار جانبي معه أن قطاع الصحة يعاني منذ عقود طويلة من بعض المشاكل ويواجه في تحديات صعبة تحتاج إلى مقاربات وحلول جديدة يساهم الجميع في إيجادها بالحوار لبناء والإستماع إلى جميع وجهات النظر وتوقع وزير الصحة أن يتم التوصل إلى تصور مشترك لأهم مشاكل قطاع الصحة يكون محصلة بجملة من الحوارات والنقاشات مع كل الأطراف المعنية ومكونات المجتمع المدني خاصة في ما يتعلق بالبنية التحتية وسياسة الوقاية كما تطرق إلى طب الإختصاص الذي اثار جدلا واسعا وقال إن منظومة الصحة تشتكي من نقص في هذا المجال مؤكدا أن أزمة طب الإختصاص داخل الولايات من الملفات ذات الأولوبة في الوزارة قبل أن يعلن عن تدعيم الإطار الطبي في مستشفى قبلي قريبا بأربع أطباء اختصاص كما سيقع انتداب 32 طبيب من مختلف الإختصاصات في المناطق الداخلية . هذا وبعد أن اوضح الدكتور فيصل بن صالح مكلف بمهمة لدى وزير الصحة للحضور بصفته رئيس اللجنة الفنية في مداخلته بكل التفاصيل حول البرامج و الإعداد والتخطيط لهذه المنظومة كانت " للتونسية " دردشة قصيرة معه حيث قدم لنا العديد من التفاصيل في هذا الغرض من خلال استعراضه كل البرامج المزمع تطبيقها للنهوض بقطاع الصحة وأكد الدكتور أنه سيتم الإنتهاء من الحوار المجتمعي حول إصلاح المنظومة الصحية هذا الصيف ثم ستقام ندوة وطنية لتقييم هذا الحوار والخروج بمقررات وبرامج علمية للبدء في إصلاح المنظومة الصحية وفق خطة تضبط بأحكام . وللإشارة فإن ندوة يوم أمس قد سبقتها ندوات أخرى أقيمت في إطار الاعداد للمنظومة الجديدة على مستوى الجهوي.