مع بلوغها مرحلتها الحاسمة بانطلاق الزحف البري بالدبابات والمدرعات على مخابئ الإرهابيين في أعماق الشعانبي تحوّلت الحرب على الإرهاب في جبال القصرين من الدفاع والمحاصرة عن بعد وانتظار المتسلّلين منهم لاصطيادهم إلى الهجوم على معاقل الإرهابيين والصعود إليهم حيث معسكراتهم ومخيماتهم التي يرابطون فيها منذ أكثر من سنة. وفي اليوم الثاني من الهجوم البرّي واصلت وحدات الجيش والحرس الوطني تقدّمها داخل المنطقة العسكرية المغلقة من عدة جوانب بالشعانبي تحت تمشيط جوي من المروحيات وناري بالرشاشات لتمهيد الطريق للقوات الزاحفة في اتجاه أوكار الإرهابيين.. ووفق بعض الأخبار غير المؤكدة التي وصلتنا فإنّ الزحف البري ولئن تميّز بالبطء والحذر خوفا من الألغام فإنّه يسير بخطوات ثابتة من عدة محاور أثمر الوصول إلى بعض الأماكن التي كان يتّخذها الإرهابيون مخابئ لهم تمّ التعامل معها بإطلاق النار المكثف وتفجيرها بالقنابل اليدوية ثم اقتحامها من طرف الوحدات الخاصة للجيش الوطني على أمل القضاء على من يختبئون بها. لكن لم ترد أخبار عن وقوع أسرى أو قتلى من الإرهابيين في انتظار توقّف العمليات. إلا أنه مقابل ذلك تمّ العثور على بعض مخلّفات الإرهابيين من علب للمواد الغذائية والمياه وبقايا أدوية وبعض الملابس بالقرب من أحد الخنادق المكتشفة غير بعيد عن السفوح الشمالية للجبل المقابلة لقرية «المنقار». ومع مواصلة التقدم تسرّبت أنباء عن وجود بعض الحفر المغطاة بالتراب يعتقد أنها قبور جديدة ربما لإرهابيين قتلوا نتيجة القصف المدفعي والجوي المكثف الذي استهدف مرتفعات الجبل في الأيام الفارطة وخاصة خلال منتصف الأسبوع الماضي.. هذا وفيما يفرض الجيش الوطني تعتيما كاملا على العمليات داخل المناطق العسكرية المغلقة فإنّ ما لاحظناه عن بعد هو تكثيف الطلعات الجوية للمروحيات فوق جبلي سمامة والشعانبي مع وصول أخبار من متساكني القرى القريبة من جبل السلوم عن تواجد عمليات تمشيط برّي حول مرتفعاتهما وتمركز وحدات أمنية وعسكرية في بعض المسالك المؤدية إليهما.. من جهة أخرى نشير إلى أنّ أجواء الحرب في الشعانبي وسمامة والسلوم وهي الجبال المحيطة بالقصرين لم تؤثّر على سير الحياة العادي لأهالي المدينة الذين يواصلون نشاطهم اليومي بشكل طبيعي وكلهم فضول وتشوق لسماع أخبار مفرحة من أعماق الشعانبي تؤكد بداية استئصال الإرهاب منه.