*محمد بوغلاب عاد رئيس الحكومة مهدي جمعة من فرنسا في رحلة عادية على متن الخطوط التونسية يوم الأربعاء الماضي، وقد كان محل ترحاب عدد من المسافرين الذين إلتقطوا معه صورا تذكارية بل إن بعض المسافرات حرصن على مصافحة حرم السيد جمعة التي سجلت ظهورها العلني الأول في باريس بلباس تونسي تقليدي مكشوفة الشعر خلافا لما ردده البعض من أن زوجة رئيس الحكومة متحجبة؟ مصدر مطلع أفادنا أن الجانب الفرنسي وجد في مهدي جمعة المخاطب الذي طالما بحثت عنه باريس منذ رحيل النظام السابق بقيادة بن علي، ويمكن القول أن شخصيات مثل المرزوقي وبن جعفر تدحرجت إلى الصفّ الثاني أو الثالث. وقد برز ذلك من خلال الحفاوة البالغة التي حظي بها جمعة (وكأننا لسنا أمام حكومة مؤقتة ورئيس حكومة مؤقت) والتي برزت للعيان خلال اللقاءات التي جمعت مهدي جمعة بكلّ المسؤولين الفرنسيين وخاصة بفالس رئيس الحكومة ورئيس الدولة هولاند، و عند التعاطي مع وسائل الإعلام الحاضرة لتغطية الزيارة إذ حرص رئيس الدولة كما رئيس الحكومة على ارتجال ندوتين صحفيتين، الأولى مع فالس، حيث لم يكن في البرنامج أن يرافق الوزير الأول الفرنسي رئيس حكومتنا في نهاية اللقاء لإلقاء تصريح للصحافة. والثانية مع هولاند حيث كان الأمر يتعلق بإلقاء تصريح مشترك فقط دون أسئلة ولكن الرئيس الفرنسي حوّل التصريح إلى شبه ندوة صحفية و سمح بمبادرة منه للصحفيين بإلقاء أسئلة... وتعكس هذه الحفاوة رغبة منهما في توجيه رسالة تعكس احترامهما لتونس ولكن أيضا لرئيس حكومتها الذي كان محل ترحيب من الرئيس الأمريكي أوباما قبل أسابيع . ويضيف مصدر ثان قريب من دوائر القرار السياسي في فرنسا أن المحادثات الثنائية كانت في غاية من الجدية إذ تمّ بحث عديد المسائل المتعلقة بالملف الأمني والاقتصادي وقد أبدى الفرنسيون إرادة في تعزيز التنسيق والتعاون يمكن أن نقرأ من خلالها خشية من منافسة بعض القوى الأخرى في "احتضان" الحكومة الجديدة.-
النقطة المغيمة في زيارة جمعة إلى باريس هي فتور العلاقة بين وزير الخارجية منجي حامدي وسفيرنا بفرنسا عادل الفقيه، إلى درجة أنهما لم يتبادلا الكلام بصفة تكاد تكون مطلقة خلال كامل الزيارة على خلفية قضية المطار( إذ تخلف السفير عن إستقبال وزير الخارجية الذي تعرض وفق روايات متطابقة للتفتيش . ويظل السؤال كيف يمكن التعاطي مع ملف العلاقات التونسية الفرنسية في مثل هذه الظروف المشحونة بين الوزير والسفير؟ وهل يكون لخفايا السفرة الباريسية تداعيات قريبة... ؟