«سيدي... علّمني علّمني... سيدي » هو مطلع لأجمل أغاني « لطفي بوشناق» شداها هديّة للمعلّم صاحب الرسالة النبيلة عبر الأزمنة وفي كل الأمكنة طالما لا أحد اليوم على وجه الأرض لم يمر من قسم معلّمه يتعطر معه بشذى الحبر والطباشير وأوراق الكتب القديمة ... ولعلّ نوادر الكثير منهم حول عصا المعلّم ما زالت راسخة في ألبوم حياتهم إلى جانب حزمه وانضباطه وجديته حتى يؤدي رسالته إلى أبنائه كاملة وتامة الشروط ... والأمثلة تأتينا في كل مرة من أشهر العلماء والخبراء والأساتذة والأطباء والدكاترة من يعترفون بفضل معلّمهم في نحت بدايتهم المتميّزة في طريق العلم والمعارف... ومن العمّال والحرفيين وأعوان الخدمات من يتذكرون معلمهم خيرا لأنه وجههم إلى الطريق الصحيحة وألهمهم سبيل النجاح في دروب الحياة الواسعة لما ضاقت بهم سبل طلب العلم. ولكل هذا ... يظل المعلم في مكانة الأنبياء والقدسين وتنفرد مكانته بما يجمع بين العلم والأخلاق أسمى المحامل الفكرية والإنسانية.... وليس أروع من هذا المثال الشاهد لدعم نظرة الكبار إلى المعلم وتقديس مهمّته وتقدير دوره وهو الذي يسير نحو كرسيه في اطمئنان وراحة بال لأن لا أحد قادرا على أن يزحزحه منه سوى الرئيس الأمريكي «أوباما» من تخرّ أمام عظمة بلاده كل الدنيا .... وهو الرجل السياسي والحقوقي من نال شتى الشهائد العليا... يجلس في هيبة وتواضع وارتياح على كرسي أحد المعلّمين قبالة جمع من التلاميذ يروي لهم بالكلمة والصورة أمتع قصص الأطفال ويشدّهم إلى أحداثها ويسحرهم لأنه تقمص دور المعلم بما فيه من قداسة وسحر ... «أوباما» بعظمته لم ير في نفسه كمن نزل إلى مستوى أدنى بقدر ما أقرّ بأنه سما إلى أعلى المراتب طالما هو يجلس مكان معلّمه الذي علّمه كيف يحبو منذ صغره في طريق العلم ... وهو كرسي حلم به كثير من الناس لأنه لدى أصحاب العقول النيّرة قد من سبائك الذهب الخالص لا تصدأ إطلاقا مهما مرّ الزمان ... ولهذا أشرنا بأن ما جسمّه « أوباما » في هذا المشهد هو مثال رائع مؤثر وعميق وصل بكل معاينه إلى أنحاء المعمورة حتى يجعل المعلم مكرّما ومبجّلا لأنه علّم كل النّاس ونفخ في صدورهم معاني الحياة.