دوت صفارات الانذار في قلعة النادي الرياضي الصفاقسي بقوة عقب نهاية مباراته الاخيرة والتي جمعته بضيفه نجم المتلوي منذرة بخطر قريب يحدق بالنادي الذي ينتظر احباؤه بفارغ الصبر الفترة القادمة والتي تتزامن مع دخوله غمار مسابقة دوري المجموعتين لرابطة الابطال الافريقية والتي تعتبر الحلم الابرز لاحباء النادي في الفترة الراهنة والذي يمكن ان يتبخر اذا ما تواصل اداء المجموعة على هذا النحو حيث لاح نادي عاصمة الجنوب على نحو متهالك باستثناء دقائق معدودة من المباراة في بداية الشوطين الاول والثاني. وقد أصيب احباء النادي بصدمة كبيرة جدا جراء المهازل التي شاهدوها فوق ارضية الميدان والتي تواصلت بشكل متفاوت على امتداد بعض المباريات الفارطة مثل مباراة النادي البنزرتي ومباراة الملعب التونسي الاخيرة ومباراة اول امس وقد رجانا بعض الاحباء تبليغ استنكارهم العميق واستيائهم الشديد من الحالة التي بدا عليها النادي والتي لا تبشر بخير خاصة ان التدارك لم يحصل وان الوقت اصبح بالفعل غير كاف من اجل القيام ببعض الاصلاحات حيث لم تعد تفصل الفريق عن اولى مبارياته الافريقية سوى عشرة ايام خاصة في ظل استهتار بعض اللاعبين بألوان القميص الذي يرتدونه. وقد بان بالكاشف ان النادي الصفاقسي اصبح اكثر من اي وقت مضى يعاني من قلة الانضباط سواء داخل المستطيل الاخضر او خارجه كما اصبح لزاما عليه ان يجد يدا من حديد يخشاها الجميع لتمسك بمقاليد الامور بعد رحيل الهولندي رود كرول الذي كان مثل الشجرة التي تحجب الغابة حيث كان هم اللاعبين والمسؤولين على حد السواء هو تنفيذ الاوامر التي يصدرها كرول سواء منها الادارية او التكتيكية . الهيئة تواصل سباتها كنا قد تطرقنا في بعض اعدادنا السابقة الى بعض المشاكل المتعلقة بالتسيير والتي تعيق مسيرة النادي الصفاقسي حاليا وقد اكتفينا بالتلميح اليها من بعيد حتى لا نتهم بنشر الغسيل الداخلي للفريق من جهة وحتى نترك الفرصة للهيئة المديرة من اجل استيعاب الدروس لكن لا ينفع العقار فيما افسده الدهر حيث بقيت دار لقمان على حالها بل زادت الاوضاع سوءا الى ابعد الحدود حيث ان مهمة الهيئة المديرة في اي فريق هي اولا الاحاطة المادية بالفريق وايضا فرض الانضباط داخل المجموعة حتى يشعر اللاعبون انهم في كنف مؤسسة تسهر على راحتهم وتلبية رغباتهم وتطالبهم في المقابل ببذل كل الجهود لاعلاء راية النادي الا ان كل ذلك اصبح شبه غائب عن فريق في حجم النادي الصفاقسي حيث فشلت الهيئة المديرة في المهمتين وهو ما لطخ من سمعة النادي في اذهان الجميع خاصة اللاعبين الذين استاؤوا كثيرا من عدم قدرة النادي على خلاص الشيكات التي تسلموها في الاسبوع قبل الماضي والتي عاد اغلبها دون رصيد وهو ما اثر كثيرا على نفسياتهم. لاعبون يستعدون ويطالبون كانت اغلب النقاشات التي سبقت المباراة الاخيرة بيومين بين اللاعبين تتمحور حول الحصول على المستحقات المالية خاصة ان اغلب الشيكات التي وزعتها عليهم الهيئة المديرة في الاسبوع قبل الماضي عادت دون رصيد وهو شيء مؤلم وهو ما خلق اجواء متوترة داخل المجموعة التي ذهب التركيز لديها من الاستعداد الجيد للمباراة الى التفكير في مآل اموالهم وموعد تسلمها وهو كما قلنا شيئا يندى له الجبين في ظل الازمة المالية التي ستعصف اكثر بمصير الفريق ان لم يتم حل هذه المسالة في القريب العاجل. واما بالنسبة للاعبين فسوف نذكرهم بما حصل سنة 2004 حيث كان النادي الصفاقسي يمر بأزمة مالية اشد بكثير من تلك التي يعانيها الآن حتى وصل الامر بالمدرب المساعد حينها غازي الغرايري الى اقتناء قوارير المياه على حسابه الخاص لما كانت التدريبات تدور بملعب 2 مارس بسبب غلق الطيب المهيري استعدادا لكان 2004 وسافرت المجموعة الى لبنان بجيوب خالية ثم كان الفرج حيث كسب النادي مئات الملايين التي انتفع اللاعبون باغلبها. الفريق يضع نفسه في ورطة سوف يترقب احباء النادي الرياضي الصفاقسي مباراة الثلاثاء القادم والتي سوف تجمع فريقهم بشبيبة القيروان من اجل الاطمئنان نهائيا على المركز الثاني المؤهل لرابطة الابطال الافريقية للموسم القادم خلالفا لما قيل في الاسابيع القليلة الفارطة حول تأكد الفريق من ضمان هذا المركز حيث انه في صورة انهزام النادي في مباراة بعد غد امام الشبيبة وانتصار النجم الرياضي الساحلي في مباراته الاخيرة فإن الفارق سوف يصبح نقطة واحدة لفائدة النادي الصفاقسي الا ان هذا الفارق لن يكون مطمئنا اذا قام فريق مستقبل المرسى باستئناف القرار الذي صدر عن الرابطة والقاضي بهزمه جزائيا ومنح نادي عاصمة الجنوب نقطتين إضافيتين واللتين ان تم خصمهما من رصيد النادي في مرحلة الاستئناف او في الكناس وهو قرار مستبعد جدا ان لم نقل مستحيلا نتيجة قوة الحجج التي اعتمدتها ادارة النادي وعليه فانه من المنتظر ان تشهد الصائفة القادمة في ظل السيناريو الذي ذكرناه صراعا جديدا بين فريق عاصمة الجنوب والنجم الرياضي الساحلي وهنا لا يلوم القائمون على شؤون النادي الاول الا انفسهم بسبب سوء المردود والنتائج خاصة في مباراتي البقلاوة والمتلوي. العودة الى التدريبات اثر نهاية لقاء المتلوي منح المدرب حمادي الدو مجموعته راحة بيوم يعود اثرها اللاعبون انطلاقا من اليوم الى مواصلة استعداداتهم لمباراة الثلاثاء القادم والتي سوف تجمعهم في عاصمة الاغالبة بالشبيبة القيروانية وهي مباراة صعبة بالنظر الى ارضية ميدان ملعب حمدة العواني وايضا الى الرغبة الجامحة للفريق المحلي في تحقيق الانتصار. «كمون» و«بن صالح» يتغيبان تحصل كل من محمود بن صالح ووسيم كمون في مباراة المتلوي على الانذار الثالث مما سيجبرهما على التخلف عن مقابلة الشبيبة القيروانية الثلاثاء القادم ومع ان هذا الغياب لا يعتبر مريحا للفريق الا انه مع ذلك يمكن ان يصب في صالح النادي الصفاقسي في باقي مشوار الكاس لهذا الموسم حيث سيدخل بن صالح وكمون مباريات بقية الموسم برصيد نظيف من الانذارات.