تبقى الحياة الطلابية مشوار حياة تطيب ذكراه حيث تؤلف ردهاتها باقة من الذكريات رغم حلوها ومرها تمثل مصدر افتخار للمستجوب بقطع النظر عن المحطة التي اختارها أواختارته. ضيفنا اليوم هو السيد أحمد الخصخوصي رئيس حركة الديمقراطيين الاشتراكيين وأستاذ جامعي بكلية منوبة. عن ذكرياته الجامعية تحدث فقال: دخلت مدرسة الأساتذة المساعدين سنة 1966 لأتحصل على شهادة الكفاءة للأساتذة المساعدين ثم سافرت الى فرنسا لدراسة الادب العربي بالفرنسية بجامعة «السوربون» حيث تحصلت على الاجازة في العربية والفرنسية وسنة 1975 حزت على شهادة الماجستير في الادب العربي القديم وسنة 1983 تحصلت على الدكتورا بتونس. كنت طالبا مغامرا وثوريا لذلك اجتزت سنوات الدراسة الجامعية بنجاح رغم العراقيل والصعوبات التي اعترضتني آنذاك. وقد كانت علاقتي بالطلبة علاقة أخوة ولحمة وصداقة «ماثماش حسابات بيناتنا» ومن بين أعز الأصدقاء اذكر « حسن بن علي وصلاح الكرلي ,أما أساتذتي فقد كانت علاقتي بهم علاقة تقدير واحترام، رغم تعرضي آنذاك لمظلمة من طرف احد الأساتذة وتم طردي 5 أشهر اثر خروجي من الحصة دون استئذان. لكن فترة الطرد منحت لي فرصة للتسجيل بمعهد فرنسي والحصول على شهادة الباكالوريا والتي فتحت لي أبواب الدراسة في فرنسا وقتها. كان أبي (رحمه الله) خير سند مادي لي في مرحلتي الجامعية بتونس. أما في فترة الدراسة الجامعية بفرنسا فقد واجهت العديد من الصعوبات المادية وقتها واضطررت للعمل ليلا كحارس مؤسسة والذهاب للجامعة نهارا. وعشت ظروف قاسية في العمل حيث مررت بحالة من الخوف والبرد وأحيانا الجوع ,لكني تجاوزتها بفضل وقوف ابن خالي الى جانبي والذي ساعدني ماديا ومعنويا في تلك الفترة الجامعية بفرنسا. وفي ما يخص المبيت الجامعي بتونس فقد كانت أجواء رائعة بين الطلبة المقيمين ,حيث كنا مدللين من طرف مدير المبيت, وفي فرنسا سكنت حذو ابن خالي الذي كان طالبا هو الآخر. ولأني من عائلة بدوية ريفية وأميل بطبيعتي للأصول العربية التقليدية لم أستطع تحمل الغربة و مواصلة العيش في فرنسا بعد اكمال الدراسة ,فعدت الى تونس سنة 1975 لأعمل كأستاذ بالثانوي. وبعد 17 عاما من العمل ,واصلت الدراسة بجامعة منوبة لأتحصل على الدكتورا وكانت الأطروحة في التعمق في البحث في الأدب العربي القديم , لأصبح بعد ذلك استاذا جامعيا. عموما كانت الفترة الطلابية فترة وردية رغم العديد من الصعوبات والعراقيل التي واجهتني ومرارة الغربة التي انتابتني فقد كانت ولاتزال من أحلى أيام عمري ,فترة رسّخت العديد من الأحداث الحلوة والمرة في ذاكرتي.