تبقى الحياة الطلابية مشوار حياة تطيب ذكراه حيث تؤلف ردهاتها باقة من الذكريات، رغم حلوها ومرها تمثل مصدر افتخار للمستجوب بقطع النظر عن المحطة التي اختارها أو اختارته. ضيفنا اليوم هو السيد عبد الجليل سالم رئيس جامعة الزيتونة متزوج وأب لثلاثة أولاد وبنت عن حياته الجامعية تحدث فقال: «تحصلت على الباكالوريا اداب سنة 1979 ودخلت الكلية الزيتونية للشريعة وأصول الدين في نفس التاريخ ومنها حصلت على الأستاذية في أصول الدين سنة 1983. تحصلت على ديبلوم الدراسات العليا سنة 1984 ثم سجلت بشعبة الفلسفة بكلية الآداب والفنون والإنسانيات بمنوبة وتحصلت منها على الأستاذية في الاختصاص المذكور. تحصلت على شهادة الدكتوراه في أصول الدين عن بحث حول «التأويل عند الغزالي نظرية وتطبيقا» ثم التحقت بالجامعة كأستاذ مساعد سنة 1989 وأصبحت محاضرا سنة 2005 وأستاذ تعليم عال سنة 2011. وخلال دراستي بالجامعة انتميت إلى التيار الإسلامي وكنت معتدلا أميل إلى الحوار وأؤمن بالعلم وأقدسه، عاصرت كل النضالات الطلابية وكنت من دعاة الحوار بين اليساريين والإسلاميين وكنت لا أؤمن بسيطرة خط سياسي معين على الجامعة تماما مثل إيماني بأن البلاد لا يمكن أن يقودها تيار سياسي واحد. أقمت بالمبيت لمدة ثلاث سنوات وعاشرت شكري بلعيد وحمة الهمامي والصحبي عتيق وكنا أصدقاء، وكنت على يقين بأن معظم أصدقائي سيصلون إلى السلطة. كما كانت لي معرفة بعبد اللطيف المكي وعبد الكريم الهاروني اللذين كانا من قياديي الاتحاد العام التونسي للطلبة وقد غادرت الجامعة قبل تشكل تلك المنظمة. تحصلت ككل الطلبة على منحة جامعية لكنها لم تكن كافية وكانت تبلغ 30 دينارا ثم تطورت لتصل إلى 45 دينارا، وبالرغم من ذلك استطعت مواصلة دراستي العليا وقد كان لي الوقت الكافي للتفرغ للعلم حيث لم تكن لي ارتباطات عائلية أو أسرية فأنا يتيم الأبوين ولا أخ لي ولا أخت. عرفت زوجتي في الجامعة وقد كانت تدرس في اختصاص الصيدلة، وكانت علاقتي بها علاقة طالب بطالبة نخرج معا نتحدث سويا ونتناقش في كل المواضيع وأنا من دعاة تحرير المرأة حتى أن البعض اتهمني بكوني ليبرالي الأفكار وتقدميا أكثر من اللزوم.