أكد وزير الداخلية لُطفي بن جدّو أنّه تم التعرفُ على أسماء وعدد الإرهابيين في جبال القصرين وجندوبة والكاف، وأشار إلى أن عددهُم لا يتجاوز الأربعين في الجبال الثلاثة مشيرا الى انه تم القبض على كثيرين منهم». أشار بن جدو في حوار اجرته معه قناة «العربية» مساء امس إلى أن الإرهابيين يعملون على تمرير الأسلحة من ليبيا إلى الجزائر عبر الأراضي التونسية والى أنهم ينتمون إلى تنظيم «القاعدة في بلاد المغرب الإسلامي» مشيرا الى ان الجيش الوطني تمكن من السيطرة على جبل الشعانبي معربا عن امله في ان تتم السيطرة في اقرب وقت على بقية جبال الكاف وجندوبة مضيفا : « المسلحون يسعون الى تهريب السلاح من ليبيا الى الجزائر عبر تونس والشعانبي يعتبر محطة مناسبة لهم وقد تدخل الجيش بالنجاعة والحرفية العالية لتنظيف الجبال من الإرهاب». ووصف بن جدو العتاد الذي يستعمله الارهابيون ب«المتطور» ملاحظا أنهم مسلحون برشاشات «الكلاشنيكوف» ويمتلكون مناظير ليلية وأجهزة أنترنات. وأشار الى انه بامكان هذه المجموعات المسلحة رصد تحركات طواقم الجيش التي تسعى إلى القضاء عليهم. رجوع 266 مقاتلا من سوريا و في حديثه عن التونسيين الذين يسافرون للقتال في سوريا اشار وزير الداخلية الى ان السلطات الأمنية اتخذت عديد الاجراءات لمنع السفر ومراقبة العائدين من سوريا مشيرا الى انه تم رصد عودة 266 مقاتلا تونسيا من سوريا وانه تم التحقيق معهم وتقديمهم إلى القضاء. واعرب بن جدّو عن اعجابه بانخراط عديد العائلات التونسية ومنظمات المجتمع المدني في مجابهة ظاهرة السفر للقتال لسوريا من خلال الاعلام عن أبنائهم والتنديد بمثل هذا الصنيع معتبرا ان ذلك ساعد على تفكيك عديد شبكات التسفير لسوريا. تفكيك 6 شبكات تسفير وقال وزير الداخلية ان الوحدات الامنية قامت بتفكيك 6 شبكات تسفير الى سوريا اثنتان منها بتونس العاصمة واثنتان بولاية بنزرت واثنتان أخريين بالجنوب التونسي احداهما توجد تحديدا في معتمدية بن قردان . واوضح وزير الداخلية ان اغلب هذه الشبكات تتكون من عناصر من تنظيم «انصار الشريعة» المحظور وعناصر منتمين لتنظيم «القاعدة بشمال المغرب الاسلامي» مشيرا الى ان هذه الشبكات متعددة الجنسيات وتضم تونسيين وليبيين وجزائريين وجنسيات افريقية . واعتبر الوزير ان شبكات التسفير تقوم باغراء الشبان بالمال أو بشيء مشابه لذلك مستغلة قلة وعيهم والخصاصة التي يعانون منها معتبر ا ان جل هذه الشبكات تتكون من مرتزقة يسيّرهم أمراء حرب معتادون على الحرب بالجبال . محاربة الفكر التكفيري وبيّن وزير الداخلية أن حكومة مهدي جمعة بصدد بلورة مشروع لمحاربة الفكر التكفيري من أساسه يتجاوز المقاربة الأمنية إلى مقاربة شاملة تشترك فيها مختلف الوزارات معتبرا ان الدخول في نقاش ومصالحة مع التكفيريين اصبح ضرورة ملحة خاصة الذين لم تلطّخ أيديهم بالدماء . وشدد بن جدّو على ضرورة انخراط كل السلط على غرار وزارة التربية وزارات الثقافة والتعليم العالي ووزارة الشؤون الدينية من اجل صياغة مقاربة شاملة لمحاربة الفكر التكفيري واجتثاثه نهائيا من تونس . تجريم القتال خارج تونس وقال بن جدّو أنه سيطلب من المجلس التأسيسي خلال مناقشته قريبا لقانون جديد يعوض قانون الإرهاب إدراج فصل يجرّم القتال خارج تونس وفي أماكن التوتر والحروب والنزاعات .