في متابعة للأسباب التي أدّت بالفريق إلى النزول والتدحرج إلى الرابطة المحترفة الثانية في أعقاب بطولة الموسم الكروي الحالي وما عاشه الفريق من هزّات وإضطرابات وقرارات خاطئة وخلافات عصفت بالفريق نواصل اليوم تقديم قراءة في أهم المحطات الكارثية التي عصفت بالأولمبي الباجي وتركت مرارة كبيرة لدى كافة الأحباء الذين ساءهم كثيرا إنحدار الفريق... البداية عصفت بالنهاية مباشرة بعد نهاية نشاط بطولة الموسم الكروي الماضي وضمان الأولمبي الباجي لبقائه بشق الأنفس عندما فاز على ترجي جرجيس في آخر جولة إعتقد الجميع أن هيئة جلال الغربي ستتخذ القرار الذي يخدم مصلحة النادي قبل بداية التحضير للموسم الجديد إمّا بالقيام بالإصلاحات اللازمة وتفادي كل المعوقات والمشاكل والإنطلاق في تترتيب البيت وبداية التحضيرات بشكل مبكّر ومدروس أو بإعلان الإنسحاب وترك الفريق وفسح المجال لهيئة جديدة تستغل عامل الوقت لأخذ المشعل في متسع من الوقت والإنطلاق في التحضير للموسم الجديد في أحسن الظروف إلا أن جلال الغربي ومن معه آنذاك تمسكوا بمواصلة المشوار ثمّ ركنوا إلى الراحة ولم يستغلوا عامل الوقت لتضيع فرصة تجديد عقود ركائز الفريق الذين إختاروا الرحيل في ظل تجاهل الهيئة المديرة كما تم التخلي عن القيام بالإنتدابات المطلوبة بداعي إعطاء الأولوية للتعويل على أبناء النادي ليدخل الفريق بعد ذلك سباق البطولة بفريق ضعيف فكانت النتائج هزيلة وكارثية ورغم السعي للتدارك خلال مرحلة الإياب مع الهيئة الجديدة فإن نتائج الذهاب المخيبة وضياع عدد كبير من النقاط حكمت على الفريق بالنزول ملف الأجانب لغز محيّر خلافا للمواسم الماضية فقد إفتقد الأولمبي الباجي طيلة هذا الموسم إلى خدمات اللاعبين الأجانب بعد أن كان الفريق يضم في صفوفه عديد الأجانب المتميزين آخرهم الكامروني "فرانك أسامبا" والمالي " آداما تراوري" اللذان ساهما بشكل مباشر في البقاء في نهاية الموسم الماضي...بداية الموسم عرفت خروج لاعب الإرتكاز " آداما تراوري" حرّا نحو البطولة السعودية دون أن يستفيد الأولمبي الباجي ولو بمليم واحد من رحيله بما أن الهيئة لم تتمكن من تجديد عقده بعد أن لعب في الفريق طيلة 3 مواسم نال خلالها مبالغ مالية هامة ...أما الكامروني فرانك إيسمبا الذي إستقدمه المدرب كمال الزواغي من النجم الخلادي وأمضى عقدا بسنة ونصف فقدّم خلال النصف الثاني من الموسم الماضي مردودا غزيرا وسجّل أهدافا حاسمة ساهمت في تحقيق البقاء إلاّ أنه وقبل إنطلاق التحضيرات للموسم الجديد (المنتهي) أقدم على الهروب وترك الفريق بسبب عدم الحصول على المستحقات المالية ولم تنجح الهيئة المديرة في إستعادته ليقضي موسما بلا نشاط رغم أن رجوعه لم يكن يتطلب مبالغ مالية طائلة بعد الإتفاق معه ووكيل أعماله على العودة إلا أن هيئة جلال الغربي تذرعت بعد ذلك بغياب المال ليخسر الفريق بذلك لاعب مؤهل كان قادرا على الإضافة...فالأولمبي الباجي ضم في صفوفه هذا الموسم ثلاثي أجنبي متواضع الإمكانيات لم يقدر أي منهم فرض نفسه ونيل مكان بالتشكيلة الأساسية فالإيفواري سيدريك الذي تواجد مع الفريق منذ الموسم الماضي تبين أن مستواه لا يتعدى مستوى لاعبي الأحياء وحتى النيجيري إيميكا الذي تمت إستعارته خلال الميركاتو الشتوي برز بمردود هزيل وتواجد في المدارج بإستمرار كصفقة فاشلة بكل المقاييس كما أن النيجيري الآخر "سيمون مانوا" المنتدب لموسم ونصف خلال الميركاتو الشتوى برز بأدائه الباهت ولم يستغل أكثر من فرصة نالها ليلتحق بمواطنه "إيميكا" في المدارج...الأجانب مثلوا نقطة ضعف كبيرة هذا الموسم في الأولمبي الباجي في وقت إحتاج الفريق لإضافتهم في كافة الخطوط والمراكز... صفقة أغبونا كشفت الحقيقة الهيئة المديرة الثانية كانت واعية منذ تسلمها للمهام بحاجة الفريق لإنتدابات نوعية تعطي الإضافة السريعة للفريق وكان لزاما عليها الإقدام على تضحيات مالية لإستقدام أسماء متميزة فتحرك المدرب محمد الكوكي وربط خيوط الإتصال بعديد العناصر القيّمة فحضر المهاجم النيجيري "أوقبونا" إلى مدينة باجة بدعودة من الأولمبي الباجي الذي أرسل للاعب تذكرة السفر...هذه الصفقة الهامة سقطت في الماء ورحل "أوقبونا" إلى قوافل قفصة في ظروف غامضة ومريبة رغم الحاجة الماسة لخدماته ليتأكد أن الهيئة الثانية لجلال الغربي لم تكن في مستوى إنتظارات الجماهير بعد عجزها عن حسم صفقة الموسم بسبب مبلغ مالي بسيط فتركت الأبواب مفتوحة أمام كل من سوّلت له نفسه بالتلاعب بمصلحة الأولمبي الباجي...