مع اقتراب مرور حوالي شcهر على بداية الهجوم البري داخل اعماق الشعانبي للقضاء على الارهابيين المتحصنين في غاباته ومغاوره تراجعت حدة العمليات العسكرية ولم يعد هناك دويّ للقصف المدفعي او الجوي وتقلصت طلعات مروحيات التمشيط الى ادنى مستوياتها بما يؤكد ان الجيش الوطني نجح في الانتشار بجميع محاور الجبل واسترجاع محمية «التلة» من ايدي الارهابيين وتطهيرها كليا من اثارهم ومن الالغام التي زرعوها في مسالكها لحماية مخابئهم.. وفي هذا الاطار افادت اخبار من الشعانبي ان الوحدات الخاصة للجيش الوطني اقتحمت كل المغارات والكهوف ومخابئ المجموعات الارهابية وفجّرتها وهو ما يوحي بقرب انتهاء العمليات العسكرية في اعماق وقمم الجبل.. وفي المقابل وامام التكتم الكامل والسرية المطلقة حول حصيلة الهجوم البري الى حد الآن من قتلى وجرحى وأسرى في صفوف المجموعات المسلحة التابعة لتنظيمي القاعدة وانصار الشريعة التي كانت تتحصن بمرتفعات الشعانبي فان تساؤلات كثيرة تطرح نفسها وهي لماذا لا تقدم وزارة الدفاع نتائج الاسابيع الاولى من اكبر عملية في تاريخ الجيش التونسي لطمأنة الرأي العام وانارته وتبشيره بقرب التطهير النهائي للشعانبي من الارهاب؟ وماذا تنتظر لزف بشرى مقتل وجرح والقاء القبض على الكثير من الارهابيين مثلما تشير اليه تسريبات ميدانية تبقى رغم ثقتها مصدرا غير رسمي لا يمكن اعتماده بشكل حاسم؟ أين فرّ بقية الارهابيين لئن خفت عمليات الجيش الوطني في الشعانبي فانها اتسعت لتشمل مؤخرا جبلي السلّوم وسمامة وخشم الكلب وبودرياس وصولا الى مرتفعات بوشبكة على الحدود الجزائرية بحثا عن بعض الارهابيين الذين تم رصد تحركاتهم في هذه المرتفعات المتاخمة للشعانبي يبدو انهم تسللوا اليها خفية هربا من الوحدات العسكرية والامنية الزاحفة نحوهم والتي اقتحمت مخابئهم وتحصيناتهم ودمرتها في محاولة للفرار بجلودهم بعد ان اضحى الشعانبي جحيما لهم.. وحسب تسريبات امنية ميدانية فان عمليات تمشيط وتعقب جارية للبحث عن هؤلاء الفارين الذين لم يعد امامهم أي حل غير المرور إلى الجزائر والوقوع في ايدي الجيش والدرك المنتشرين بكثافة على الشريط الحدودي الفاصل بين البلدين او الاختباء في جبال القصرين الى حين الايقاع بهم من وحدات الحرس والجيش الوطنيين. فتح محمية الشعانبي تأكيدا لقرار رئيس الجمهورية القائد الاعلى للقوات المسلحة الدكتور منصف المرزوقي عند زيارته الاخيرة الى الوحدات العسكرية والامنية المشاركة في الهجوم البري على الارهابيين من انه سيتم قريبا فتح الشعانبي امام الزوّار والعائلات شهدت صباح أمس بوابة المحمية لاول مرة منذ تحويلها الى منطقة عسكرية مغلقة قبل اكثر من سنة دخول مدنيين اليها حيث انتظم في مركز الاستقبال والاقامة التابع لها حفل توديع على شرف المعتمد الاول بالقصرين السيد عبد الباسط المنصري بمناسبة مغادرته لمنصبه والنقلة بمثل خطته الى ولاية صفاقس حضره والي الجهة وعدد كبير من اطارات وموظفي الولاية. قريبا تعود الرحلات نحو المحمية أعلن والي القصرين أمس ان محمية الشعانبي ستعود في الايام القريبة القادمة مثلما كانت قبل ظهور الارهاب فيها وذلك بعد تطهيرها من الالغام ومن أيّ تواجد مسلح داخلها وأنه سيتسنى للعائلات والجمعيات تنظيم رحلات اليها واقامة ندوات وتظاهرات في مركز الاستقبال التابع لها وتمكين الاطفال من التمتع بما توفره حديقة الالعاب المحاذية له .. كما ان الدولة ستستانف قريبا اشغال المشاريع المبرمجة في الجبل وخاصة المركب الدولي للتربصات الذي تقدمت الدراسات الخاصة به وبلغت اشواطها الاخيرة اضافة الى اعادة تهيئة وتعبيد الطريق المؤدية من بوابة المحمية الى مركز الارسال الاذاعي والتلفزي في اعالي الجبل وتدعيمها بالخرسانة الاسفلتية على مسافة 9 كلم. سفير ايطاليا يتجوّل في المحمية اذا كان وزير الاقتصاد والمالية خير تاجيل قدومه المبرمج امس الى القصرين للاشراف على استشارة اقليمية حول مراجعة النظام الجبائي كانت ستعقد في مركز الاستقبال بمحمية الشعانبي فإن سفير ايطاليا لم يتردد أمس في التحوّل الى المحمية صحبة عدد من المسؤولين الجهويين و3 نواب بالمجلس الوطني التاسيسي عن جهة القصرين (الوليد البناني وكمال السعداوي ومحمد علي النصري) بمناسبة قدومه للجهة للمشاركة في ملتقى خصص للتعريف بآليات تمويل المؤسسات الصغرى والمتوسطة من طرف خط التمويل الايطالي في اطار اتفاقية التعاون والشراكة بين مقاطعة توسكان وجهة القصرين. وقد زار السفير اول الامر مركز التخييم والتصييف بالشعانبي (خارج المنطقة العسكرية المغلقة) ثم تحوّل الى المحمية مؤكدا اعجابه بالاجواء التي تعيشها القصرين قائلا ان الارهاب انتهى من الشعانبي وانه سيدعو المستثمرين الايطاليين الى القدوم للقصرين والبحث عن فرص للاستثمار فيها وبعث مشاريع بربوعها.