شغلت قائمة اللاعبين المدعوين من قبل الجهاز الفني للمنتخب الوطني للمشاركة في المباراتين الوديتين ضد كل من كوريا الجنوبية وبلجيكا يومي 28 ماي الجاري و7 جوان القادم بال الشارع الرياضي المحلي حيث انقسمت الآراء واختلفت إلى شقين متباينين منها من اعتبر أن البلجيكي «جورج ليكنز» ومساعديه اتخذوا القرار الصائب باستدعائهم للاعبين الأكثر جاهزية فنيا وبدنيا فيما انتقد الطرف المقابل اختيارات الجهاز الفني للمنتخب وتم اعتبارها على أنها مبنية على «المحسوبية» و الموالاة للاعبي ما يسمى ب«الأندية الغنية» مقابل انتهاج سياسة «الحقرة» تجاه «المجتهدين» على امتداد الموسم الرياضي الفارط لعل أبرزهم «نزار العيساوي» مهاجم الاتحاد المنستيري وثاني أفضل الهدافين في البطولة بعد الجزائري «بغداد بونجاح». ولعل آخر السهام الناقدة لاختيارات «ليكنز» شملت هذه المرة دعوة ثنائي الملعب القابسي «الشاذلي غراب» و»سعد بقير» للمنتخب عوضا عن «عبد القادر الوسلاتي» و»وهبي الخزري» بدعوى أن هذين اللاعبين لا يملكان في جرابهما الشيء الكثير في قسم النخبة -كرويا طبعا_ وان تألقهما هذا الموسم مع الستيدة لا يشفع لهما بأهلية الدفاع عن ألوان المنتخب في الوقت الحاضر. موقف يبدو جليا انه متحامل على لاعبي الملعب القابسي لا لشيء سوى أن هذه الأصوات الرافضة ل»بقير» و»غراب» في المنتخب «حاقدة» على أن يكون ل»الستيدة» الفريق الذي لا يملك شعبية جارفة وميزانية بالمليارات مقارنة بغيره من الأندية لاعبون من «صناعته» الخالصة يدافعون عن ألوان المنتخب والحال انه كان «رقما صعبا» في البطولة الوطنية بقيادة «عقله المدبر» الأول ونقصد المدرب شهاب الليلي وترك أفضل الانطباعات لدى القاصي والداني ممن لهم علاقة بلعبة كرة القدم. نقول هذا الكلام ونستدل بمنطق الأرقام حتى نؤكد أحقية «بقير» و«غراب» بتقمص ألوان المنتخب في الوقت الحاضر فالأول خاض في الموسم الفارط 29 مباراة من 30 مباراة ممكنة (2655 دقيقة) مسجلا 5 أهداف ومهديا 7 تمريرات حاسمة لبقية زملائه أما الثاني ونقصد «الشاذلي غراب» فقد لعب 22 مباراة (1980 دقيقة) محرزا 4 أهداف في رصيده و كان له الفضل في تمرير 8 كرات حاسمة لرفاقه وبالتالي فان «سعد بقير» مثلا أرقامه كانت أفضل بكثير من «عبد المؤمن جابو» نجم النادي الإفريقي في أعقاب الموسم الكروي الماضي. كل هذه الأرقام تشفع لثنائي الملعب القابسي بان يمثلا عاصمة «الحناء» في المنتخب الوطني باستحقاق وجدارة وليس كما ردد ولا يزال بعض الذين يهللون كثيرا للجهاز الفني للمنتخب بمجرد دعوته للاعبين ينتسبون لما يسمى «بالرباعي الكبير» عملا بقاعدة «انصر أخاك ظالما أو مظلوما» في حين يغتاظون برؤية لاعبين ينتمون لأندية «الصف الثاني» في بطولتنا حتى وان كانت دعوتهم في محلها .