بكل المقاييس لم يكن موسم الاتحاد الرياضي المنستيري سيئا بالنظر الى البداية الصعبة التي لم يجن خلال ست جولات منها اكثر من نقطة واحدة قبل ان يتحسن وضع الفريق ويتمكن من ضمان بقائه في موسم صعب فرض نزول ثلاثة اندية الى الرابطة المحترفة الثانية ومع ذلك ورغم قوة المنافسة والدخول المتأخر للاتحاديين في الموسم استطاع ابناء المدرب مراد العقبي ان يضمنوا البقاء قبل جولة من نهاية مشوار البطولة مع الترشح الى الدور ثمن النهائي من سباق الكأس بعد النجاح في ازاحة احد كبار المختصين ونعني بذلك مستقبل المرسى. ما تحقق كان من المفروض ان يتدعم بما يكفل المضي قدما في بقية الموسم بروح معنوية عالية وفي اجواء تحفز على مزيد التألق.. وان كان المسؤولون الحاليون لا يدخرون اي جهد لتوفير ما يتعين توفيره من كل ضمانات النجاح ولكن الحقيقة الثابتة والمؤكدة ان الاتحاد المنستيري يعيش صعوبات من الناحية المادية على غرار معظم الاندية رغم ان ما تخلد بذمة الهيئة المديرة من مستحقات متمثلة في راتب شهر افريل وثلاث منح تشجيعية لا يقارن في حجمه بمديونية فرق اخرى تجاه لاعبيها وجهازها الفني.. مع استمرار مساعي المشرفين على شؤون الفريق على قدم وساق من اجل الايفاء بجزء من مستحقات اللاعبين والاطار الفني ضمانا لاستقرار الفريق وهدوئه حتى يواصل تحضيراته في ظروف تتلاءم ورغبة الجميع في كسب رهان النجاح في مسابقة الكأس التي بامكان الاتحاد ان يلعب من اجل لقبها بكل ثقة وطموح. ضرورة الفصل بين الأشياء لئن كانت استقالة رئيس الاتحاد المنستيري احمد البلي قبل اسابيع قليلة من نهاية الموسم تحتمل اكثر من قراءة فانها لم تغيب التزام الرجل بمواصلة ممارسة صلاحياته من حيث الامضاء في مختلف الوثائق وهو امر منطقي جدا باعتبار ان المسألة واضحة من الناحية القانونية في انتظار ان يأتي صندوق اقتراع الجلسة العامة الانتخابية المزمع الاعلان عن موعدها باسم الرئيس الجديد ليتسلم المشعل بصورة رسمية عن احمد البلي الذي تجدر الاشارة الى ان المدة النيابية لهيئته المديرة مازال فيها موسم اخر.. ولكن امام ما أبداه البلي من تشبث وتمسك بقراره فان كل المعطيات تفيد بأن الهيئة المديرة الحالية تضع تحديد موعد للجلسة العامة الانتخابية من ابرز اولوياتها لمنح الوقت الكافي لمن سيتولى قيادة الشؤون الادارية للفريق حتى يعد للموسم الجديد في ظروف ملائمة وبما يكفي من الوقت لذلك.. ولكن بالعودة الى المرحلة الراهنة ومقتضياتها فإن الضرورة تقتضي الفصل بين التزامات الفريق وما تتطلبه من عمل يفترض انه متواصل بشكل عادي وبين استقالة البلي الذي عبر عن استعداده عن طريق نائبه الاول ناجي الزبيدي أنه وهيئته المديرة لن يغادروا المسؤولية قبل ان يسددوا كل الديون ويمكنوا اللاعبين والمدربين في كل الفروع من مستحقاتهم المالية.. وهي نقطة مهمة يتعين اخذها بعين الاعتبار في سياق المسعى الجدي للهيئة المديرة القائمة في الفصل بين مصلحة الفريق وما تستدعيه المرحلة من توحيد الجهود من اجل تحقيق النجاح في رهان الكأس وبين قرار احمد البلي في الاستقالة وهو ما من شأنه ان يزيح كل غموض قد تكون ملامحه قد ظهرت بشكل او بآخر. اللاعبون بين الواجب والحق لاعبو الاتحاد الرياضي المنستيري اثبتوا في عديد المباريات ولا سيما في الجولات الست الاخيرة من الموسم بأنهم قد نجحوا في الايفاء بما تعهدوا به وهو ضمان بقاء الفريق في الرابطة المحترفة الاولى وهو ما تحقق بشكل جيد جمع فيه زملاء نضال سعيد بين الاداء والنتائج وقدموا صورة جميلة للنسخة الحقيقية والاصلية للاتحاد المنستيري كفريق يستحق ان يكون في مراتب افضل والمجموعة التي تقوى على اجتياز بداية موسم صعبة بامكانها ان تحتل مواقع احسن وامامهم اليوم مسابقة كأس تونس التي تبقى مغرية جدا للظفر بها لدعم الشخصية الكروية والتكتيكية القوية والمتماسكة التي اصبح عليها فريق مدينة الرباط اليوم بعد ان نضجت ثمار عمل المدرب مراد العقبي ومعاونيه وما يستدعيه ذلك من محافظة على هذه المكاسب.. في مقابل ذلك من حق لاعبي الاتحاد المنستيري ان يسألوا عن مستحقاتهم لانهم في نهاية المطاف محترفون والكرة موردهم الاساسي.. ولكن عندما تكون هناك رسائل طمأنة وحرص اكيد من المسؤولين على الايفاء بالتعهدات مع وجود رهان اسمه كأس تونس من شأنه ان يحفز على التألق وهكذا تصبح المعادلة ممكنة بين الحق والواجب لأن جوهر المسألة مسيرة كانت في مجملها موفقة يتعين استكمالها بشكل جيد يحفظ حق الجميع طالما ان المسؤول متحمل لمسؤوليته واللاعب لا يدخر حبة عرق في الدفاع عن الألوان التي يرتديها.