محمد بوغلاب نشرت بعض المواقع والصحف خبر اتصال الجنرال رشيد عمار هاتفيا بمدير الأمن الرئاسي السابق علي السرياطي بعد مغادرته السجن، مفيدة بأن الجنرال هنّأ السرياطي بتبرئته من طرف القضاء العسكري وبأنه سعى إلى محاولة إقناعه بأنه لم يكن وراء قرار اعتقاله مساء يوم 14 جانفي 2011. فيما ذهب البعض إلى التأكيد بأن فتورا واضحا اعترى تعامل علي السرياطي مع مكالمة رشيد عمار. وسعيا إلى إنارة الرأي العام اتصلت «التونسية» بالجنرال رشيد عمار وسألته عن قصة المكالمة التي تزامن نشرها مع رسالة علي السرياطي التلفزيونية مساء الأحد 25 ماي على قناة «التونسية»، فأفادنا بأنه اتصل يوم الأحد 18ماي على الساعة الواحدة و33دقيقة بعد الزوال بسمير السرياطي إبن علي السرياطي لتهنئته بالإفراج عن والده ، فأخبره بأن والده بجانبه ومرر له الهاتف، يقول الجنرال عمار: «تحدثت مع سي علي بما تقتضيه المناسبة وهنأته بالإفراج عنه. أما قصة أني اتصلت به يوم الثلاثاء فمحض خيال وافتراء، وأما الإدعاء بأني حاولت إقناعه بأني لست وراء إيقافه أو أنه تعامل معي ببرود فذلك يدعو الى الاستغراب ولا أجد صراحة ما أعلق به لأن علي السرياطي هو أحد الأساتذة الذين تعلمت عليهم في خطواتي الأولى بالأكاديمية العسكرية وتجمعني به علاقة احترام منذ سنوات طويلة وعلاقاتنا الإنسانية لا تشوبها أي شائبة». وأضاف الجنرال عمار «لست قاضيا لأدين علي السرياطي أو لأبرئه فهذا شأن القضاء وحده وأستحي من الخوض في هذا الموضوع، ولكن إنسانيا أنا رجل عسكري وانتميت للجيش الوطني وتشبعت بقيمه وبمبادئه وأخلاقه، واتصالي بسمير السرياطي كان تصرفا عاديا لتهنئته بعودة أبيه إلى عائلته ، وقد حاولت قبل تقاعدي أن أساعد سمير وعائلته قدر استطاعتي في تسوية بعض المسائل التي تتصل بالعائلة بعيدا عن أي تدخل في القضاء، وسمير السرياطي لم يكن يتردد في الإتصال بي كلما ضاق به الحال وأنا أقدر ما بذله سمير كإبن من أجل الدفاع عن أبيه ، ساعدت عائلة علي السرياطي وما عنديش مزية je fais la part des choses والقضاء هو الذي يفصل وليس رشيد عمار أو غيره». وردا على سؤالنا «كيف تعلّق على رسالة السرياطي للرأي العام؟»، رد الجنرال عمار «لا تعليق لي، شهادتي موثقة لدى القضاء العسكري ولست من سيطلق الأحكام بتبرئة هذا أو إدانة ذاك فتلك مهمة القضاء ، أما العلاقات الإنسانية وأخلاق العسكري فمسألة أخرى». يذكر أن الرئيس الأسبق بن علي كان قد هاتف من الطائرة الجنرال عمار في حدود الثامنة والنصف من مساء 14جانفي 2011 يسأل «هل يمكنني العودة ؟» ولكن الجنرال عمار الذي كان وقتها «الحاكم الفعلي» لتونس بعد أن تسلم الجيش زمام الأمور أجهض أي مسعى لعودة أو إعادة بن علي لكرسي الحكم.