على هامش المنتدى الثاني للصحافة المغاربية التقت «التونسية» سفيرة الاتحاد الأوروبي بتونس «لورا بايزا» في دردشة حول آفاق التعاون بين تونس والاتحاد الأوروبي في السنوات المقبلة. k ما هي المجالات ذات الأولوية للتعاون بين تونس والاتحاد الأوروبي خلال فترة البرمجة الجديدة 2014-2020؟ سيتم تقسيم فترة البرمجة إلى مرحلتين: 2014-2015 و2016-2020. وسوف يسمح لنا هذا بتعديل تعاوننا ليتناسب مع الأولويات التي ستقررها الحكومة التي ستنبثق عن الانتخابات المقبلة. كما يهدف تعاوننا في الفترة الممتدة بين 2014 -2015 إلى دعم الإصلاحات الاقتصادية والاجتماعية، وضمان تنمية أكثر توازنا ، وتعزيز الحكم الرشيد، وكذلك التعاون مع المجتمع المدني. k وماذا عن الآلية الأوروبية للجوار والتمويل والحوافز التي ستقدمها لتونس ؟ بعد ثورة 14 جانفي ، قام الاتحاد الأوروبي عمليا بمضاعفة مساعداته إلى تونس التي كانت المستفيدة الأولى من برنامج دعم الشراكة والإصلاح والنمو الشامل (SPRING) الذي أنشئ كإستجابة للربيع العربي، لتشجيع البلدان على الانخراط سريعا في مسار التحول إلى الديمقراطية. كما تم تقديم الدعم في شكل قروض من بنك الاستثمار الأوروبي بقيمة 300 مليون أورو سنويا وبالإضافة إلى ذلك، فإن الاتحاد الأوروبي سيقدم مساعدة مالية كلية بقيمة 300 مليون أورو في نهاية الربيع المقبل. و تمثل هذه المنح والقروض حوالي ثلث عجز ميزانية الدولة التونسية وتعتبر هذه المنح مساعدة خارجية كبيرة جدا بالنسبة لبلد متوسط الدخل مثل تونس وأعتبر أنه من الضروري دعم تونس من خلال آلية تمويل أسرع بكثير وأكثر مرونة كالآلية الأوروبية للجوار، ومن المهم أيضا وجود الحوافز في المكان الصحيح بحيث تستمر تونس في مسارها المتعلق بالإصلاحات السياسية والاقتصادية والاجتماعية. k ما هي أكثر نماذج التعاون بين تونس والاتحاد الاوروبي التي أثبتت نجاحها ؟ اليوم لدينا 54 مشروعا قيد التنفيذ، بقيمة 16 مليون أورو. ويُضاف إلى ذلك مشروع خاص بقيمة 7 ملايين أورو يهدف إلى التقريب بين المجتمع المدني والجهات الفاعلة العامة في جميع أنحاء تونس من خلال ستة مكاتب إقليمية تم انشاؤها وبرنامج دعم المجتمع المدني (PASC) هو برنامج فريد من نوعه في المنطقة. كما ، يشكّل برنامج دعم المجتمع المدني مثالا رائعا عن الشراكة، حيث يستند إلى بنية مؤسساتية مبتكرة، تجمع على قدم المساواة بين مؤسسات الدولة، والمجتمع المدني في تونس والاتحاد الأوروبي، بصفته شريكا تقنيا وماليا. وبالتالي، من خلال المكاتب الميدانية لبرنامج دعم المجتمع المدني «PASC»، لن يتم فقط تعزيز منظمات المجتمع المدني التونسي والجهات الفاعلة العامة في قدراتها فحسب، بل ستتم مواكبتها لتحديد التحديات الرئيسية والاحتياجات في مناطقها، وكذلك في مجال البحوث وتحديد الاستراتيجيات والإجراءات المشتركة في سبيل التصدي لها. نجاح كبير آخر نتج عن تعاوننا هو دعم تمويل المشاريع المتناهية الصغر. وقد تم انشاء الإطار التنظيمي التونسي بفضل دعمنا ومساندتنا. كما نقوم بمساعدة الجهات الفاعلة الجديدة لتطوير الائتمانات الصغيرة، مما سيمكن من خلق الآلاف من فرص العمل في المناطق الأكثر حرمانا وهذا مهم جدا في الوضع الاقتصادي الذي تعيشه تونس حاليا. هذا إلى جانب برامج أخرى تهدف إلى تعزيز التنمية الشاملة على غرار برنامج إعادة تأهيل الأحياء السكنية الشعبية، حيث مكنت مساهمة الاتحاد الأوروبي في تمويل البرنامج الأولوي لإدماج الأحياء الشعبية من بناء الطرق وتطوير شبكات الصرف الصحي والإنارة في 119 حيا إلى جانب تحسين ظروف العيش لحوالي 700 ألف نسمة كما مكن هذا البرنامج من خلق مساحات مخصصة للأنشطة الاقتصادية المدرة للدخل، وكذلك مرافق اجتماعية وثقافية ورياضية لفائدة الشباب على وجه الخصوص.