في استحضاره لذكرى عيد النصر قال السيد حامد القروي ل« التونسية»: «لم أعش الحدث مباشرة، كنت آنذاك في فرنسا ، السيد الرئيس(يقصد بورقيبة ) خرج من باريس في قطار ، كنا اصطحبناه إلى محطة القطار «سلمنا عليه من الشباك »، كنت رئيس الجامعة الدستورية في فرنسا وأنا من نظم له الاجتماعات هناك . ولكن ما حدث يوم 1جوان 1955 «حيرّلي المواجع» لأن الذين أرادوا أن تكون المحاسبة بداية من 1جوان 1955 غفلوا عن أن هذا التاريخ هو تاريخ خروجنا من الاستعمار لأن تونس استرجعت سيادتها ولو الداخلية ، كنا مقتنعين أن اتفاقيات الاستقلال الداخلي ليست سوى مرحلة ستليها مرحلة الإستقلال التام لذلك بعد أقل من عام أمضينا وثيقة الاستقلال في 20مارس 1956 بوزارة الخارجية الفرنسية، وعبدكم هذا كان حاضرا عند إمضاء الاتفاقية من طرف السيد الطاهر بن عمار ...». هنا سألت السيد حامد القروي هل يعلم بمآل وثيقة الاستقلال خاصة أن البعض نفى وجودها فاعتدل في جلسته وقال بنبرة حازمة «ثمة، الوثيقة موجودة» وروى لي حادثة طلب مني عدم نشرها ولكن خلاصة ما رواه لي سي حامد أن وثيقة الاستقلال موجودة في قصر قرطاج حين غادر قصر الحكومة بالقصبة . ويواصل الدكتور شهادته بتأثر واضح «أتذكر أن منداس فرانس زار تونس في 31جويلية 1954 والقى خطابا أمام الباي ووعد بالاستقلال الداخلي الذي أبرمت اتفاقيته في 3جوان 1955 بعد أن نقح بورقيبة بعض البنود في الاتفاقية، ثم قرر أن يعود إلى تونس «ما حبش يستنى» ... وأنا أعتبر أن 1جوان 1955 هو إعلان اعتراف فرنسا بانتصار الشعب التونسي وإلغاء واقعي لمعاهدة باردو». سألت الدكتور القروي: هل كان استقبال التونسيين عفويا ؟ فأجاب«الناس الكل خرجت شكون ما يحبش يستقبل بورقيبة؟ بورقيبة كان الزعيم الذي قاد المعركة سياسيا وعسكريا أيضا » ، ويضيف حامد القروي» 1جوان 1955 ذكرى عزيزة على التونسيين وبورقيبة هو الذي أطلق على هذا التاريخ وصف عيد النصر، كان الزعيم واثقا من النصر لأنه حين تم اعتقاله في 18جانفي 1952 قال للجندرمة:« ستكون هذه المرة الأخيرة التي تعتقلونني فيها ».