ولد الروائي سمير بوليلة سنة 1968 بأرخبيل جزيرة قرقنة واتخذ من البحر ومن صفاء الرمال الشاطئية ومن حياة الجزيرة نفسا ابداعيا له وعرف في الساحة الثقافية منذ مطلع الثمانينات من خلال نشر بعض أعماله الأدبية في أعمدة الصحف التونسية والعربية.تأخر نسبيا في النشر حيث كان أول اصدار له سنه 2009 وكان "البحر يعانق الليل"أولى أعماله الأدبية وفي سنة 2011 أصدر "يوميات تلميذ" وبعد سنة أصدر "ملاك ...انتحار"وفي هذا الأسبوع أصدر مجموعته القصصية "همس من ذاكرة الزمن" وهو عضو بنادي محمد البقلوطي للقصة والشعر وعضو بجمعية محبات الثقافية ورئيس نادي الروافد الأدبية بالمركب الثقافي محمد الجموسي وقد تم تكريمه في أكثر من مناسبة أكانت وطنيا أو جهويا كما تم تقديمه فيس أكثر من منبر.وبمناسبة اصداره الأخير " التونسية ' التقته وهنأته وحاورته والذي ذكر في هذا الحوار بالمعاناة التي يشهدها القطاع الثقافي وكيف يتكبد المبدع المشقة والعناء في سبيل إخراج ابداعه للساحة الثقافية كما أشار الى أن المبدع الحقيقي لا يحد نشاطه الا الموت متطرقا الى ضرورة كسر القيود التي تكبل المبدع مشيرا الى ضرورة تحمل المسؤولية الجماعية للارتقاء بقطاع الثقافة متحدثا على أزمة المرأة المستقالة اجتماعيا داعيا من السلطات احتضان البراعم الشابة.وفي ما يلي نص الحوار: حاوره علي البهلول بداية أهلا بك في رحاب ' التونسية ' ومبارك عليك المولود الرابع ؟ أولا شكرا على الاستضافة وشكرا ل ' التونسية ' على رحابة صدرها في فتحها للصفحات الثقافية وفي دعمها للمبدعين من أقصى الشمال الى أقصى الجنوب وثانيا أقول عن كتابي الجديد " همس من ذاكرة الزمن " بأنه مجموعة قصصية احتوت على 11 قصة قصيرة والتي حاولت من خلالها إماطة اللثام عن هوامش المعاناة الراهنة وأقول أنه بالرغم من المعاناة التي يتكبدها المبدع في عملية إيصال انتاجه للساحة الجماهيرية الاّ أننا وفقنا والحمد لله في تبليغ رسالتنا الأدبية ولو نسبيا لأن المثقف لا حدود له ولأعماله ولا سقف له ولا يحد نشاط إلا الموت . كيف ذلك ؟ لما نعود الى الفترات التي سبقتنا فسنلاحظ أنه في الفترة اليونانية مات الفلاسفة والمثقفون في سبيل رحلة البحث عن الحقيقة وخير مثال سقراط ذلك الفيلسوف اليوناني وفي الفترة الوسيطة تعلم أن ابن رشد أحرقت كتبه وتعلم أن الحلاج صلب وأن الكنيسة أمرت باعدام غاليلي والمثل هنا ينطبق على قولنا فالمبدع باختلاف أصنافه معرض للموت وللنفي وللقتل وللصلب ولا يمكن الحد من ابداعه لأنه ببساطة مثقف وأنا شخصيا أقول لا للظلم لا لسياسة تكميم الأفواه بل نعم للتواصل وللابداع مع بعضنا البعض وان لم نضح نحن بأرواحنا في سبيل ثقافة الحرية وثقافة التواصل مع الأجيال فالموت يكون أهون علينا من العيش . هل الفترات التي تحدثت عليها تتطابق مع واقعنا الحالي ؟ لكل حقبة زمنية تاريخها وتبقى العراقيل متفاوتة وقديما كانت العراقيل دينية سياسية ومذهبية وحتى اجتماعية والان بدأ الوضع ينكشف وهناك أشياء كانت في السابق تحاول اقعاد المثقف والان بفضل الثورة تلاشت ولكن دائما المثقف مستهدف لأنه الأقدر على الاصلاح وتبقى العراقيل التي تواجه المثقف اليوم تتمثل في الدعم وخاصة في عملية النشر والتوزيع. هل واجهتك مثل هذه العراقيل ؟ طبعا العراقيل مرتبطة بالمثقف فهيّ تلازمه أينما كان وما واجهني شخصيا هم ما واجه جميع المثقفين فأنا في سبيل اخراج انتاجي أنفق عليه من جيبي ومن دمي ومن عائلتي. من يتحمل هذه المسؤولية ؟ كلنا نتحمل المسؤولية فهيّ جماعية بلا شك والمطلوب الان ضرورة الارتقاء بأعمالنا الى المستوى المطلوب لأن الشريحة القارئة للأدب هيّ مثقفة وتعي كل المضامين والأساليب ويبقى الشيء المطلوب من المسؤولين هو العناية قدر المستطاع بالمثقف والارتقاء به الى مصاف الابداع لأن تغيب المثقف هو تغييب للحضارة وتغييب للموروث الثقافي لأن المثقف يؤرخ ويسجل ويواكب كل المسارات والاتجاهات. عرفت بنشاطاتك المتعددة فكيف كانت الرحلة ؟ الرحلة ممتعة والامتاع يكمن لما نكون يدا واحدة وهذا ما لاحظته في النادي العريق محمد البقلوطي للقصة والشعر والذي يترأسه الان الشاعر الهادي العايش وأجمل الذكريات وأجمل الابداع كان في هذا النادي والذي لا يزال يحافظ على السنن الابداعية من خلال تنظيمه للملتقيات والندوات وخير مثال على ذلك النجاح الذي سجله الملتقى الأخير في الشعر الغنائي والذي كان بتنظيم جمعية محبات الثقافية والذي كان الهادي العايش رئيسها علما وأن هذا النادي يستعد في العشرية الأولى من شهر أفريل لتنظيم ملتقى الأقلام الواعدة والذي سيكون في دورته السابعة وطنيا وهنا أدعو مدير دار الثقافة باب بحر الصحبي الجد الى توفير أكثر الحوافز لهذا النادي لكي يكون في السنوات المقبلة عربيا حتى يكون العرس أكبر والعطاء أوفر. هل لا تزال مدينة صفاقس مدينة الاسمنت والحجر ؟ لا يمكنني أن أنفي هذه السمة البارزة على هذه المدينة ولكنها تبقى أيضا مدينة الثقافة والابداع فقد تم ترشيح هذه المدينة لتكون عاصمة الثقافة العربية في سنة 2016 والشكر يوجه هنا للمندوب ربيعة بلفقيرة لكسرها قيود الجمود ولتأسيسها لأنشطة سيارة وفعالة ختاما لك الكلمة ؟ أشد على أيادي كل من كان حاضرا لاحتضان البراعم الناشطة ثقافيا في سبيل الرقي الفكري والعلمي لأجل الوطن والمجتمع.