انتظم مؤخرا بدار الثقافة باب بحر صفاقس الملتقى الوطني للشعر والقصة في دورته السادسة إحياء لذكرى الشاعر المرحوم عبد الرزاق نزار ابن الجهة وهو ملتقى سهر على تأثيثه نادي محمد البقلوطي للقصة والشعر بدار الثقافة باب بحر بصفاقس ويراسه الشاعر الهادي العايش وتنوعت الفقرات من أدب ومسرح وعزف ومداخلات وأشعار واعاد هذا الملتقى صورة الشاعر عبد الرزاق نزار من خلال مداخلة قدمها الأستاذ و الشاعر نور الدين بوجلبان والذي أفاد " أن الشاعر المرحوم ظل حاضرا أقوى من الأيام و أعنف من الموت. وهو نموذج الإنسان المثقف. فهو لا يترك الأشياء تمر بسهولة " مع ترحم شعري على روح الفقيد الذي ان كان رحل عن المشهد بجسده فانه ترك رحيق الوجود وترك إبداعا يدعو من خلاله للارتحال إلى عوالمه وخلال التظاهرة ايضا حاول الدكتور مازن الشريف طرح مفهوم الشعر. فبادر بالقول أن الشعر روح إنساني راقي ينحو نحو السلام مضيفا انه صوت جمالي وشعور صادق وهو قواعد وضوابط وفنيات. و حول المسألة الإجناسية في كتاب من أيام عمران للمسعدي قدم الدكتور محمد الخبو مداخلة حاول من خلالها التأصيل للأدب التونسي و خاصة أن المسعدي مغامر في كتاباته. فهي تتمحور حول السؤال في المضمون و حتى في الجنس. و يرى الخبو أن النص الأدبي الحقيقي هو الذي يثير السؤال ولا يجيب عن السؤال. الملتقى الوطني للشعر والقصة في دورته السادسة كان عرسا ثقافيا بإمتزاجه بألوان الأدب وتخللته ورشات من الشعر أتيحت للشعراء المشاركين الإبداع و التحليق عاليا بعيدا عن السياسة و التحزب و الألم اليومي وخلال فعاليات الملتقى تحادثنا مع ببعض الحضور منهم الروائي سمير بوليلة وهو عضو بالنادي والذي كانت له رغبة في الإبداع و السير بالخطى نحو الأفضل من خلال قوله أن الساحة الأدبية بحاجة كبرى إلى المثقف العضوي كما تحدث عنه غرامشي وهو المثقف الذي ينغرس في راهن الواقع و لا يبقى في برجه العاجي يناجي أحلامه الطوباوية. أما الشاعر جميل الهمامي فقد صرح بأن الملتقى هو محاولة لبعث الروح في جسد الثقافة الذي عانى موتا إكلينيكيا. و قد سار معه الشاعر منير الفريخة بقوله أن نادي محمد البقلوطي هو نادي عريق يطمح للإنجاز. و ختام اللقاء كان مع القاص عماد بن عبد الكريم الذي أضاف ان الملتقى هو انبعاث حقيقي لتسليط الأضواء على المبدعين و خاصة أن الأسماء المشاركة الأكاديمية بدورها أضافت الفائدة على غرار الدكتور محمد الخبو. ذلك هو العرس الثقافي بدار الثقافة باب بحر صفاقس و رغم إستقلالية القلم الصحفي لا يسعنا إلا أن نشكر الصحبي الجد مدير دار الثقافة و أن نشد على أيدي الشاعر الهادي العايش و على أعضاء ناديه الأدبي نادي محمد البقلوطي للشعر و القصة. و الحق يقال أن الشاعر الهادي العايش أعطى من دمه ومن ذاته و من قلمه في إنجاح هذا الملتقى.
