قال الباجي قائد السبسي رئيس حزب «نداء تونس» في حوار له ليلة أول أمس مع «قناة سكاي نيوز» إن حركة «النهضة» كانت تعتبر أن السلطة غنيمة وإنها اليوم فهمت الدرس مؤكدا أن معارضته لحركة النهضة ترتكز اساسا على فشلها في إدارة البلاد وليس لأنها حركة إسلامية. وأضاف السبسي «لولا نضالات المجتمع المدني وأحزاب المعارضة لتواصل حكم «النهضة» ولأضحت مدنيّة الدولة ومدنيّة الدستور ومكاسب الاستقلال في خبر كان». واعتبر الباجي قائد السبسي أن راشد الغنوشي رئيس «حركة النهضة» وجه الحركة لقبول التخلي عن الحكم وجنب تونس السيناريو الذي عرفته مصر خلال عزل الرئيس الإسلامي محمد مرسي واشار الى ان ما وقع في مصر كان يمكن أن يحدث في تونس قائلا: «النهضة تخلّت عن الحكم مجبرة وخيّرت الخسارة الصغرى على الخسارة الكبرى تجنبا لسيناريو مصر». الإرهاب دخيل وفي تعليقه على العمليات الارهابية التي تستهدف استقرار البلاد اكد السبسي ان الارهاب «دخيل» على تونس واصفا اياه بالخطر على النمط الاجتماعي والاستقرار الذي تنعم به تونس منذ 50 سنة معتبرا ان «أنصار الشريعة» والسلفيين الجهاديين هم من نفس العائلة الفكريّة لحركة «النهضة» التي تساهلت معهم على حد تعبيره. وأكد السبسي وجود عدة خلايا نائمة للإرهاب من مختلف الجنسيات، تونسيين وجزائريين وليبيين... مشيرا الى ان العمليات التي ينفذها هؤلاء الارهابيين مباغتة ونوعية وتستهدف الجميع وتهدد الاستقرار الاجتماعي موضحا ان الدافع الأساسي الذي يحرك هؤلاء المتطرفين في تونس هو عدم رضاهم عن محاولات تغيير بعض القوانين وعلى رأسها القوانين المتعلقة بحرية المرأة وحقوقها. واعتبر السبسي ان الوحدة القوميّة والتنمية الجهويّة هما السلاحان الأنجع لمكافحة الارهاب إضافة إلى مزيد تنسيق المجهودات الدوليّة. أسباب الثورة مازالت قائمة وقال رئيس حركة «نداء تونس» ان أسباب إندلاع الثورة من بطالة خانقة وتهميش للجهات الداخليّة مازالت قائمة راجيا من الحكومة الحاليّة أن تسعى لحلّ المشاكل العاجلة بصفة جدّية. ولم يستبعد السبسي قيام ثورة ثانية في ظل تواصل الأسباب الحقيقية للثورة الأولى مشيرا إلى وجود عدة مناطق ذات احتياجات قصوى لم تعرها الحكومات المتعاقبة اي اهتمام على حد تعبيره. واعتبر السبسي أن الحل الوحيد لإنقاذ تونس من الوضع الاقتصادي الصعب يتم عبر الانفتاح على الأسواق الخارجية والاستثمار الأجنبي مشددا على أهمية الاستقرار الأمني في تحقيق التنمية الاقتصادية. لم أقبل الترشح وقال رئيس حركة «نداء تونس» إنه لم يقبل بعد ترشيح حزبه له للانتخابات الرئاسية مؤكدا أن المشاكل الموجودة في حزبه ظهرت بعد خروج حركة «النهضة» من الحكم، معتبرا أن بعض القيادات التي لها «حساسية يسارية» وراء هذه الاختلافات على حدّ قوله. وحول تقييمه للأحزاب المرشحة للانتخابات القادمة قال السبسي إن حركة «النهضة» تعتبر الحزب الأكثر تنظيما والأقدم في تونس مشيرا إلى ان المشهد السياسي كان يشكو من عدم التوازن وهو ما اجبره على تكوين حركة «نداء تونس» على حد تعبيره. «النداء» جاهز للحكم وقال السبسي ان «نداء تونس» ملك للشعب التونسي وليس لمناضلي الحزب فقط مؤكدا جاهزية حزبه للحكم قائلا: «جاهزون للحكم إن وضع الشعب ثقته فينا وبرنامجنا للسنوات الخمس القادمة جاهز لاخراج تونس من أزمتها وسنخدم الصالح العام لا المصالح الشخصيّة، فالسلطة زائلة وقد كسبت المعركة الكبرى ضدّ نفسي، فطيلة حياتي السياسيّة كلّما شعرت أنّي غير فعّال تقدّمت باستقالتي وانسحبت».