نظرت امس احدى الدوائر الجناحية بمحكمة تونس2 في جريمة تحيل تورط فيها شاب أحيل بحالة فرار- تلاعب بعواطف المتضررة وسلبها اموالها ثم اختفى عن الانظار وقد قضت المحكمة غيابيا بسجنه مدة سنتين . بداية الأبحاث في هذه القضية كانت اثر شكاية تقدمت بها فتاة في شهر فيفري الماضي الى وكالة الجمهورية بالمحكمة الابتدائية بتونس مفادها تعرضها إلى التحيل من قبل شاب استولى على مبلغ قرض تحصلت عليه منذ مدة قدرت قيمته بحوالي خمسة الاف دينار ثم اختفى عن الانظار. وقد بينت الفتاة في عريضة دعواها أنها تعرفت على المشتكى به عن طريق صديقة لها وهي امرأة تقوم بعملية تسهيل التعارف بين الراغبين والراغبات في الزواج مقابل هدية متمثلة في مبلغ مالي مباشرة تتحصل عليه عند نجاح اللقاء الأول. واضافت الشاكية ان المرأة عرفتها على المشتكى به الذي اطنبت في ذكر محاسنه والمظلمة التي تعرض لها بعد زواجه من تونسية حاملة لجنسية فرنسية مضيفة انه بعد حوالي شهر تقدم لخطوبتها رسميا من عائلتها وأصبحا يلتقيان بشكل دائم في كنف الاحترام وانه تم تعيين تاريخ الزواج الذي سيكون في ربيع 2014 وشرعا في الاستعداد لذلك وقاما بحجز قاعة الافراح وانها دفعت تسبقة فضلا عن شراء فستان الزفاف وغيرها من المصاريف الاخرى. واضافت الشاكية انها فوجئت بعد ذلك بخطيبها يعلمها انه أصبح عاطلا عن العمل وانه رغم انها فزعت للخبر واصلت علاقتها به خوفا من ردود فعل من عائلتها وهو ما اجبرها بالإضافة إلى حجم الديون التي اثقلتها من اجل توفير حاجيات البيت إلى اقتراض مبلغ مالي من البنك الذي منحها حوالي خمسة الاف دينار مكنت خطيبها منه وطلبت منه أن يوفر به الاثاث الضرورية للبيت وان يخفي أمر بطالته عن عائلتها حفاظا على صورته ...لكنه بعد ايام غاب عن الانظار دون أن تعلم وجهته مؤكدة انها حاولت الاتصال به هاتفيا وبحثت عنه في العديد من الأماكن التي دأب على التردد عليها لكنه لم يكن موجودا إلى أن أيقنت أن الأمر ينطوي على سرّ فاتصلت من جديد بصديقتها لتتقصى الحقيقة عن طريق المرأة التي توسطت في التعرف عليه فأعلمتها انه سافر إلى فرنسا حيث تقيم طليقته الأولى التي بمجرد أن علمت انه سيتزوج قريبا تنازلت عن حقها في تتبعه في كل القضايا التي تقدمت بها ضده كما اسقطت عنه حق النفقة وطلبت منه الرجوع إلى فرنسا لاستئناف الحياة الزوجية هناك وهو ما اضطره لإنفاق المبلغ المالي الموجود بحوزته من اجل توفير ثمن التذكرة ولوازم السفر وشراء هدايا لطليقته. ...ونظرا للضررين المادي والمعنوي الذي لحق بالمتضررة قررت التقدم ضده بشكاية طالبة تتبعه عدليا من اجل ما نسب اليه. وبالتحري مع الوسيطة في الموضوع نفت أن تكون على علم بمخطط المتهم وأنها تحصلت على هذه المعلومات منه بعد التحاقه بفرنسا بعد أن تمت تسوية وضعيته القانونية وأنه وعدها بتعويض المتضررة عن كل الخسائر التي لحقتها جراء تصرفاته. واثر ختم التحقيقات وجهت للمظنون فيه تهمة التحيل واحيل على انظار احدى الدوائر الجناحية بالمحكمة الابتدائية بتونس 2 التي قضت غيابا بسجنه مدة عامين .