في برنامج «ريجنسي»: كأس العالم بنكهة برازيلية... مسابقات وإفطار رمضان على البحر حفل ساهر مع الفنّان رامي عياش يوم 19 جويلية ومطعمنا الإيطالي بمواصفات عالمية قال نبيل السيناوي مدير عام نزل «ريجنسي» بقمرت إن كل المؤشرات تدلّ على أن الموسم السياحي الحالي «متوسط» لا غير داعيا إلى إخراج التسويق السياحي من جبّة الوزارة والديوان التونسي للسياحة باعتبار أن أهل القطاع أدرى بشعابه وأنهم الأكثر قدرة على القيام بالحملات الإشهارية وجلب السياح. واعتبر السيناوي في الحوار الذي أدلى به ل«التونسية» أن النجاح الذي تحققه نزل الضاحية الشمالية للعاصمة يمثّل استثناء نظرا لخصوصية حرفائها ونشاطها القائم على سياحة الأعمال. كما تحدّث مدير عام «ريجنسي» عن البرنامج الصيفي للمؤسسة السياحية التي يديرها خاصة وأن النزل يعيش هذه الأيام على وقع «المونديال» الذي به احتفى على طريقته الخاصة. ونحن على أبواب الموسم السياحي هل تعتبرون أن السياحة استعادت عافيتها هذا العام؟ كل المؤشرات تدلّ على أن نتائج الموسم السياحي عموما والسياحة الشاطئية خاصة متوسطة لا غير ، فالموسم السياحي الناجح لا يعني ارتفاع نسبة النشاط في النزل إلى 100 بالمائة في شهري جويلية وأوت فقط بل أن تتمكن النزل من تحقيق نسبة نشاط مرتفعة على إمتداد ثمانية أشهر من السنة. وحسب الأرقام الرسمية وحسب تقديرات جامعة النزل لن يعيد موسم2014 للسياحة «عافيتها» وهنا أضع كلمة «عافية» بين قوسين لأن القطاع السياحي يشكو من نقاط ضعف هيكلية وتراكمات جعلته القطاع الاقتصادي الأكثر هشاشة والأكثر تأثرا بتداعيات الوضع الثوري الذي نعيشه منذ 2011. هل ينسحب هذا الوضع على نزل الضاحية الشمالية وتحديدا قمرت؟ نزل الضاحية الشمالية بما فيها نزل «ريجنسي» طبعا تتنزل ضمن النزل المختصة في سياحة المؤتمرات والأعمال ولها نوعية خاصة من الحرفاء. فنحن على سبيل المثال لنا أكثر من 800 عقد شراكة مع مؤسسات اقتصادية وصناعية تمكننا من المحافظة على حرفائنا وعلى نسبة نشاط مرتفعة على مدار السنة وتحديدا في فصل الصيف. وأتوقع أن يكون إقبال اليهود التونسيين هذا العام كبيرا على نزل الضاحية الشمالية باعتبار أن هذه الفئة لها ارتباط تاريخي بالضاحية الشمالية (المرسى وحلق الوادي وسيدي بوسعيد) وهو عامل إيجابي ومؤشر طيب حسب رأيي. ولكن هذا الأمر لا ينسحب على بقية المناطق. فسياحة المؤتمرات في الحمامات والمنستير وجربة تشكو من مصاعب كبرى نتيجة صعوبة الوضع الاقتصادي عموما وقصور الحملات الإشهارية التي تقوم بها وزارة السياحة التي أعتقد أنها أهملت سياحة المؤتمرات ولم توف هذا المنتوج السياحي حقّه في الحملات الإشهارية التي تقوم بها الوزارة وديوان السياحة. فاستعادة ثقة حرفاء سياحة المؤتمرات والأعمال يتطلب مجهودات إضافية وخبرة عالية لأن هذه النوعية من السياح متطلبة (exigeante) ولكن أيضا درجة إنفاقها عالية، وخسارتها خسارة كبيرة للقطاع السياحي والاقتصاد الوطني . قلت إن وزارة السياحة لم توف سياحة المؤتمرات والأعمال قدرها فهل تتفق إذا مع جامعة النزل التي اعتبرت في بيانها الأخير أن وزيرة السياحة اهتمت بالكماليات وبالحضور الإعلامي على حساب المشاكل الحقيقية للقطاع ؟ المشاكل الحقيقية للقطاع السياحي تم تشخيصها منذ سنوات من قبل البنك الدولي ومكاتب دراسات يابانية في أعلى مستوى وقد تم حصر نقاط الضعف والحلول. وقد أكدت هذه الدراسات انه لا مثيل للإمكانيات السياحية التي تتمتع بها تونس في البلدان المنافسة لنا على غرار المغرب وتركيا ومصر. واعتبر أن البيان الذي أصدرته الجامعة التونسية للنزل لا يحمّل وزيرة السياحة «فشل» الموسم بقدر ما هي دعوة إلى الانكباب على معالجة المشاكل الحقيقية للقطاع. وحسب تقديري كانت السيدة كربول أمام خيارين فإما إنجاح الموسم الحالي وتأجيل الإصلاحات إلى حكومة لاحقة أو الشروع في الإصلاحات الهيكلية التي نصت عليها الدراسة لكنها جانبت الملفين ولم تعالج أي منهما وهو ما يجعل القطاع اليوم أكثر هشاشة من ذي قبل بل ورهين الوضع الأمني الذي تمر به البلاد والمنطقة عموما. ألا تعتبر أن تدهور الوضع البيئي بعد الثورة ونوعية الخدمات في النزل من الأسباب التي أدت أيضا إلى تراجع القطاع؟ نعم هذه العناصر جزء من الإشكال وأكبر دليل على ذلك أن الوكيل السياحي «توي»الذي يوفر قرابة 50 بالمائة من السياح في جزيرة جربة أمهل المسؤولين إلى نهاية الشهر الجاري لتنظيف الجزيرة وإيلاء الجانب البيئي العناية التي تستحق أو فسخ العقود. أما في ما يتعلّق بنوعية الخدمات فهذا الإشكال من النقاط التي دعت الدراسة الاستراتيجية لإصلاح القطاع السياحي إلى مراجعتها ودعم التكوين في القطاع ومزيد تأهيل المدارس في السياحة وهو أيضا من الملفات التي لم تشتغل عليها الوزيرة الحالية بالقدر الكافي. ماذا عن البرنامج الصيفي لنزل «ريجنسي»؟ كالعادة نزل «ريجنسي» يواصل العمل على تنويع المنتوج السياحي وقد قمنا مؤخرا بتنظيم الأيام البرازيلية على هامش إنطلاق فعاليات كأس العالم وستتواصل التظاهرة لتمكين الحرفاء من الاستمتاع بمشاهدة المباريات في أجواء طيبة إلى جانب تنظيم مسابقات تنشيطية. كما يواصل النزل خلال هذا العام أيضا توفير عروض العشاء الرمضانية على البحر وسيكون لنا حفل ساهر مع الفنان رامي عيّاش يوم 19 جويلية القادم. أما الجديد الجديد فهو حصول مطعمنا الإيطالي على شهادة مواصفات عالمية وبذلك يكون «ريجنسي» أوّل نزل يتحصل على هذه المواصفات التي يمنحها خبراء عالميون في الإختصاصات الإيطالية كما ننوي في المدة القادمة تنظيم الأسبوع المغربي والأسبوع الياباني.