موفد التونسية إلى المغرب- محمد بوغلاب فازت المغرب بالجائزة الكبرى لمهرجان السينما الإفريقية(الدورة 17) التي تحمل إسم عميد السينما الإفريقية المخرج عصمان صامبان بفيلم كمال كمال «الصوت الخفي» الذي تشارك في بطولته الممثلة التونسية قليلة الحظ في بلادها ليلى واز(قامت ببطولة فيلم عبد اللطيف بن عمار النخيل الجريح الذي عرض في صيف 2010 ثم جاءت الثورة فدفنته) وتوزعت باقي الجوائز كالآتي: - جائزة الدور النسائي الثاني: اناييس مونوري عن الفيلم التشادي«قريقري» - جائزة الدور الثاني رجال: للمغربي محمد الشوبي عن فيلم«الصوت الخفي» - جائزة افضل ممثلة : بريدونس مايدو عن الفيلم السينغالي«ارصفة داكار» - جائزة افضل ممثل: للمصري خالد أبو النجا(فيلم فيلا 69 ) - جائزة السيناريو:للمخرج المغربي محمد امين بنعمراوي عن فيلم«وداعا كارمن» - جائزة الإخراج:للجنوب إفريقي اندرو وورس دال عن فيلم«سم دوربان» - جائزة لجنة التحكيم الخاصة:للفيلم الكامروني«واكا» وأسندت لجنة التحكيم تنويها خاصا لفيلم«العفو»من رواندا وتنويها خاصا لفيلم»آفاق جميلة» فيما أسندت جائزة دونكيشوت الرمزية لفيلم «غبار وثروات» من الزمبابوي، وأن تكون الجائزة رمزية فذلك لا يبرر عدم منح أي شيء ولو كان شهادة من الورق العادي يحتفظ بها المخرج لخاصة نفسه، أما أن تكون الجائزة رمزية وشفوية في الوقت نفسه فلم نجد لها تفسيرا خاصة إذا نظرنا إلى قيمة حفل الإختتام ، وبما أنها المرة الأولى التي نواكب فيها مهرجان خريبقة للسينما الإفريقية فلا بأس من قول بعض كلمات الشكر في هذا المهرجان والقائمين عليه، فهذا المهرجان«الأفقر» من بين مهرجانات المغرب يستحق كل تنويه، إقبال جماهيري فوق الوصف، تنظيم محكم، دقة في المواعيد ، وعفوية لافتة للإنتباه لا تخل بحرفية المهرجان فقد صعد عدد من المهرجانيين من مخرجين وممثلين ومنظمين على الركح أمام أنظار والي خريبقة وضيوف المهرجان ليقدموا أغنية إفريقية برقصة غاية في الإتقان على زغاريد نساء مغربيات من بين الجمهور، حدث كل هذا في لحظات من العفوية التي زادت المهرجان بهاء وتألقا وقد كرم المهرجان في حفل الإختتام أحد «كبار» السينما المغربية محمد عبد الرحمان تازي الذي تحدث عنه صديقه نور الدين الصايل رئيس مؤسسة مهرجان خريبقة ومدير عام المركز السينمائي المغربي وعدد له خصالا ثلاثة، فهو دخل عالم السينما من وجهة نظر الكاميرا أي أنه تقني محض مما جعله عارفا بكل تقنيات صنعته السينمائية، والتازي يعشق العمل ولا يكل من الإعداد لفيلم طيلة سنوات وحين يشرع في التصوير فهو أول القادمين للبلاتو وآخر المغادرين والخصلة الثالثة في عبد الرحمان التازي كما جاءت على لسان صديقه منذ ثلاثين عاما فهي وفاؤه لأصدقائه وإن كان التازي صامتا في محبته للآخرين، وحين أخذ محمد عبد الرحمان تازي الكلمة إكتفى بالقليل شاكرا مهرجان خريبقة وأهلها على كرم الضيافة، وكان لافتا ان صورة عملاقة للمخرج المكرّم تصدرت الركح.... إنتهت الدورة 17 لمهرجان خريبقة للسينما الإفريقية ولم يظفر فيلم«نسمة» لحميدة الباهي بشيء من الجوائز، وتلك هي قوانين المسابقات، ولكن على القائمين على السينما عندنا أن يتعلموا الكثير مما يحدث هنا في هذه المدينة المنجمية «المنسية» وكيف يتمكن مهرجان كان أقرب إلى الإندثار من التحوّل إلى إحتفالية حقيقية للسينما الإفريقية، هنا يشعر الأفارقة بأن المهرجان مهرجانهم ولذلك لا تتعجب من وجود تلفزات الكوت ديفوار والسينغال وبوركينا فاسو، ولا تستغرب من تنشيط مذيعة سينغالية لحفلي الإفتتاح والإختتام... وحتى أختم، وأنا أغادر المركب الثقافي حيث دار حفل إختتام مهرجان خريبقة، هل مازالت أيام قرطاج السينمائية مهرجان السينما الإفريقية؟