يمثل مونديال البرازيل هذه الأيام محطة استقطاب لسكان المعمورة بمن فيهم السياسيين ورؤساء الدول الذين يبقون في النهاية مواطنين يتابعون بدورهم «معارك» فرق بلدانهم للفوز بأغلى لقب في عالم كرة القدم ويهتزّون لانتصاراتها ويتألمون لهزائمها شأنهم شأن مجانين الكرة الذين نراهم بمختلف ملاعب البرازيل هذه الأيام. «التونسيّة» لاحقت سياسيين وحقوقيين تونسيين وحاولت معرفة الفرق التي تخفق لها قلوبهم بعيداً عن السياسة فكان التحقيق التالي: حكيم بن حمّودة: «لو لم أكن وزيرا لنزلت إلى الشارع» أكّد حكيم بن حمّودة وزير الماليّة مساندته التامة للمنتخب الجزائري في مونديال البرازيل مشدّدا على انّه فرح بتأهله للدور الثاني أيّما فرح. و قال بن حموّدة بالحرف الواحد: «لو لم أكن وزيرا ولو لم تمنعني هيبة الدولة لنزلت إلى الشارع رافعا علمي تونسوالجزائر» موضّحا أنّه تابع مقابلة ترشح الجزائر على حساب روسيا مع أصدقاء له من الجزائر وشاركهم تخوّفهم وفرحهم مضيفا أنّه يتابع مباريات كأس العالم صحبة عائلته كلّما توفّر له الوقت موضّحا أنّه شجّع كل الفرق الإفريقيّة إلى جانب المنتخب الجزائري في الدور الأول من المونديال. وأفاد بن حمودة انّه من مشجعي الفريق الإيطالي ومن محبّي المدرّب براندالي الذي قطع مع طريقة «الكاتيناتشو» الإيطالية ليلعب الهجوم مشيرا إلى أن هذه الاستراتيجية مكنت المدرب الإيطالي من النجاح في كأس أوروبا ولكنها خذلته في كأس العالم أي أنّها كلّفته «إنسحاب مرّ» كما اشار بن حمّودة إلى انّه متابع لكلّ المباريات التي تدور ليلا وأنه لا يستطيع متابعة بقية المباريات بحكم إلتزاماته المهنيّة مؤكّدا انّ المجلس الوزاري المضيّق الذي أجري أمس الأوّل للإعلان عن خطّة رمضان حرمه من متابعة لقاء ألمانيا وأمريكا لكنّه أشار إلى أنّه لن يحرم نفسه من متابعة نهائي كأس تونس وتشجيع فريقه المفضّل النجم الرياضي الساحلي مؤكّدا انّه سيلتحق بالملعب لمتابعة المقابلة. نور الدين البحيري: «لا اعترف سوى بالمنتخب الجزائري» قال نور الدين البحيري القيادي بحركة «النهضة» إنّه لا يعترف سوى بالمنتخب الجزائري مرشّح التونسيين والعرب جميعا مؤكّدا أنّه يحاول متابعة مقابلاته كلما سمحت له الفرصة بذلك نظرا لانشغالاته الحزبية والعملية موضّحا انّه فرح لتأهله للدور الثاني ليشير إلى انّ هذا التأهّل انسى التونسيين «الحسرة والحمصة» التي ألحقها بهم المنتخب التونسي. وأضاف البحيري أنّ ترشّح المنتخب الجزائري أثبت أنّ «القليّب» والتضحية وحبّ الراية والوطن أثمن ما تملك المنتخبات العربية للتأهّل إلى الأدوار الأولى مهما كانت إمكانياتها وقدراتها التي غالبا ما تتسم بالضعف مضيفا أنّ لقاء الجزائر أمس الأول أثبت أنّ اللعب يجب أن يكون جماعيا ومتناسقا دون التفكير في النجومية. وأفاد البحيري أنّ العديد من الفرق الإفريقية فوّتت على نفسها فرصة التأهّل جرّاء تصرّفاتها مدينا الإعتصام الذي نفّذه احد هذه الفرق في الطائرة للمطالبة بمستحقاته الشيء الذي جعله ينسحب من الدور الأول منتقدا ما أسماه المساومة بالوطنيّة بحثا عن الأموال والزيادات مشيرا إلى أنّ هذا المونديال أعطى درسا لعديد المنتخبات مفادها انّ «القليّب يجيب الربح». محمّد بنّور: «أتابع المونديال وعلى الجزائر إتمام ما عجزت عنه تونس» من جهته اكّد محمّد بنّور عن حزب «التكتّل» أنّه يشجّع بدرجة أولى المنتخب الجزائري مضيفا انّه نزل ليلة الخميس إلى الشارع رافعا العلم الجزائري للتعبير عن فرحته بتأهله إلى الدور الثاني مبيّنا انّ ترشّح الجزائر والأحاسيس المغاربية التي صاحبته أكّد على ضرورة وحدة المغرب العربي إقتصاديا وعلى ضرورة فتح الحدود على بعضها نزولا عند تطلعات الشعوب العربيّة التي تخدم الاتجاه الثوري. وأشار بنّور إلى أنّه من مشجّعي منتخبي إسبانيا وألمانيا في المنتخبات الأوروبية وان الضرورة هذه المرّة اقتضت تشجيع المنتخب الجزائري مشدّدا على ضرورة أن تنتصر على المانيا وتحقّق ما عجزت عنه تونس سنة 1978 مستشهدا بتسديدة تميم التي لم تعرف طريقها إلى الشباك آنذاك وبالمدرّب الذي خرج فرحا لعدم انهزامه. توفيق الجلاصي: «فرنسا فريقي المفضّل وتابعت الإفتتاح صدفة» أمّا توفيق الجلاصي وزير التعليم العالي والبحث العلمي فقد أكد إنّه لم يجد متسعا من الوقت لمتابعة مقابلات كأس العالم جراء انشغالاته والتزاماته المهنية والتي قال إنها تتواصل إلى ساعة متأخّرة من الليل مشيرا إلى أنّه تابع المباراة الافتتاحية صدفة وبدعوة من أصدقائه الوزراء الذين ألحوا عليه في ذلك بعد الإنتهاء من فعاليات ملتقى الإستثمار في تونس الذي أشرف عليه رئيس الحكومة مهدي جمعة موضّحا أنه تم استغلال اللقاء لمناقشة بعض الأمور أكثر منه متابعة للمقابلة التي جمعت البرازيل بكرواتيا. وأشار الجلاصي إلى أنّه من مشجعي المنتخب الجزاڈئري باعتباره المنتخب العربي الوحيد والثاني إفريقيا الذي ترشّح إلى الدور الثاني واصفا ترشّحه بالمفاجأة السارة مؤكّدا ان غياب المنتخب التونسي عن مثل هذه المسابقات يحزّ في نفسه مشدّدا في الآن نفسه على انّه يشجّع كذلك المنتخب الفرنسي نظرا لقضاء جزء من حياته بفرنسا إضافة إلى أنّ المنتخب الفرنسي يضمّ في صفوفه عديد اللاعبين من أصول عربيّة مستشهدا بزيدان الذي وصفه بالأسطورة صاحب الكرة الذهبيّة الذي مكّن فرنسا من الفوز بكأس العالم. محمّد جمور: «أمنيتي ان يكون اللقب لفريق من العالم الثالث» أمّا محمّد جمور عن حزب الوطنيين الديمقراطيين فقد أوضح أنّه ليس من مدمني كرة القدم ومتابعة مقابلات كأس العالم لكنّه أفاد انّ الضغط الذي يعيشه السياسي والمشاكل التي يعمل على حلها تجعله في حاجة إلى قليل من الراحة والترفيه عن النفس خاصّة في مثل هذه المناسبات العالمية مشيرا إلى انه يشجّع المنتخبين الجزائري والنيجيري متمنيا الفوز ونيل اللقب لفريق من العالم الثالث. وأفاد جمور أنّ الفرحة بتأهّل المنتخب الجزائري يجب ان لا تنسي الحاجة الملحّة إلى إصلاح وضع الرياضة في الدّول العربيّة من خلال طرح مسألة دوام واستمرارية وتواجد المنتخبات العربية في المحافل الدولية متطرّقا إلى الوضع في تونس والمجهودات والأموال التي سخّرت لرياضة كرة القدم رغم انّ كرتي الطائرة والسلة هما من رفعتا راية تونس عاليا في مثل هذه المنافسات مشيرا إلى انّ الرياضة ليست كرة قدم فقط لكن الدول تستثمر فيها جلبا للدعاية باعتبار انّها الرياضة الأولى في العالم مستنكرا الإهمال الذي تلاقيه بقيّة الرياضات خاصّة منها الفردية مقارنة برياضة كرة القدم. فاضل محفوظ: «نتفرّج وحدي ونفرح وحدي» أشار فاضل محفوظ عميد المحامين إلى أنّه من مشجّعي الفريق الجزائري في المونديال قائلا «القلب مع الجزائر» متمنيا لها تحقيق نتائج طيّبة في الأدوار المقبلة. ولاحظ محفوظ انه من محبي ومشجّعي الفريق الألماني الذي طالما سانده في «المونديالات» السابقة مشيرا إلى أن الضرورة والعاطفة والقلب تقضي بتشجيع المنتخب الجزائري. وعن أجواء الفرحة بتأهل المنتخب الجزائري إلى الدور الثاني قال محفوظ إنّه وبحكم التزاماته المهنية وتنقّله إلى بعض الجهات اضطرّ إلى مشاهدة مقابلة الجزائروروسيا بمفرده قائلا: «تفرّجت وحدي وفرحت وحدي». دليلة مصدّق: «لا اتابع كرة القدم لكني أشجع الجزائر» من جانبها قالت الأستاذة دليلة بن مبارك مصدّق إنّها في العادة لا تتابع مباريات كرة القدم ولا توليها اهتماما لكن أكّدت أنها في هذا المونديال وجدت نفسها ملزمة بمتابعة مقابلات المنتخب الجزائري الذي اسعدها كثيرا تأهله إلى الدور الثاني قائلة: «أنا مع الجزائر... البارح نزلت للشارع وفرحت وزمّرت» مؤكّدة على ضرورة مساندة هذا الفريق متمنية له الوصول إلى أقصى ما يمكن باعتبار الجزائر جزءا من تونس قائلة «الجزائروتونس بلاد وحدة ونحبوها توصل».