على خلفية الانقطاع المتكرر للماء الصالح للشرب والاضطرابات في التوزيع في بعض مناطق الجمهورية خلال الأشهر الأخيرة دعا أمس عبد السلام السعيدي, مدير الاستغلال بالشركة التونسية لاستغلال وتوزيع المياه, المواطنين إلى تغيير سلوكهم وعقلنة طريقة استهلاكهم للماء خاصة خلال أوقات الذروة مؤكدا أن الانقطاعات والاعطاب تتزايد في فصل الصيف خاصة على مستوى الأراضي الطينية. و كشف عبد السلام السعيدي ل «التونسية» أن «الصوناد» اتخذت الاحتياطات اللازمة منذ الصائفة الفارطة مثلما جرت العادة لتجنب أي طارئ وفق تعبيره متابعا «في ختام كل صائفة نقوم بجلسات تقييمية صلب الشركة نعمل خلالها على حصر الإجراءات والتدخلات العاجلة استعدادا للصائفة المقبلة كما نقوم بوضع برامج واضحة. وبالنسبة لصائفة 2014 فقد قمنا بحفر آبار عميقة وعملنا على تجهيزها بمجموع المناطق التي تشكو نقصا في التزود بالماء الصالح للشرب كما قامت المصالح المختصة بتغيير المضخات المتشبعة في بعض محطات الضخ». وأقر محدثنا أن الشركة المعنية قامت أيضا بدعم بعض شبكات التوزيع وشبكات الجلب بالمناطق التي سجلت مجموعة من الاضطرابات خلال الصائفة الماضية مقرا بأن الاضطرابات تسجل في اغلب الأحيان خلال أوقات الذروة. وقال عبد السلام السعيدي إن انقطاع الماء في اغلب المناطق يعود إلى ثلاثة عناصر رئيسية يتمثل الأول في عملية العطب المفاجئة على مستوى التجهيزات المائية للشركة مثل محطة ضخ القنوات أو انقطاع الكهرباء المفاجئ وفق تعبيره متابعا «يعود العنصر الثاني إلى الأشغال المبرمجة على مستوى الشبكة وفي هذه الوضعية نقوم عادة بإعلام المواطنين عن طريق البلاغات أما العنصر الثالث فيتمثل في مسألة الضغط على الشبكة خلال ساعات الذروة خاصة في بعض المناطق المرتفعة». وأشار السعيدي إلى أن فصل الصيف يشهد ضغطا كبيرا على مستوى الاستهلاك داعيا المواطنين إلى تغيير سلوكهم الاستهلاكي. وحول الانقطاع المتكرر للماء الصالح للشرب في منطقتي «توكابر» و«شواش» بمعتمدية مجاز الباب من ولاية باجة , فسر مدير الاستغلال القضية قائلا إنها تعود إلى عطب فني على مستوى قناة الجلب التي تربط المنطقتين بوادي الليل مشيرا إلى أن العطب قد تسبب في تراجع قوة المياه الصالحة للشرب بعد أن نفد الخزان وهو ما تطلب تدخل أعوان الشركة. وللتذكير فقد قام أول أمس أهالي مجاز الباب بغلق الطريق الرئيسية رقم 56 الرابطة بين باجة وماطر مطالبين بإعادة الماء الصالح للشرب بعد إنقطاعها طيلة أسبوعين. وقام الأهالي بإغلاق الطريق مستعملين الحجارة كما منعوا السيارات ومختلف وسائل النقل من المرور عبر الطريق المذكورة. وقد شهدت العديد من المناطق بالجمهورية منذ أشهر أحداثا مماثلة مثل أحياء «النور 2» و«الحفناوي» و«2 مارس» بمدينة جندوبة كما عمد منذ ما يقارب الشهر عدد من متساكني منطقة أولاد خليفة التابعة لمعتمدية بئر الحفي من ولاية سيدي بوزيد إلى غلق الطريق الوطنية عدد 3 الرابطة بين تونس العاصمة وقفصة احتجاجا على الانقطاع المتكرر للماء الصالح للشرب.