ستنظر احدى الدوائر الجنائية بمحكمة الاستئناف بتونس في بحر الاسبوع المقبل في جريمة قتل تورط فيها كهل عمد الى طعن غريمه على مستوى جنبه ثم حاول ابعاد الشبهة عنه بادعاء انه سقط من الطابق العلوي لحضيرة البناء لكن بصماته كشفت المستور. وقد ادين المتهم ابتدائيا بالسجن مدة 25 سنة فاستأنفت النيابة العمومية والمتهم الحكم. بداية التحريات في هذه القضية كانت اثر اعلام ورد على السلط الامنية في شهر اكتوبر 2012 يفيد بالعثور على شخص ميت وسط حضيرة بناء فتحولت دورية امنية على عين المكان واجريت المعاينات الميدانية على الجثة من طرف وكيل الجمهورية بالمحكمة الابتدائية بتونس واذن بعرضها على الطبيب الشرعي لتحديد اسباب الوفاة بدقة فيما انطلقت التحريات في الجريمة والتي تبين من خلالها ان الضحية يعمل منذ فترة بحضيرة بناء وينام فيها هو وبعض العاملين معه. وفي يوم الواقعة بعد أن تسامر العاملون مع بعضهم خلد الجميع للنوم وفوجئوا في الصباح بجثة الهالك اسفل الحضيرة. وفي ضوء هذه المعطيات تم سماع اقوال زملائه في العمل الذين اكدوا ان الضحية يبدو أنه سقط ليلا بسبب عتمة المكان لما نهض من مكانه ونزل الى الطابق الأرضي الذي دأب على النوم به وبدأ باحثو البداية يرجحون فرضية تعرضه لحادث سقوط فجئي غير ان تقرير الطبيب الشرعي بيّن ان هناك اثار طعنة على مستوى جنب الضحية وان الوفاة ناجمة عن نزيف حاد وليس عن الارتطام الذي يمكن أن يكون قد تعرض إليه والذي يبدو ان غايته كانت التضليل لدرء الشبهة وابراز الجريمة على انها حادث وليست جريمة قتل. هذا المعطى غير نسق الابحاث وتم مجددا سماع اقوال المظنون فيهم الذين تمسكوا بتصريحاتهم السابقة الا انه بمزيد تضييق الخناق عليهم اعترف احدهم انهم عقدوا جلسة خمرية تواصلت الى ساعة متأخرة من الليل وان مناوشة كلامية اندلعت أثناءها بين الضحية والجاني قاموا بتطويقها وخلد الجميع الى النوم ثم فوجئوا في اليوم الموالي بجثة الهالك التي كانت تكسوها الدماء. وبسماع اقوال ذي الشبهة الذي اندلعت بينه وبين الضحية خصومة اعترف باندلاع خصومة بينه وبين الهالك مشيرا الى أنه تم تطويقها من طرف بقية الندماء وانهم خلدوا للنوم ثم اكتشفوا جثته صباحا. وبمواجهته بآثار الطعنة جنب الضحية تمسك بإنكار التهمة المنسوبة اليه إلاّ ان دليل الادانة كان قاطعا اذ بينت البصمات ان السكين التي عثر عليها على مسافة قريبة من مسرح الجريمة يحمل بصمات ذي شبهة وبمواجهته بهذا الدليل القاطع تراجع في اقواله واعترف بجريمته وافاد ان مناوشة نشبت بينه وبين الضحية اثناء عقدهما لجلسة خمرية اثر استحضاره لعداوة سابقة بينهما وانه تم فضها من طرف بقية الندماء الا انه بعد ان خلد الجميع للنوم تسلل الى الطابق السفلي حيث ينام الضحية وتولى طعنه عندما كان يغط في نوم عميق ثم عمد الى جره والقى به من الطابق الثاني في محاولة منه لطمس معالم جريمته وابرازها على انها حادث ناجم عن سقوط. وقد نجح في الوهلة الاولى في حبك مخططه الاجرامي جيدا الا ان التقرير الطبي كشف المستور وقد اعرب المتهم عن ندمه وبرر ما اقترفه بحالة السكر المطبق التي كان عليها. وباستشارة النيابة العمومية اذنت بالاحتفاظ بالمظنون فيه من اجل ما نسب اليه وقد تمسك المتهم بأقواله في جميع مراحل التحقيق وبعد ختم الابحاث وجهت للمظنون فيه تهمة القتل العمد واحيل على انظار احدى الدوائر الجنائية بالمحكمة الابتدائية بتونس. وبالتحرير عليه من طرف القاضي اعاد اقواله السابقة أمّا الدفاع فقد طلب من هيئة المحكمة التخفيف عن موكله قدر الامكان لنقاوة سوابقه العدلية من ناحية ومن ناحية اخرى لان والديه في كفالته وليس لهما غيره.المحكمة بعد المفاوضة قضت بسجن المتهم مدة 25سنة وقد استأنفت النيابة العمومية والمتهم الحكم وستكون هذه القضية قريبا امام انظار محكمة الاستئناف بتونس.