لاتزال الجريمة التي شهدتها منطقة الزهورني في الآونة الأخيرة-نهاية الأسبوع المنقضي - تثير استنكار أهالي المنطقة والتي ذهب ضحيتها شاب في عقده الثاني يدعى بلال بعد تعرضه إلى ثلاث طعنات استقرت بمكان حساس من جسد الضحية ورغم محاولة إسعافه فقد لفظ أنفاسه الأخيرة بعد فترة وجيزة من بلوغه المستشفى. لمعرفة ملابسات هذه الجريمة اتصلنا بمصدر مقرب من العائلة وعدنا بالمعطيات التالية: حسب ذكر محدثنا فان الهالك بلال شاب معروف في المنطقة بحسن أخلاقه وانضباطه في عمله توجه قبيل الواقعة مع الهالك إلى العاصمة لعقد جلسة خمرية ثم ارتأى الجاني أن يواصل سهرته فيما خير الضحية العودة إلى منزله على متن شاحنته التي يستعملها في نقل الخضر, وفي اليوم الموالي قدم الجاني إلى منزل الضحية وطلب من والدته أن تناديه لحاجة أكيدة غير أنها أعلمته انه غير موجود فطلب منها أن تبلغه بحاجته الماسة له فاستفسرته الام عن دواعي حضوره بصفة ملحة فاعلمها أن لديه أمانة عنده وعند حلول ابنها في اليوم الموالي ابلغته بالأمر غير انه اعلمها انه لا شيء لديه يخصه وعاود الجاني القدوم إلى منزل الهالك طالبا لقاءه لكنه رفض فطلبت منه والدته أن يمكنه من مطلبه إن كان لديه حقا أمانة اتقاء لشره غير انه تمسك بموقفه واعلمها أن أمواله كلها أنفقها في شرب الخمر حينها توجهت الام نحو الجاني وطلبت منه أن يتدبرا الأمر سويا فانصرف في حال سبيله. ولما غادر بلال المنزل باتجاه مدينة بنزرت لجلب بعض الخضر على متن شاحنته ظل الجاني يتردد على منزله, وعند عودته اعترض سبيله ونشبت بينهما مناوشة كلامية طلب خلالها المظنون فيه من الضحية تسليمه أمواله فطلب منه التريث إلى يوم السوق –أي يوم الثلاثاء- لان السوق مغلقة يوم الاثنين وان الأموال التي بحوزته ليست على ملكه وتظاهر الجاني بقبول الأمر وعندما اقترب منه الهالك لمعانقته وانهاء الخلاف استل هذا الأخير في غفلة منه سكينا وسدد بواسطتها ثلاث طعنات إلى غريمه في جنبه وصدره... فحاول هذا الأخير التحصن بالفرار من بطش المعتدي الذي لم يمهله الفرصة وسار بضع خطوات وسقط أرضا فيما تحصن الجاني بالفرار وتفطنت عائلته للاعتداء الذي تعرض له ابنها فسارعت بنقله على جناح السرعة إلى قسم الاستعجالي لأحد المستشفيات بالعاصمة غير انه لفظ أنفاسه الأخيرة بعد فترة وجيزة من وصوله مخلفا اللوعة والأسى في نفس عائلته. انطلاق الأبحاث مباشرة اثر وفاة الهالك تم إعلام السلط الأمنية فتحولت دورية أمنية على عين المكان برفقة ممثل النيابة العمومية بالمحكمة الابتدائية وأجريت المعاينات الميدانية على الجثة وأذن بعرضها على الطبيب الشرعي لتحديد أسباب الوفاة بدقة فيما عهد لفرقة الشرطة العدلية بالسيجومي بالبحث في ملابسات الجريمة وبانطلاق الأبحاث انحصرت الشبهة في المظنون فيه الذي باستنطاقه اعترف منذ أول وهلة بالاعتداء على الضحية غير انه لم يخطط للجريمة بل انه اعترض الضحية صدفة عند عودته وكان مرفوقا بشخصين فطلب منه تمكينه من أمواله غير انه رفض فنشبت بينهما مناوشة كلامية عمد خلالها احد مرافقي الضحية إلى إخراج آلة حادة موسى وحاول بواسطتها الاعتداء عليه لكنه نحج في افتكاكها وسدد بواسطتها ثلاث طعنات إلى الضحية وكان إبانها في غير وعيه وقد تمسك المتهم بتصريحاته هذه رغم شهادة بعض الشهود الذين فندوا روايته وأكدوا أنه طعن الضحية غدرا, بعد استشارة النيابة العمومية أذنت بالاحتفاظ بالمظنون فيه من اجل القتل العمد في انتظار إحالته على قاضي التحقيق لاستكمال الأبحاث معه.