في جريمة قتل تورط فيها شاب بعدما اعتدى على غريمه بواسطة آلة حادة على مستوى ظهره بسبب خلافات عالقة بينهما. وقد ادين المتهم ابتدائيا بالسجن بقية العمر واستأنف الحكم الصادر ضده وسيمثل في نهاية شهر مارس الجاري امام انظار المحكمة للبت في ملف قضيته . وجاء في تفاصيل هذه القضية التي ترجع الى شهر نوفمبر 2012 ان المظنون فيه عقد جلسة خمرية مع المتضرر كانت بدايتها عادية لكن بعد ان أصبحا في غير وعيهما استرجع الجاني خلافات سابقة بينهما سببها اعتداء الضحية عليه بآلة حادة على مستوى وجهه مما أحدث له تشوها مستمرا فثارت ثائرته وشرع في التلفظ بألفاظ منافية للأخلاق نحو نديمه واندلعت بينهما مناوشة كلامية احتدت سريعا وتحولت الى تبادل للعنف المادي فتم تطويق النزاع من طرف بعض الحاضرين وانصرف المجني عليه من المكان لكن الجاني سارع باللحاق به وباغته بطعنة على مستوى ظهره بواسطة سكين وتركه على حالته تلك وتحصن بالفرار فتم نقل المتضررمن طرف احد المارة الى المستشفى لتلقي الاسعافات اللازمة الا انه لفظ أنفاسه . ومباشرة اثر وفاة الهالك تولت إدارة المستشفى إعلام السلط الامنية فتحولت دورية امنية على عين المكان وأجريت المعاينات الميدانية على الجثة من طرف وكيل الجمهورية بالمحكمة الابتدائية بقرمبالية واذن بعرضها على الطبيب الشرعي لتحديد أسباب الوفاة بدقة ,فيما عهد لفرقة الابحاث والتفتيش بالبحث في ملابسات الجريمة. وبانطلاق التحريات اتجهت الشبهة نحو المظنون فيه الذي تم إيقافه في ظرف وجيز. وباستنطاقه اعترف بما نسب اليه وبرر جريمته بحالة السكر التي كان عليها وبأن نيته لم تكن قتل نديمه بل تأديبه لانه اعتدى عليه في السابق وأحدث له تشوها على مستوى وجهه مشيرا الى أنه رغم انه اسقط حقه التتبع وصفح عنه فإن الرغبة في الانتقام ظلت موجودة في نفسه وعندما اجتمع به في جلسة خمرية استرجع خلافهما وقرر تصفية حساباته معه فاندلعت معركة بينهما فضها بقية الندماء ثم غادر الضحية المكان فالتحق به سريعا وسدد له طعنة من الخلف ادت لاحقا الى هلاكه. وقد أعرب المتهم عن ندمه, وبعد استشارة النيابة العمومية اذنت بالاحتفاظ به من اجل القتل العمد. وباستنطاقه من طرف قاضي التحقيق أعاد أقواله السابقة وأكد أن نيته لم تكن قتل غريمه بل الثأر لنفسه منه. وبعد ختم التحقيق وجهت له تهمة القتل العمد وقد أيدت دائرة الاتهام قرار ختم البحث وأحيل المتهم على أنظار إحدى الدوائر الجنائية بالمحكمة الابتدائية بقرمبالية. ولدى التحرير عليه من طرف القاضي أعاد أقواله السابقة وطلب من هيئة المحكمة التخفيف عنه قدر الإمكان ومراعاة الأسباب التي جعلته يعتدي على غريمه أما دفاع المتهم فقد طالب باعتبار الأفعال المنسوبة الى موكله من قبيل الاعتداء بالعنف الناجم عنه الموت دون قصد القتل بل ان الغاية من الاعتداء كانت تأديب المتضرر لكن النتيجة الاجرامية تعدت مقصده الاجرامي كما التمس التخفيف عنه قدر الإمكان. المحكمة بعد المفاوضة قضت بسجن المتهم مدى الحياة فتم استئناف الحكم من طرف النيابة العمومية والمتهم وستكون هذه القضية محل نظر احدى الدوائر الجنائية بمحكمة الاستئناف بنابل قريبا .