وصلت منافسات مونديال البرازيل الى منعرجها الحاسم حيث سيكون اليوم عشاق اللعب الجميل على موعد استثنائي مع طبقين كرويين ممتعين تفوح منهما رائحة الاثارة والتشويق والمتعة لحساب الدور ربع النهائي ففي ملعب ال «ماراكانا» تستقطب القمة الكلاسيكية بين «الديوك» الفرنسية و «الماكينات» الالمانية اهتمام الكبير والصغير والذكر والانثى لوزن المنتخبين المتنافسين على الصعيد العالمي والعروض «السوبر» التي حملت بصمتهما منذ ضربة بداية المونديال الى حدود الدور ثمن النهائي اضافة الى امتلاكهما لنجوم ساطعة في سماء العالمية فردياتها الكبيرة تلبي اذواق المعجبين وتطرب لها اذان المشاهدين فيما سيكون ملعب «بلاسيدو اديرالدو كاستيلو» مسرحا لقمة «لاتينوس» خالصة بين «السيليساو» البرازيلي صاحب الارض والجمهور و «الكافيتيروس» الكولمبي في حوار يبدو ساخنا على كل الاصعدة سيما ان المنتخبين يعدان «كتابا مفتوحا» على مصراعيه لبعضهما البعض لكثرة مواجهاتهما في المسابقات القارية (كوباامريكا) وتصفيات المونديال السابقة واستئناسهما بالظروف المناخية السائدة التي تميز البرازيل على وجه التحديد وقارة امريكا الجنوبية عموما في مثل هذا الوقت (حرارة مرتفعة ورطوبة عالية). قمة أوروبية لا شك ان نقطة قوة المنتخبين الألماني والفرنسي في المونديال الحالي تكمن في خط وسطهما القوي الذي كان له نصيب الاسد في قيادتهما للدور ربع النهائي فال «ناسيونال مانشافت» عانى الامرين في مواجهة المنتخب الجزائري في الدور الفارط قبل ان يختطف فوزا مرتجفا (1-2) هندسه بامتياز متوسط الميدان الهجومي لتشلسي الانقليزي «اندري شورلي» واحتفلت به الجماهير الالمانية باستحياء كبير كما انه لا اختلاف في الدور الحيوي الذي لعبه صانع العاب اولمبيك مرسيليا الفرنسي «ماثيو فالبوينا» في خطط «ديديي ديشامب» بتمريراته السحرية التي فككت دفاعات «النسور الممتازة» النيجيرية في الدور ثمن النهائي ومكنت رفاقه من اسقاطها بطلقتين قاتلتين والعبور الى دور الثمانية. ولئن يترقب انصار «الماكينات» مواجهة الفرنسيين بخشية شديدة بسبب لعنة الاصابات التي طالت بعض الركائز ابرزها الظهير «شكوردان مصطفي» المصاب في عضلات الفخذ و»فرانك كرامر» الذي يعاني من الاعياء بالاضافة الى عدم ظهورضابط ايقاع خط الوسط «ماريو غوتزه» بافضل حالاته في المباراة السابقة ضد «محاربي الصحراء» الجزائريين فان العودة المرتقبة للثنائي المحور الدفاعي «ماتس هوملز» ومتوسط الميدان الهجومي «لوكاس بودولسكي» الى الجديات بعد التخلص نهائيا من مخلفات الاصابة التي اجبرتهما على متابعة مواجهة الدور الفارط ضد ممثل العرب من المدرجات قد تكون «فال خير» لرفاق الهداف «توماس مولر» في مواجهة عدها البعض نهائيا قبل الاوان وقد تكون الحل الانسب ل «يواكيم لوف» للاطاحة ب «الديك» الفرنسي والتاهل الى المربع الذهبي. من جهته سيكون «ديديي ديشامب» مدرب المنتخب الفرنسي معززا بكافة نجومه في مواجهة الالمان حيث لن يشكو نقصا في خطوطه الثلاثة ووسيكون هجومه القوي اليوم (10 اهداف) بقيادة احد ابرز نجوم ريال مدريد الإسباني «كريم بنزيمة» في مواجهة خاصة مع الدفاع الالماني الذي لاح عليه ارتباك واضطراب كبيران في المواجهتين السابقتين ضد غانا واالجزائر هو ما قد يمنح الأفضلية على الورق ل«الديك» الفرنسي لتجاوز عقبة «المانشافت» وبلوغ الدور نصف النهائي. بغض النظر عن كل هذه المعطيات فان موقعة االيوم بين فرنسا والمانيا ستكون شيقة وممتعة الى ابعد الحدود فيكفي التذكير بالصدام الناري الذي جمع بين المنتخبين في نصف نهائي مونديال 1982 على ارض مدينة اشبيلية الاسبانية لما افتك الالمان تذكرة التاهل الى الدور النهائي من بين ايدي الفرنسيين بركلات الجزاء الترجيحية بعد ان فشل الاخير في المحافظة على اسبقيته (4-3) في الحصة الاضافية الثانية ليحفظ التاريخ عن ظهر قلب عودة قوية للالمان في ما تبقى من عمر الحصة الاضافية الثانية ترجموها بهدف تاريخي بصم عليه «كلاوس فيشر» بتسديدة مقصية لنتوقع اليوم حوارا مفتوحا على كل الاحتمالات . «السامبا» تخشى «الإعصار» الكولمبي قمة ملعب «بلاسيدو اديرالدو كاستيلو» التي ستضع المنتخب البرازيلي وجاره الكولمبي وجها لوجه لن تقل قيمة عن الكلاسيكو الاوروبي ين فرنسا والمانيا فممثلا امريكا الجنوبية مصران على بلوغ اقصى الادوار للمونديال الحالي خاصة منتخب «السيليساو» الذي لن تغفر له جماهيره الغفيرة سوى الصعود على «البوديوم» والتتويج باللقب الذي حاد عن مساره منذ نسخة 2002 بكوريا الجنوبية واليابان رغم تاهله الصعب على حساب الشيلي الى هذا الدور بركلات الترجيح . قمة الليلة ستكون بعنوان «لاتينوس» تكسير عظام بين نجوم «السيليساو» و»الكافيتيروس» قياسا بالمهارات الفردية الرفيعة التي تزخر بها تشكيلتا المنتخبين وستكون مواجهة مباشرة بين «نيمار» ملهم البرازيل من جهة و»جيمس رودريقاز» صانع العاب كولمبيا وهداف المونديال الحالي (5 اهداف) لتحديد صاحب الحظ السعيد الذي سيحجز مقعدا شرفيا في المربع الذهبي على امل الوصول الى خط النهاية.
