المدير العام للديوانة يتفقّد سير عمل المصالح الديوانية ببنزرت    فتحي الحنشي: "الطاقات المتجددة والنجاعة الطاقية أصبحت أساسية لتونس"    تصنيف يويفا.. ريال مدريد ثالثا وبرشلونة خارج ال 10 الأوائل    الرابطة الثانية (ج 8 إيابا) تنقلات صعبة لأصحاب الصدارة    قرعة كأس تونس لكرة القدم (الدور ثمن النهائي)    حالة الطقس ليوم السبت 4 ماي 2024    إفتتاح مشروع سينما تدور    فيلا وزير هتلر لمن يريد تملكها مجانا    منير بن رجيبة يترأس الوفد المشارك في اجتماع وزراء خارجية دول شمال أوروبا -إفريقيا    القصرين: تمتد على 2000 متر مربع: اكتشاف أول بؤرة ل«الحشرة القرمزية»    انتخاب تونس رئيسا للمجلس التنفيذي لمركز «أكساد»    الصعوبات الاقتصادية في لقاء بودربالة برئيس «كوناكت»    اليمن تعلن بدء المرحلة الرابعة من التصعيد: البحر المتوسط ممنوع على الصهاينة    مع الشروق .. عندما تعرّي الثورة الطلابية المبادئ الأمريكية الزائفة    إنه زمن الإثارة والبُوزْ ليتحولّ النكرة إلى نجم …عدنان الشواشي    المركب الثقافي بمدنين يحتضن فعاليات الملتقى الجهوي للمسرح بالوسط المدرسي    محاميتها تتحدث عن كواليس ليلة القبض على الإعلامية حليمة بولند    رئيس الحكومة يشرف على مجلس وزاري مضيق: التفاصيل    المحمدية.. القبض على شخص محكوم ب 14 سنة سجنا    عاجل/ بطاقتا إيداع ضد فنان من اجل تعنيف زوجته والسرقة    تالة: مهرجان الحصان البربري وأيام الاستثمار والتنمية    "سلوكه مستفز": الافريقي يطالب بتغيير هذا الحكم في مباراته ضد الصفاقسي    سوسة: ايقاف مروج مخدرات وحجز 500 قرصا مخدرا    عاجل/ قضية "اللوبيينغ" المرفوعة ضد النهضة: آخر المستجدات..    عاجل/ أعمارهم بين ال 16 و 22 سنة: القبض على 4 شبان متورطين في جريمة قتل    العثور على جثة آدمية مُلقاة بهذه الطريق الوطنية    حجز 67 ألف بيضة معدّة للإحتكار بهذه الجهة    توطين مهاجرين غير نظاميين من افريقيا جنوب الصحراء في باجة: المكلف بتسيير الولاية يوضّح    توقيع محضر اتفاق بين وزارة التربية وجامعة التعليم الأساسي .    ألكاراز ينسحب من بطولة إيطاليا المفتوحة بسبب الإصابة    القصرين: اضاحي العيد المتوفرة كافية لتغطية حاجيات الجهة رغم تراجعها    مراسلون بلا حدود: تونس في المرتبة 118 في التصنيف العالمي لحرية الصحافة لسنة 2024    بطولة افريقيا للسباحة : التونسية حبيبة بلغيث تحرز البرونزية سباق 100 سباحة على الصدر    الحماية المدنية:15حالة وفاة و500إصابة خلال 24ساعة.    188 قتيلا في فيضانات جراء الأمطار بكينيا..#خبر_عاجل    السعودية: انتخاب تونس رئيسا للمجلس التنفيذي للمركز العربي لدراسات المناطق الجافة والأراضي القاحلة "أكساد"    منظمة إرشاد المستهلك:أبلغنا المفتي بجملة من الإستفسارات الشرعية لعيد الإضحى ومسألة التداين لإقتناء الأضحية.    قرعة كأس تونس 2024.    مواطنة من قارة آسيا تُعلن إسلامها أمام سماحة مفتي الجمهورية    مدنين: حجز 50 طنا من المواد الغذائية المدعّمة    التلقيح ضد الكوفيد يسبب النسيان ..دكتور دغفوس يوضح    أعمارهم بين 13 و16 سنة.. مشتبه بهم في تخريب مدرسة    جدل حول آثار خطيرة للقاح أسترازينيكا مالقصة ؟    دراسة صادمة.. تربية القطط لها آثار ضارة على الصحة العقلية    خطبة الجمعة ..وقفات إيمانية مع قصة لوط عليه السلام في مقاومة الفواحش    خطير/ خبير في الأمن السيبراني يكشف: "هكذا تتجسس الهواتف الذكية علينا وعلى حياتنا اليومية"..    عاجل/ الأمن يتدخل لاخلاء محيط مقر مفوضية شؤون اللاجئين في البحيرة من الأفارفة..    الرابطة المحترفة الاولى : تعيينات حكام مقابلات الجولة السادسة لمرحلة التتويج    زلزال بقوة 4.2 درجة يضرب إقليم بلوشستان جنوب غرب باكستان    العمل شرف وعبادة    ملف الأسبوع .. النفاق في الإسلام ..أنواعه وعلاماته وعقابه في الآخرة !    "أنثى السنجاب".. أغنية أطفال مصرية تحصد مليار مشاهدة    بايدن يتحدى احتجاجات الطلبة.. "لن أغير سياستي"    وزارة الشؤون الثقافية تنعى الفنان عبد الله الشاهد    وفاة الممثل عبد الله الشاهد‬    موعد عيد الإضحى لسنة 2024    ''أسترازنيكا'' تعترف بأنّ لقاحها له آثار قاتلة: رياض دغفوس للتونسيين ''ماتخافوش''    وفاة حسنة البشارية أيقونة الفن الصحراوي الجزائري    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



مازن الشريف (الخبير الاستراتيجي في الشؤون الأمنية والعسكرية) ل «التونسية»:لا حديث عن حقوق الإنسان مع الارهاب
نشر في التونسية يوم 05 - 07 - 2014


«داعش» اكثر دموية من «القاعدة» و «النصرة»
فصول من قانون الارهاب تحمي الارهابيين
إذا مرّ رمضان بخير نكون قد تجاوزنا الخطر
كيف لدولة عجزت عن رفع كيس «زبلة» أن تكتشف مخزن أسلحة ؟
حاورته: جيهان لغماري
اعتبر مازن الشريف الخبير الاستراتيجي في الشؤون الأمنية والعسكرية تنظيم «داعش» أكثر دموية مقارنة بتنظيم «القاعدة» و»جبهة النصرة»، مشيرا، في حوار له مع «التونسية» الى ان نسبة كبيرة من المنتمين لخلايا الارهاب هم «مهندسون» ومن بينهم تونسيون تم تجنيدهم في اختصاصات دقيقة.
وحذر الشريف من عودة هؤلاء من سوريا الى تونس قائلا ان 5 أشخاص فقط من هؤلاء قادرون على تدمير تونس مؤكدا ان الدولة لا تمتلك لا معلومات دقيقة عن أعدادهم ولا تفصيلات حقيقية عن نوعياتهم»، داعيا الى حماية البلاد من مخططات «داعش» الإرهابية متوقعا قيام الارهابيين بضربات نوعية في مواقع حيوية بتونس.
بقية التفاصيل في الحوار التالي:
كيف تعلقون على تصريحات وزير الداخلية القائلة بتواجد 2500 تونسي يقاتلون في سوريا؟
اعتقد أن الداخلية لا تمتلك معلومات كاملة عن عدد المقاتلين التونسيين بسوريا، طبعا بين التوقع المعرفي والعلمي وفق معطيات الاستشراف والاستراتجيا وبين التقارير الاستخباراتية وآخرها التقارير البريطانية التي تتكلم عن أكثر من ذلك، العدد يصل الى حوالي 5000 مقاتل منهم 1200 مختف و1500 قتلوا ...وهناك بعض مئات في السجون السورية والسبب في تضارب الأرقام هو أنّ العلاقات الديبلوماسية مقطوعة تماما بين تونس وسوريا، الى جانب ان تونس منقطعة عن المنظومات الاستخباراتية التي قد تنفعها وتساعدها على ايقاف المد الارهابي ...فالمخابرات التركية لن تمدك بمعلومات تنفعك لان تركيا لديها مساهمة في مأساة سوريا ولو كان هناك حد أدنى من التمثيلية الديبلوماسية لكانت تونس ربما قادرة على توفير قاعدة بيانات.
وأشير هنا الى أن المنظومة الديبلوماسية في فترة حكم «الترويكا» فتحت الأبواب لتنامي هذه الظاهرة ، واكرر إنهم لا يمتلكون لا معلومات دقيقة عن الأرقام أو تفصيلات حقيقية عن النوعيات، يعني أنه لا يمكن أن نحاسب كل القادمين من سوريا على نسق واحد.
لماذا؟
خلال دراسة حول الإرهاب، قمت بتقسيم هؤلاء إلى مجموعات ، القادة الذين يحملون مشروعا ولديهم علاقة بالاستخبارات ويمتلكون أموالا كثيرة وهؤلاء خطرون ويناهز عددهم مئة شخص، أما المجموعة الثانية فهم الخبراء وأقصد خبراء الطوبوغرافيا وخبراء الإعلامية وأيضا خبراء التفجير والألغام. والعقل الهندسي بصفة عامة وحسب دراسة أمريكية يقبل الانخراط في هذه التنظيمات. والدليل ان نسبة كبيرة من المنتمين للإرهاب هم «مهندسون» ومن بينهم تونسيون تم تجنيدهم في اختصاصات دقيقة. وقد حذرت نفس الدراسة من خطورة عودة هؤلاء المجاهدين من سوريا الى بلدانهم مؤكدة أنه يصعب إعادة إدماجهم نظرا إلى نسب الدمغجة الكبيرة التي حصلت لديهم . النوعية الثالثة هم الانتحاريون وهم أشخاص مدمغجون ينتظرون لحظة تفعيل العملية. المجموعة الرابعة هم المقاتلون لكن هناك المقاتل الذي شهد المعركة ولم يقتل وهناك المقاتل الذي قَتَل وذبح. وهناك أيضا النادمون.
حذرتم من عودة هؤلاء ووصفتموهم بالقنبلة الموقوتة؟
صحيح، فهؤلاء تشبّعوا بالفكر التكفيري وتونس بالنسبة إليهم مجرد رقعة يسيطر عليها كفار، هؤلاء جرّبوا القتل والذبح وقطع الرؤوس، لم يعد يعنيهم العلم التونسي ولا الهوية التونسية ولا الذاكرة الاجتماعية المشتركة ....وحلموا وآمنوا بإقامة دولة إسلامية في الشام، لكنهم فشلوا في تحقيق ذلك فعادوا إلى تونس محبطين منكسرين، ومن غير المستبعد أن يحاولوا تحقيق هذا الحلم في تونس وخير دليل على ذلك العملية النوعية الاستعراضية التي قاموا بها في القصرين (تنظيم «داعش») وهذا ما اعتبره إرهابا استراتيجيا.
نفسية المنكسر تؤدي إلى الإرهاب الأعمى الذي يضرب الجميع بدءا بالسياسي والأمني وصولا إلى المواطن البسيط. هذه المجموعات كانت تحت قيادات تحد من جموحها ولكن غياب هذه القيادة سيجعل كل واحد من هؤلاء خلية لوحده يفكر ويخطط وينفذ وقد لا يحتاج إلى الكثيرين لتدمير تونس، 5 أشخاص فقط من هؤلاء العائدين قادرون على فعل ذلك.
الحل الأمني كاف لمجابهة الإرهاب والقضاء عليه؟
الحل الأمني في الوقت الراهن عقيم استراتيجيّا بسبب الدولة وبسبب الأمن أيضا رغم انه مازال يقوم بواجبه. المواجهة لا تنحصر في الحل الأمني بل ان الإدارة الفكرية أهم من القدرة على استعمال السلاح. ان الضرب الرمزي يعقبه التكفير في إشارة إلى الاعتداءات التي طالت مقامات الأولياء الصالحين والى السيطرة على المساجد وغيرها من الأفعال .وأؤكد أن الإرهاب كائن حي وفكري يتمعش من التهريب ومن الجمعيات التي تنشط تحت غطاء ديني. الحرب الأصعب هي حرب المستقبل أي كيفية التحضير لمواجهة الإرهاب. لابد من استراتيجية لمقاومة الإرهاب فمن المستحيل مقاومة الإرهاب دون ثقافة وإعلام . هناك قنوات مفتوحة تحرض على الفتنة و الإرهاب، وقنوات تقوم بتبييض الإرهاب وأخرى تسوق للميوعة والعهر والشعوذة ...اعتقد أن الحل الأمني والعسكري عاجز وقاصر، لابد من منظومة أمن شمولية وإستراتيجية لمواجهة غول الإرهاب.
من المسؤول عن تغلغل الإرهاب في تونس؟
الإرهاب نتاج عوامل كثيرة أسهم فيه حُكّام ما قبل الثورات بالفساد والفراغ وتغييب الدين والتصوف الحق بما يبنيه من أخلاق وما يزرعه من قيم وما يغرسه من تسامح وروحانية ورحمة، ثم أسهم فيه حُكام ما بعد الثورات بعمى بعضهم وعجز بعضهم الآخر، وبتواطؤ وخيانة وعمالة قسم منهم، لتبقى المعاني الحقيقية غائبة. كذلك سلبية المجتمع التونسي وعدم تحديد الرؤية وغياب منهج دولة يساعد في إيقاظ المجتمع المدني وتوظيف الإعلام بشكل ايجابي في هذا الأمر أي تكوين إعلاميين مختصين في هذا الباب، مقابل تغييب الكفاءات الحقيقية في مراكز القرار.
قلتم إن غياب المعنى ساهم في تغلغل الإرهاب. كيف ذلك؟
صحيح، الشخصية الخاوية فريسة لكل متصيّد ومفسد. حين يصوّر لك أن الفترة التي أنت فيها هي انحدار من فترة مشرقة يصورونها لك كما أرادوا ويخلقون لك الصورة التي تقرب الى ذهنك المعنى حتى تغمسه فيه ثم تغرقه بالكامل، فتنفق الأموال على مسلسلات تجسد زمن النبوة الأولى وتأتيك بوجوه الصحابة وأصواتهم على معنى ما رسموا لك وليس معناهم في الحقيقة إلا كذبة على المعنى. ليسهل بعد ذلك الربط بين معنى الصحابي الجليل الفاروق عمر وبين صورة الفاروق في ملامح وصوت الممثل الذي يؤدي الدور ويجسّد المتخيل لا الحقيقة، وبين حياة الصحابة في المدينة ومشي الناس في الأسواق، والصورة النمطية لذلك في المسلسل، ليتم الإسقاط فترى قائد تنظيم جهادي يشاكل صورة الممثل الذي يدعي أنه يشاكل صورة الصحابي عمر بن الخطاب، ثم يتم حذف الصورة النمطية الوسطى ليكون الناتج أن القيادي في التنظيم يشاكل – نمطيا – صورة الصحابي عمر... لكن لم تعد تلاحظ الفرق بين الممثل والقيادي والفاروق، بل تم دمج الصور معا لخلق معنى يجعل ذلك القيادي يقاتل لنصرة الله ورسوله ويفتح المدن ويغزو ويرفع نفس راية رسول الله التي تم رفعها في المسلسل أيضا. مثلا مشهد قتل الصحابي القائد خالد بن الوليد لمسليمة الكذاب، يتم تجسميه – وهميا – في دموية كبيرة وغل وحقد مبرر إنها نقمة المؤمن على زعيم الكفار ومدعي النبوة، فيطعنه بالسيف مرات كثيرة ويقطع رأسه وهو يكبّر، ثم يتمّ صبغ وجه ولحية وملابس الممثل الذي يؤدي دور خالد بالدم ويتم التركيز على ذلك ليزرعوا في الذهن صورة باطنية دموية تكون مجالا لتبرير وتجميل وإلباس حلل القداسة والنشوة لكل مَشاهد قطع الرؤوس فيكون السفاح القاتل مبتهجا وهو يذبح أسيرا ويقطع رأسه بالسيف يكبّر ويكبّر معه رفاقه منتهجين تكبير الصحابة حين قتل خالد مسيلمة، ويصبغ ملابسه ولحيته في الدم وهي ملامح وملابس شبيهة أو تحاول التشبه بملابس الممثل الذي يؤدي دور خالد، وطبيعي أن المقتول يوضع حينها في صورة مسيلمة، وكل مخالف للتنظيم هو مسيلمة حينها، وحين يتم الصراع بين «النصرة» و«داعش» فكلٌّ يرى نفسه خالدا ويرى خصمه مسيلمة الكافر، ويبتهج كل طرف بذبح الآخر.
كيف ترى الحلول العاجلة؟
لا بد أن نسارع بتفكيك كل القنابل الموقوتة ونزع كل الألغام التي زرعتها العقول المدمرة ، ولا بدّ من تبني فورا تدابير عاجلة وننشئ لجان أزمات ونستقدم الخبراء الفعليين ونقوم بإصلاحات ضرورية في منظومة الأمن الشامل وتوابعه، وأن نفهم طبيعة ما بينتُ من مراحل التنظير والتكفير والتفجير ومراحلها الداخلية، لنخلص إلى استراتيجيا دقيقة ضمن مخطط مستقبلي استشرافي. فالأولوية الأولى هي حماية البلاد من مخططات «داعش» الإرهابية، واعتقد أنّه من الأولويات أيضا قيام الدولة بضربة استباقية للقضاء على الجمعيات التي تسعى إلى تبييض الإرهاب فكل من يدعم الإرهابيين فهو إرهابي. في الدول الديمقراطية مع الإرهاب لا يمكن التحدث عن حقوق الإنسان.
لماذا تأخرت المصادقة على قانون الإرهاب؟
لا يريدون المصادقة عليه... لكن الأدهى من ذلك أن فصول قانون الإرهاب تحمي الإرهابيين وتشجع على السياحة الإرهابية بسبب العقوبات غير الزجرية، الإرهاب لا يعالج إنسانيا وليس مبحثا حقوقيا، الحقوق للإنسان المضطهد ولعامل المناجم الذي يعمل 18 ساعة ولا يحصل على حقه... أما الإرهابي فقد اختار طريق الإرهاب بإرادته.
ماهي نسبة توقع الخطر في رمضان؟
كل المعطيات والمؤشرات تؤكد أن الخطر الإرهابي في شهر رمضان كبير جدا، وتونس تواجه مرحلة خطيرة، الإرهابيون العائدون من سوريا بصدد التحضير لمخططات ارهابية كبيرة والدليل بيان «أبو عياض» الاخير ....الإرهابيون يختارون دائما لحظات الذروة لتنفيذ مخططاتهم بهدف ضرب معنويات التونسي كشهر رمضان والانتخابات والأعياد الرسمية..انظروا كيف يتم اغتيال شيوخ التصوف في ليبيا يوم الجمعة عند صلاة الفجر لأنهم يعتقدون أن مثل هذا التوقيت يقربهم من الله.
لا بد أن يعي كل التونسيين واجبهم... العامل البلدي مثلا ارتبط بعقد واضح مع الدولة وأخل بواجبه لان تلويث البيئة سيؤدي إلى احتقان طاقي وانتشار الإمراض وأحذّر، من خلال معاينتي لبعض النفايات هنا وهناك في العاصمة، من انتشار الأوبئة وقد تستخدم عمليات إرهابية بيولوجية (في مياه الشرب مثلا) لان هناك الكثير من المناطق المائية غير محمية ...
هل هناك تراخ في مواجهة الإرهاب من طرف الحكومة؟
يصل عند البعض إلى حد العمالة والخيانة والمحاكمة ، لابد أن يحاكم هؤلاء المسؤولون عن موت ألاف التونسيين في سوريا.. هناك حمق وقلة خبرة ....الدولة جريح مصاب بنزيف دموي حاد داخلي باطني من القلب إلى العقل قد يموت في أية لحظة والحكومة تتحدث عن نجاح الموسم السياحي، يكفي من الصور الوهمية التسويقية!. تونس تعاني مرضا حقيقيا يجب أن تتكاتف حوله جميع الوزارات والمسؤولين، كيف لا تقوم وزارة التربية بتركيز مجموعة من المنظومات للعلاج من الفكر التكفيري، كيف نترك رياض الأطفال بين أيدي الفكر التكفيري؟.
إذا عجزت الدولة عن رفع كيس نفاية تراه بأم عينها كيف تستطيع أن تكتشف مخزن أسلحة لا تراه؟، إذا الدولة عاجزة عن إقناع عامل بلدي بالعودة إلى العمل كيف ستقنع الشباب بالعودة عن الإرهاب؟، إذا كان رئيس الدولة عاجزا عن الاعتراف بان ما يحدث في سوريا هو جريمة كيف تستطيع أن توقف النزيف؟. كلهم مورطون بنسب مختلفة... من ورطه عجزه فلا مبرر له لان هناك قادرون، أما من ورّطه حمقه فلا مبرر له لان هناك أذكياء وخبراء نصحوه لكنه لم يستمع إليهم وهناك من ورّطه تواطؤه، بل إني اجزم أن البعض قد جمع الخصال الثلاث: العجز والحمق والتواطؤ. التونسيون أصبحوا اليوم تحت تهديد إرهابي مباشر أكثر خطورة وإمكانية خاصة مع التطورات الأخيرة وتفاعلاتها القادمة.
ماهي الحلول الإستراتيجية الجذرية؟
لا وجود لإستراتيجية وطنية لمقاومة هذه الظاهرة التي يديرها خبراء في عدة اختصاصات، فرسم الاستراتيجيات يعني بالضرورة مراجعة المسار ككل لفهم المخطط في جوانبه الرمزية والتنظيمية والفعلية والأسلوبية والمنهجية، ثم النظر في الأخطاء التي قامت بها تلك المجموعات والتي قامت بها الدولة أيضا وبعض مؤسساتها. ثم يكون لزاما بناء منظومة شاملة تأخذ بكل بُعْد على حدة فتدرسه ثم تدمجه تكاملا مع البعد الملائم له حتى تترابط الأبعاد كلها. ومثال على ذلك النظر في البعد الروحاني العقائدي والثقافي، النفسي والاجتماعي والاقتصادي والأمني، ثم يكون التلاؤم بين كل ما هو روحي عقائدي مع النفسي، ويتلاءم النفسي مع الثقافي، ويتلاءم الاجتماعي مع الاقتصادي، ثم يكون الجانب الأمني الذي يشمل كل ذلك ضمن منظومة الأمن الشامل ويشمل أمورا تقنية عسكرية وأمنية واستشرافية ووقائية ومجالات اليقظة والحماية والدفاع والردع وغيرها. هنا يكون العلاج شاملا، لأن الإرهاب يدخل من أبواب الروحانية (يستغل الفراغ الروحي وينشر روحانية فاسدة مثل نوعيات من العلاج بالرقية وخزعبلات كثيرة في حين يهاجم الروحانية النيرة المتمثلة في التصوف وليس حرق المقامات وتكفير الصوفيين إلا جزء من ذلك) ويدخل من باب العقيدة من خلال المعتقد التكفيري الذي سيطر على عدد كبير من المساجد وينشط في مجالات وأبعاد كثيرة أخرى فتحها له عجزة وحمقى ومتواطئون.
حسب رأيكم، من المسؤول عن عملية القصرين؟
التعاطي الأمني الضعيف مع الإرهابيين وردة الفعل الغبية والبطيئة والعاجزة و غياب إستراتيجية واضحة وفعالة لمقاومة الخلايا الإرهابية المتواجدة على كامل تراب الجمهورية. عملية القصرين عرت، وبشكل واضح، وزارة الداخلية وأثبتت أن هناك مرضا مستفحلا داخلها كما أثبتت أن الإرهابيين قادرون على الوصول إلى أعلى مسؤول في وزارة الداخلية كما أثبتت أن أسلحة الأمنيين بريئة جدا مقارنة بالأسلحة المتطورة التي يستعملها الإرهابيون.
من هي «داعش» امام تعدد الراويات واختلافها؟
«داعش» (الدولة الإسلامية بالعراق والشام) هي مرض مُصنّع نشأت في إطار معين لكنها خرجت عنه وأصبحت كيانا منفصلا عن الجميع لكن «داعش» قامت بتطويرات فهي أكثر دموية من «القاعدة» و «النصرة» ، توثق بالسينما قطع الرؤوس ولها قدرة تأثير عجيبة على الشباب.
قلتم ان اغلب قياديي «داعش» هم تونسيون. لماذا؟
التونسيون وابناء المغرب العربي ككل أحفاد حنبعل ويوغرطه وبوزيد الهلالي وعلي بن خليفة النفاثي وعقبة بن نافع وعلي بن عون، أي هم أحفاد فرسان ومقاتلين أشاوس، هذه الجينة (القتال) كانت نائمة عند هؤلاء الشباب الذين ملوا الانحلال الذي حاول بن علي ترسيخه (الكورة والجهويات)، لكن طاقتهم لم تستثمر بشكل جيد في تونس بل استثمرها التكفيريون وشيوخ جهنم في ظل عمى السلطة المسؤولة عن ذلك.
ما حقيقة صورتكم مع القضقاضي؟
هذه الصور أثارت العديد من ردود الفعل العنيفة، بعض المواقع ادعت أني مدرب القضقاضي والسلفيين في تونس أما البعض الآخر فقد قال إني زعيم الموساد....هذه الصورة التقطت يوم 12 ماي 2012 في حفل تكريم بمدينة الجم من طرف جمعية الجم الدولية في دورة للفنون الدفاعية بإشراف الشيخ المنصف الورغي مدرب رياضة «الزمقتال» وحضور رضا بلحاج. وقد تم استدعائي كخبير دولي في الفنون الدفاعية القديمة ومدرب في الرياضات اليابانية والصينية القديمة لحفل التكريم وكان كمال القضقاضي متواجدا هناك لأنه أحد تلاميذ الشيخ المنصف الورغي.
ألم تربطكم علاقة مباشرة بالقضقاضي؟
لا، لم تربطني أية علاقة مباشرة بالقضقاضي. وقد تساءلت عن سبب تدريب المنصف الورغي، الذي احترمه كثيرا، للسلفيين في رياضة «الزمقتال» وخاصة بعد صلاة الفجر لهذا سعيت لمقابلة الورغمي وقبلت حضور حفل التكريم. وقد اكتشفت، عند الإعلان عن هوية قاتل شكري بلعيد، ان قوة آلة الدمغجة كبيرة جدا أمام ضعف آلة الدولة في الحماية والوقاية والاستشراف. لست مدربا للقضقاضي ولست زعيما للموساد انا إنسان وطني حقيقي.. أحب البلاد وأغار عليها وأقاتل من اجلها. ومن لديه حجة فليأت بها.
هل تتوقعون حدوث اغتيالات جديدة في تونس؟
أتوقع كل شيء، اذا مضى شهر رمضان بخير نكون قد تجاوزنا الخطر. لكن اعتقد ان الإرهابيين سيقومون بضربات نوعية في مواقع حيوية بتونس وقد تكون الضربة القادمة او التي تليها ضد مواطنين.
صور: نبيل


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.