خلال 24 ساعة : الحماية المدنية تقوم ب 124 تدخلاً لإطفاء الحرائق    الاستثمارات الصناعيّة المصرّح بها تتراجع ب9,1% خلال النصف الأوّل من 2025    عاجل/ عاصفة قويّة في المتوسّط تعطّل أسطول الصمود    قتيلان إسرائيليان بعملية إطلاق نار على معبر "الكرامة" بين الأردن والأراضي المحتلة    عاجل/ رجل يعتدي على طليقته بسكين في شارع أمام المارة..    حجز مواد غذائية غير صالحة للاستهلاك قرب إحدى المؤسسات التربوية..    الاساتذة النواب دفعة 2026 يستنكرون إجراء تغيير مقاييس ترتيبهم    عميد المحامين الجديد بوبكر بالثابت يتسلم مهامه    الرابطة الأولى: تعيينات منافسات الجولة السابعة ذهابا    الرابطة الأولى: قطيعة بالتراضي بين الإتحاد المنستيري والنيجيري فيكتور موسى    إنتقالات: المهاجم الجديد للترجي الرياضي يحط الرحال في تونس    موسم الحبوب..البنك الوطني الفلاحي يرفع من قيمة التمويلات    دليل استخلاص الديون في تونس: من التفاهم الودّي الى العُقلة على الأموال والممتلكات    قصر النظر عند الأطفال: الدكتور فهمي نافع يحذر ويقدم نصائح مع العودة المدرسية    قبلي: انطلاق التحضيرات الاولية لانجاز مشروع الزراعات الجيوحرارية بمنطقة الشارب    كرة السلة - شبيبة القيروان تتعاقد مع النيجيري فرانسيس ازوليبي    عاجل : وزير النقل يضع مهلة ب15يوما لضبط روزنامة برامج عمل    الغنوشي: '' البشائر تتأكد شيئا فشيئا خصوصاً بالشمال والوسط الأسبوع القادم.. وكان كتب جاي بارشا خير''    عاجل/ تفاصيل جديدة عن حادثة وفاة امرأة اضرمت النار في جسدها بأحد المعاهد..    اجتماع بمعهد باستور حول تعزيز جودة وموثوقية مختبرات التشخيص البيولوجي    آلام المفاصل عند الأطفال مع العودة المدرسية: أسباب وطرق الوقاية    سليانة: رفع 372 مخالفة اقتصادية منذ شهر أوت الماضي    المدعي العام الإسباني يأمر بالتحقيق في الإبادة الجماعية التي ترتكبها دولة الاحتلال في غزة    "يخدعني ويخلق المشاكل".. المعركة الكلامية تحتدم بين ترامب ونتنياهو    عاجل: بذور جديدة وتطبيقات ذكية لمواجهة الجفاف في تونس    مونديال الكرة الطائرة - المنتخب التونسي يفوز على نظيره المصري بثلاثة اشواط نظيفة ويصعد الى الدور ثمن النهائي    الملعب التونسي يفسخ عقد هذا اللاعب..#خبر_عاجل    رابطة ابطال اوروبا : ثنائية كين تقود بايرن للفوز 3-1 على تشيلسي    عاجل/ بطاقة ايداع بالسجن ضد رئيس هذا الفريق الرياضي..    عاجل/ غرق 61 مهاجرا غير شرعي اثر غرق قارب "حرقة" قبالة هذه السواحل..    عاجل/ مجلس الأمن الدولي يصوّت على مشروع قرار جديد بشأن غزة..    التوقعات الجوية لهذا اليوم..    عاجل/ تقلبات جوية وأمطار بداية من هذا التاريخ..    الموت يغيب هذه الإعلامية..#خبر_عاجل    السجل الوطني للمؤسسات يعلن حزمة إجراءات رقمية جديدة: دفع حصري عن بُعد ومضمون إلكتروني مُحدَّث    هام/ وزير التجهيز يشرف على جلسة عمل لمتابعة اجراءات توفير مساكن اجتماعية في إطار آلية الكراء الممللك..    200 حافلة حرارية جايين من جنيف.. تحب تعرف التفاصيل؟    وفاة الإعلامية اللبنانية يمنى شري بعد صراع مع المرض    في بالك الى فما مكوّن سرّي في زيت الحوت... شنوة يعمل في جسمك؟    أول سيناتور أمريكي يسمي ما تفعله إسرائيل في غزة "إبادة جماعية"    يا توانسة: آخر أيام الصيف قُربت.. تعرف على الموعد بالضبط!    بلعيد يؤكد خلال الدورة 69 للمؤتمر العام للوكالة الدولية للطاقة الذريّة حرص تونس على مواصلة التعاون مع الوكالة    اللجنة الوطنية للحج تستعدّ لموسم 1447ه: ترتيبات متكاملة لضمان أفضل الظروف للحجيج    فرنسا على صفيح ساخن: مليون عامل إلى الشارع لمواجهة سياسات ماكرون    تونس ضيفة شرف مهرجان بغداد السينمائي...تكريم نجيب عيّاد و8 أفلام في البرمجة    تنظمها مندوبية تونس بالتعاون مع المسرح الوطني...أربعينية الفاضل الجزيري موفّى هذا الأسبوع    من قلب القاهرة... عبد الحليم حافظ يستقبل جمهوره بعد الرحيل    القمة العالمية للبيوتكنولوجيا: وزير الصحة يعلن بسيول إطلاق مركز وطني للتدريب البيوطبي لتعزيز قدرات إفريقيا في إنتاج الأدوية واللقاحات    شهر السينما الوثائقية من 18 سبتمبر إلى 12 أكتوبر 2025    سورة تُقرأ بعد صلاة الفجر لها ثواب قراءة القرآن كله 10 مرات    جريدة الزمن التونسي    بنزرت: إصابات خفيفة في انقلاب حافلة عمّال بغزالة    طقس اليوم: سماء قليلة السحب    عاجل: طلبة بكالوريا 2025 ادخلوا على تطبيق ''مساري'' لتأكيد التسجيل الجامعي..وهذا رابط التطبيقة    جريدة الزمن التونسي    كلمات تحمي ولادك في طريق المدرسة.. دعاء بسيط وأثره كبير    أولا وأخيرا ..أول عرس في حياتي    مع الشروق : الحقد السياسيّ الأعمى ووطنية الدّراويش    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



مازن الشريف (الخبير الاستراتيجي في الشؤون الأمنية والعسكرية) ل «التونسية»:لا حديث عن حقوق الإنسان مع الارهاب
نشر في التونسية يوم 05 - 07 - 2014


«داعش» اكثر دموية من «القاعدة» و «النصرة»
فصول من قانون الارهاب تحمي الارهابيين
إذا مرّ رمضان بخير نكون قد تجاوزنا الخطر
كيف لدولة عجزت عن رفع كيس «زبلة» أن تكتشف مخزن أسلحة ؟
حاورته: جيهان لغماري
اعتبر مازن الشريف الخبير الاستراتيجي في الشؤون الأمنية والعسكرية تنظيم «داعش» أكثر دموية مقارنة بتنظيم «القاعدة» و»جبهة النصرة»، مشيرا، في حوار له مع «التونسية» الى ان نسبة كبيرة من المنتمين لخلايا الارهاب هم «مهندسون» ومن بينهم تونسيون تم تجنيدهم في اختصاصات دقيقة.
وحذر الشريف من عودة هؤلاء من سوريا الى تونس قائلا ان 5 أشخاص فقط من هؤلاء قادرون على تدمير تونس مؤكدا ان الدولة لا تمتلك لا معلومات دقيقة عن أعدادهم ولا تفصيلات حقيقية عن نوعياتهم»، داعيا الى حماية البلاد من مخططات «داعش» الإرهابية متوقعا قيام الارهابيين بضربات نوعية في مواقع حيوية بتونس.
بقية التفاصيل في الحوار التالي:
كيف تعلقون على تصريحات وزير الداخلية القائلة بتواجد 2500 تونسي يقاتلون في سوريا؟
اعتقد أن الداخلية لا تمتلك معلومات كاملة عن عدد المقاتلين التونسيين بسوريا، طبعا بين التوقع المعرفي والعلمي وفق معطيات الاستشراف والاستراتجيا وبين التقارير الاستخباراتية وآخرها التقارير البريطانية التي تتكلم عن أكثر من ذلك، العدد يصل الى حوالي 5000 مقاتل منهم 1200 مختف و1500 قتلوا ...وهناك بعض مئات في السجون السورية والسبب في تضارب الأرقام هو أنّ العلاقات الديبلوماسية مقطوعة تماما بين تونس وسوريا، الى جانب ان تونس منقطعة عن المنظومات الاستخباراتية التي قد تنفعها وتساعدها على ايقاف المد الارهابي ...فالمخابرات التركية لن تمدك بمعلومات تنفعك لان تركيا لديها مساهمة في مأساة سوريا ولو كان هناك حد أدنى من التمثيلية الديبلوماسية لكانت تونس ربما قادرة على توفير قاعدة بيانات.
وأشير هنا الى أن المنظومة الديبلوماسية في فترة حكم «الترويكا» فتحت الأبواب لتنامي هذه الظاهرة ، واكرر إنهم لا يمتلكون لا معلومات دقيقة عن الأرقام أو تفصيلات حقيقية عن النوعيات، يعني أنه لا يمكن أن نحاسب كل القادمين من سوريا على نسق واحد.
لماذا؟
خلال دراسة حول الإرهاب، قمت بتقسيم هؤلاء إلى مجموعات ، القادة الذين يحملون مشروعا ولديهم علاقة بالاستخبارات ويمتلكون أموالا كثيرة وهؤلاء خطرون ويناهز عددهم مئة شخص، أما المجموعة الثانية فهم الخبراء وأقصد خبراء الطوبوغرافيا وخبراء الإعلامية وأيضا خبراء التفجير والألغام. والعقل الهندسي بصفة عامة وحسب دراسة أمريكية يقبل الانخراط في هذه التنظيمات. والدليل ان نسبة كبيرة من المنتمين للإرهاب هم «مهندسون» ومن بينهم تونسيون تم تجنيدهم في اختصاصات دقيقة. وقد حذرت نفس الدراسة من خطورة عودة هؤلاء المجاهدين من سوريا الى بلدانهم مؤكدة أنه يصعب إعادة إدماجهم نظرا إلى نسب الدمغجة الكبيرة التي حصلت لديهم . النوعية الثالثة هم الانتحاريون وهم أشخاص مدمغجون ينتظرون لحظة تفعيل العملية. المجموعة الرابعة هم المقاتلون لكن هناك المقاتل الذي شهد المعركة ولم يقتل وهناك المقاتل الذي قَتَل وذبح. وهناك أيضا النادمون.
حذرتم من عودة هؤلاء ووصفتموهم بالقنبلة الموقوتة؟
صحيح، فهؤلاء تشبّعوا بالفكر التكفيري وتونس بالنسبة إليهم مجرد رقعة يسيطر عليها كفار، هؤلاء جرّبوا القتل والذبح وقطع الرؤوس، لم يعد يعنيهم العلم التونسي ولا الهوية التونسية ولا الذاكرة الاجتماعية المشتركة ....وحلموا وآمنوا بإقامة دولة إسلامية في الشام، لكنهم فشلوا في تحقيق ذلك فعادوا إلى تونس محبطين منكسرين، ومن غير المستبعد أن يحاولوا تحقيق هذا الحلم في تونس وخير دليل على ذلك العملية النوعية الاستعراضية التي قاموا بها في القصرين (تنظيم «داعش») وهذا ما اعتبره إرهابا استراتيجيا.
نفسية المنكسر تؤدي إلى الإرهاب الأعمى الذي يضرب الجميع بدءا بالسياسي والأمني وصولا إلى المواطن البسيط. هذه المجموعات كانت تحت قيادات تحد من جموحها ولكن غياب هذه القيادة سيجعل كل واحد من هؤلاء خلية لوحده يفكر ويخطط وينفذ وقد لا يحتاج إلى الكثيرين لتدمير تونس، 5 أشخاص فقط من هؤلاء العائدين قادرون على فعل ذلك.
الحل الأمني كاف لمجابهة الإرهاب والقضاء عليه؟
الحل الأمني في الوقت الراهن عقيم استراتيجيّا بسبب الدولة وبسبب الأمن أيضا رغم انه مازال يقوم بواجبه. المواجهة لا تنحصر في الحل الأمني بل ان الإدارة الفكرية أهم من القدرة على استعمال السلاح. ان الضرب الرمزي يعقبه التكفير في إشارة إلى الاعتداءات التي طالت مقامات الأولياء الصالحين والى السيطرة على المساجد وغيرها من الأفعال .وأؤكد أن الإرهاب كائن حي وفكري يتمعش من التهريب ومن الجمعيات التي تنشط تحت غطاء ديني. الحرب الأصعب هي حرب المستقبل أي كيفية التحضير لمواجهة الإرهاب. لابد من استراتيجية لمقاومة الإرهاب فمن المستحيل مقاومة الإرهاب دون ثقافة وإعلام . هناك قنوات مفتوحة تحرض على الفتنة و الإرهاب، وقنوات تقوم بتبييض الإرهاب وأخرى تسوق للميوعة والعهر والشعوذة ...اعتقد أن الحل الأمني والعسكري عاجز وقاصر، لابد من منظومة أمن شمولية وإستراتيجية لمواجهة غول الإرهاب.
من المسؤول عن تغلغل الإرهاب في تونس؟
الإرهاب نتاج عوامل كثيرة أسهم فيه حُكّام ما قبل الثورات بالفساد والفراغ وتغييب الدين والتصوف الحق بما يبنيه من أخلاق وما يزرعه من قيم وما يغرسه من تسامح وروحانية ورحمة، ثم أسهم فيه حُكام ما بعد الثورات بعمى بعضهم وعجز بعضهم الآخر، وبتواطؤ وخيانة وعمالة قسم منهم، لتبقى المعاني الحقيقية غائبة. كذلك سلبية المجتمع التونسي وعدم تحديد الرؤية وغياب منهج دولة يساعد في إيقاظ المجتمع المدني وتوظيف الإعلام بشكل ايجابي في هذا الأمر أي تكوين إعلاميين مختصين في هذا الباب، مقابل تغييب الكفاءات الحقيقية في مراكز القرار.
قلتم إن غياب المعنى ساهم في تغلغل الإرهاب. كيف ذلك؟
صحيح، الشخصية الخاوية فريسة لكل متصيّد ومفسد. حين يصوّر لك أن الفترة التي أنت فيها هي انحدار من فترة مشرقة يصورونها لك كما أرادوا ويخلقون لك الصورة التي تقرب الى ذهنك المعنى حتى تغمسه فيه ثم تغرقه بالكامل، فتنفق الأموال على مسلسلات تجسد زمن النبوة الأولى وتأتيك بوجوه الصحابة وأصواتهم على معنى ما رسموا لك وليس معناهم في الحقيقة إلا كذبة على المعنى. ليسهل بعد ذلك الربط بين معنى الصحابي الجليل الفاروق عمر وبين صورة الفاروق في ملامح وصوت الممثل الذي يؤدي الدور ويجسّد المتخيل لا الحقيقة، وبين حياة الصحابة في المدينة ومشي الناس في الأسواق، والصورة النمطية لذلك في المسلسل، ليتم الإسقاط فترى قائد تنظيم جهادي يشاكل صورة الممثل الذي يدعي أنه يشاكل صورة الصحابي عمر بن الخطاب، ثم يتم حذف الصورة النمطية الوسطى ليكون الناتج أن القيادي في التنظيم يشاكل – نمطيا – صورة الصحابي عمر... لكن لم تعد تلاحظ الفرق بين الممثل والقيادي والفاروق، بل تم دمج الصور معا لخلق معنى يجعل ذلك القيادي يقاتل لنصرة الله ورسوله ويفتح المدن ويغزو ويرفع نفس راية رسول الله التي تم رفعها في المسلسل أيضا. مثلا مشهد قتل الصحابي القائد خالد بن الوليد لمسليمة الكذاب، يتم تجسميه – وهميا – في دموية كبيرة وغل وحقد مبرر إنها نقمة المؤمن على زعيم الكفار ومدعي النبوة، فيطعنه بالسيف مرات كثيرة ويقطع رأسه وهو يكبّر، ثم يتمّ صبغ وجه ولحية وملابس الممثل الذي يؤدي دور خالد بالدم ويتم التركيز على ذلك ليزرعوا في الذهن صورة باطنية دموية تكون مجالا لتبرير وتجميل وإلباس حلل القداسة والنشوة لكل مَشاهد قطع الرؤوس فيكون السفاح القاتل مبتهجا وهو يذبح أسيرا ويقطع رأسه بالسيف يكبّر ويكبّر معه رفاقه منتهجين تكبير الصحابة حين قتل خالد مسيلمة، ويصبغ ملابسه ولحيته في الدم وهي ملامح وملابس شبيهة أو تحاول التشبه بملابس الممثل الذي يؤدي دور خالد، وطبيعي أن المقتول يوضع حينها في صورة مسيلمة، وكل مخالف للتنظيم هو مسيلمة حينها، وحين يتم الصراع بين «النصرة» و«داعش» فكلٌّ يرى نفسه خالدا ويرى خصمه مسيلمة الكافر، ويبتهج كل طرف بذبح الآخر.
كيف ترى الحلول العاجلة؟
لا بد أن نسارع بتفكيك كل القنابل الموقوتة ونزع كل الألغام التي زرعتها العقول المدمرة ، ولا بدّ من تبني فورا تدابير عاجلة وننشئ لجان أزمات ونستقدم الخبراء الفعليين ونقوم بإصلاحات ضرورية في منظومة الأمن الشامل وتوابعه، وأن نفهم طبيعة ما بينتُ من مراحل التنظير والتكفير والتفجير ومراحلها الداخلية، لنخلص إلى استراتيجيا دقيقة ضمن مخطط مستقبلي استشرافي. فالأولوية الأولى هي حماية البلاد من مخططات «داعش» الإرهابية، واعتقد أنّه من الأولويات أيضا قيام الدولة بضربة استباقية للقضاء على الجمعيات التي تسعى إلى تبييض الإرهاب فكل من يدعم الإرهابيين فهو إرهابي. في الدول الديمقراطية مع الإرهاب لا يمكن التحدث عن حقوق الإنسان.
لماذا تأخرت المصادقة على قانون الإرهاب؟
لا يريدون المصادقة عليه... لكن الأدهى من ذلك أن فصول قانون الإرهاب تحمي الإرهابيين وتشجع على السياحة الإرهابية بسبب العقوبات غير الزجرية، الإرهاب لا يعالج إنسانيا وليس مبحثا حقوقيا، الحقوق للإنسان المضطهد ولعامل المناجم الذي يعمل 18 ساعة ولا يحصل على حقه... أما الإرهابي فقد اختار طريق الإرهاب بإرادته.
ماهي نسبة توقع الخطر في رمضان؟
كل المعطيات والمؤشرات تؤكد أن الخطر الإرهابي في شهر رمضان كبير جدا، وتونس تواجه مرحلة خطيرة، الإرهابيون العائدون من سوريا بصدد التحضير لمخططات ارهابية كبيرة والدليل بيان «أبو عياض» الاخير ....الإرهابيون يختارون دائما لحظات الذروة لتنفيذ مخططاتهم بهدف ضرب معنويات التونسي كشهر رمضان والانتخابات والأعياد الرسمية..انظروا كيف يتم اغتيال شيوخ التصوف في ليبيا يوم الجمعة عند صلاة الفجر لأنهم يعتقدون أن مثل هذا التوقيت يقربهم من الله.
لا بد أن يعي كل التونسيين واجبهم... العامل البلدي مثلا ارتبط بعقد واضح مع الدولة وأخل بواجبه لان تلويث البيئة سيؤدي إلى احتقان طاقي وانتشار الإمراض وأحذّر، من خلال معاينتي لبعض النفايات هنا وهناك في العاصمة، من انتشار الأوبئة وقد تستخدم عمليات إرهابية بيولوجية (في مياه الشرب مثلا) لان هناك الكثير من المناطق المائية غير محمية ...
هل هناك تراخ في مواجهة الإرهاب من طرف الحكومة؟
يصل عند البعض إلى حد العمالة والخيانة والمحاكمة ، لابد أن يحاكم هؤلاء المسؤولون عن موت ألاف التونسيين في سوريا.. هناك حمق وقلة خبرة ....الدولة جريح مصاب بنزيف دموي حاد داخلي باطني من القلب إلى العقل قد يموت في أية لحظة والحكومة تتحدث عن نجاح الموسم السياحي، يكفي من الصور الوهمية التسويقية!. تونس تعاني مرضا حقيقيا يجب أن تتكاتف حوله جميع الوزارات والمسؤولين، كيف لا تقوم وزارة التربية بتركيز مجموعة من المنظومات للعلاج من الفكر التكفيري، كيف نترك رياض الأطفال بين أيدي الفكر التكفيري؟.
إذا عجزت الدولة عن رفع كيس نفاية تراه بأم عينها كيف تستطيع أن تكتشف مخزن أسلحة لا تراه؟، إذا الدولة عاجزة عن إقناع عامل بلدي بالعودة إلى العمل كيف ستقنع الشباب بالعودة عن الإرهاب؟، إذا كان رئيس الدولة عاجزا عن الاعتراف بان ما يحدث في سوريا هو جريمة كيف تستطيع أن توقف النزيف؟. كلهم مورطون بنسب مختلفة... من ورطه عجزه فلا مبرر له لان هناك قادرون، أما من ورّطه حمقه فلا مبرر له لان هناك أذكياء وخبراء نصحوه لكنه لم يستمع إليهم وهناك من ورّطه تواطؤه، بل إني اجزم أن البعض قد جمع الخصال الثلاث: العجز والحمق والتواطؤ. التونسيون أصبحوا اليوم تحت تهديد إرهابي مباشر أكثر خطورة وإمكانية خاصة مع التطورات الأخيرة وتفاعلاتها القادمة.
ماهي الحلول الإستراتيجية الجذرية؟
لا وجود لإستراتيجية وطنية لمقاومة هذه الظاهرة التي يديرها خبراء في عدة اختصاصات، فرسم الاستراتيجيات يعني بالضرورة مراجعة المسار ككل لفهم المخطط في جوانبه الرمزية والتنظيمية والفعلية والأسلوبية والمنهجية، ثم النظر في الأخطاء التي قامت بها تلك المجموعات والتي قامت بها الدولة أيضا وبعض مؤسساتها. ثم يكون لزاما بناء منظومة شاملة تأخذ بكل بُعْد على حدة فتدرسه ثم تدمجه تكاملا مع البعد الملائم له حتى تترابط الأبعاد كلها. ومثال على ذلك النظر في البعد الروحاني العقائدي والثقافي، النفسي والاجتماعي والاقتصادي والأمني، ثم يكون التلاؤم بين كل ما هو روحي عقائدي مع النفسي، ويتلاءم النفسي مع الثقافي، ويتلاءم الاجتماعي مع الاقتصادي، ثم يكون الجانب الأمني الذي يشمل كل ذلك ضمن منظومة الأمن الشامل ويشمل أمورا تقنية عسكرية وأمنية واستشرافية ووقائية ومجالات اليقظة والحماية والدفاع والردع وغيرها. هنا يكون العلاج شاملا، لأن الإرهاب يدخل من أبواب الروحانية (يستغل الفراغ الروحي وينشر روحانية فاسدة مثل نوعيات من العلاج بالرقية وخزعبلات كثيرة في حين يهاجم الروحانية النيرة المتمثلة في التصوف وليس حرق المقامات وتكفير الصوفيين إلا جزء من ذلك) ويدخل من باب العقيدة من خلال المعتقد التكفيري الذي سيطر على عدد كبير من المساجد وينشط في مجالات وأبعاد كثيرة أخرى فتحها له عجزة وحمقى ومتواطئون.
حسب رأيكم، من المسؤول عن عملية القصرين؟
التعاطي الأمني الضعيف مع الإرهابيين وردة الفعل الغبية والبطيئة والعاجزة و غياب إستراتيجية واضحة وفعالة لمقاومة الخلايا الإرهابية المتواجدة على كامل تراب الجمهورية. عملية القصرين عرت، وبشكل واضح، وزارة الداخلية وأثبتت أن هناك مرضا مستفحلا داخلها كما أثبتت أن الإرهابيين قادرون على الوصول إلى أعلى مسؤول في وزارة الداخلية كما أثبتت أن أسلحة الأمنيين بريئة جدا مقارنة بالأسلحة المتطورة التي يستعملها الإرهابيون.
من هي «داعش» امام تعدد الراويات واختلافها؟
«داعش» (الدولة الإسلامية بالعراق والشام) هي مرض مُصنّع نشأت في إطار معين لكنها خرجت عنه وأصبحت كيانا منفصلا عن الجميع لكن «داعش» قامت بتطويرات فهي أكثر دموية من «القاعدة» و «النصرة» ، توثق بالسينما قطع الرؤوس ولها قدرة تأثير عجيبة على الشباب.
قلتم ان اغلب قياديي «داعش» هم تونسيون. لماذا؟
التونسيون وابناء المغرب العربي ككل أحفاد حنبعل ويوغرطه وبوزيد الهلالي وعلي بن خليفة النفاثي وعقبة بن نافع وعلي بن عون، أي هم أحفاد فرسان ومقاتلين أشاوس، هذه الجينة (القتال) كانت نائمة عند هؤلاء الشباب الذين ملوا الانحلال الذي حاول بن علي ترسيخه (الكورة والجهويات)، لكن طاقتهم لم تستثمر بشكل جيد في تونس بل استثمرها التكفيريون وشيوخ جهنم في ظل عمى السلطة المسؤولة عن ذلك.
ما حقيقة صورتكم مع القضقاضي؟
هذه الصور أثارت العديد من ردود الفعل العنيفة، بعض المواقع ادعت أني مدرب القضقاضي والسلفيين في تونس أما البعض الآخر فقد قال إني زعيم الموساد....هذه الصورة التقطت يوم 12 ماي 2012 في حفل تكريم بمدينة الجم من طرف جمعية الجم الدولية في دورة للفنون الدفاعية بإشراف الشيخ المنصف الورغي مدرب رياضة «الزمقتال» وحضور رضا بلحاج. وقد تم استدعائي كخبير دولي في الفنون الدفاعية القديمة ومدرب في الرياضات اليابانية والصينية القديمة لحفل التكريم وكان كمال القضقاضي متواجدا هناك لأنه أحد تلاميذ الشيخ المنصف الورغي.
ألم تربطكم علاقة مباشرة بالقضقاضي؟
لا، لم تربطني أية علاقة مباشرة بالقضقاضي. وقد تساءلت عن سبب تدريب المنصف الورغي، الذي احترمه كثيرا، للسلفيين في رياضة «الزمقتال» وخاصة بعد صلاة الفجر لهذا سعيت لمقابلة الورغمي وقبلت حضور حفل التكريم. وقد اكتشفت، عند الإعلان عن هوية قاتل شكري بلعيد، ان قوة آلة الدمغجة كبيرة جدا أمام ضعف آلة الدولة في الحماية والوقاية والاستشراف. لست مدربا للقضقاضي ولست زعيما للموساد انا إنسان وطني حقيقي.. أحب البلاد وأغار عليها وأقاتل من اجلها. ومن لديه حجة فليأت بها.
هل تتوقعون حدوث اغتيالات جديدة في تونس؟
أتوقع كل شيء، اذا مضى شهر رمضان بخير نكون قد تجاوزنا الخطر. لكن اعتقد ان الإرهابيين سيقومون بضربات نوعية في مواقع حيوية بتونس وقد تكون الضربة القادمة او التي تليها ضد مواطنين.
صور: نبيل


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.