الشكندالي: "القطاع الخاص هو السبيل الوحيد لخلق الثروة في تونس"    أجور لا تتجاوز 20 دينارًا: واقع العملات الفلاحيات في تونس    عشر مؤسسات تونسية متخصصة في تكنولوجيا المعلومات ستشارك في صالون "جيتكس أوروبا" في برلين    تونس.. زيادة في عدد السياح وعائدات القطاع بنسبة 8 بالمائة    الليلة: أمطار رعدية بهذه المناطق..    توزر: إمضاء اتفاقية بين ديوان تربية الماشية وتوفير المرعى والمندوبية الجهوية للتنمية الفلاحية لتحسين إنتاجية وجودة المنتجات الحيوانية    نقابة الصحفيين تندد بحملة تحريض ضد زهير الجيس بعد استضافته لسهام بن سدرين    جريمة قتل شاب بأكودة: الإطاحة بالقاتل ومشاركه وحجز كمية من الكوكايين و645 قرصا مخدرا    القيروان: انتشال جثة طفل جازف بالسباحة في بحيرة جبلية    تعاون ثقافي بين تونس قطر: "ماسح الأحذية" في المسابقة الرسمية للمهرجان الدولي للمونودراما بقرطاج    مدنين: مهرجان فرحات يامون للمسرح ينطلق في دورته 31 الجديدة في عرس للفنون    معرض تونس الدولي للكتاب يختتم فعالياته بندوات وتوقيعات وإصدارات جديدة    عاجل/ تسجيل إصابات بالطاعون لدى الحيوانات..    أسعار الغذاء تسجّل ارتفاعا عالميا.. #خبر_عاجل    منوبة: احتراق حافلة نقل حضري بالكامل دون تسجيل أضرار بشرية    النادي الصفاقسي: 7 غيابات في مباراة الترجي    غرفة القصّابين: أسعار الأضاحي لهذه السنة ''خيالية''    عاجل/ في بيان رسمي لبنان تحذر حماس..    عاجل/ سوريا: الغارات الاسرائيلية تطال القصر الرئاسي    سليانة: تلقيح 23 ألف رأس من الأبقار ضد مرض الجلد العقدي    مختصون في الطب الفيزيائي يقترحون خلال مؤتمر علمي وطني إدخال تقنية العلاج بالتبريد إلى تونس    حزب "البديل من أجل ألمانيا" يرد على تصنيفه ك"يميني متطرف"    جندوبة: انطلاق فعاليات الملتقى الوطني للمسرح المدرسي    فيلم "ميما" للتونسية الشابة درة صفر ينافس على جوائز المهرجان الدولي لسينما الواقع بطنجة    فترة ماي جوان جويلية 2025 ستشهد درجات حرارة اعلى من المعدلات الموسمية    في مظاهرة أمام منزله.. دروز إسرائيل يتهمون نتنياهو ب"الخيانة"    جندوبة: سكان منطقة التوايتية عبد الجبار يستغيثون    الإفريقي: الزمزمي يغيب واليفرني يعود لحراسة المرمى ضد النادي البنزرتي    عاجل : ما تحيّنش مطلبك قبل 15 ماي؟ تنسى الحصول على مقسم فرديّ معدّ للسكن!    عاجل/ قضية التسفير..تطورات جديدة…    استقرار نسبة الفائدة في السوق النقدية عند 7.5 %..    البرلمان : مقترح لتنقيح وإتمام فصلين من قانون آداء الخدمة الوطنية    الرابطة المحترفة الاولى: صافرة مغربية لمباراة الملعب التونسي والاتحاد المنستيري    بطولة افريقيا للمصارعة بالمغرب: النخبة التونسية تحرز ذهبيتين في مسابقة الاواسط والوسطيات    خطر صحي محتمل: لا ترتدوا ملابس ''الفريب'' قبل غسلها!    إلى الأمهات الجدد... إليكِ أبرز أسباب بكاء الرضيع    ارتفاع تكلفة الترفيه للتونسيين بنسبة 30%    صيف 2025: بلدية قربص تفتح باب الترشح لخطة سباح منقذ    في سابقة خطيرة/ ينتحلون صفة أمنيين ويقومون بعملية سرقة..وهذه التفاصيل..    إيراني يقتل 6 من أفراد أسرته وينتحر    عاجل/ هلاك ستيني في حريق بمنزل..    الأشهر الحرم: فضائلها وأحكامها في ضوء القرآن والسنة    الرابطة المحترفة الأولى (الجولة 28): العثرة ممنوعة لثلاثي المقدمة .. والنقاط باهظة في معركة البقاء    الرابطة المحترفة الثانية : تعيينات حكام مقابلات الجولة الثالثة والعشرين    أبرز ما جاء في زيارة رئيس الدولة لولاية الكاف..#خبر_عاجل    الصين تدرس عرضا أميركيا لمحادثات الرسوم وتحذر من "الابتزاز"    سعر ''بلاطو العظم'' بين 6000 و 7000 مليم    سقوط طائرة هليكوبتر في المياه ونجاة ركابها بأعجوبة    صفاقس ؛افتتاح متميز لمهرجان ربيع الاسرة بعد انطلاقة واعدة من معتمدية الصخيرة    "نحن نغرق".. نداء استغاثة من سفينة "أسطول الحرية" المتجهة لغزة بعد تعرضها لهجوم بمسيرة    توتنهام يضع قدما في نهائي الدوري الأوروبي بالفوز 3-1 على بودو/جليمت    بقيادة بوجلبان.. المصري البورسعيدي يتعادل مع الزمالك    خطبة الجمعة .. العمل عبادة في الإسلام    ملف الأسبوع.. تَجَنُّبوا الأسماءِ المَكروهةِ معانِيها .. اتّقوا الله في ذرّياتكم    أولا وأخيرا: أم القضايا    نحو توقيع اتفاقية شراكة بين تونس والصين في مجال الترجمة    محمد علي كمون ل"الشروق" : الجمهور على مع العرض الحدث في أواخر شهر جوان    اليوم يبدأ: تعرف على فضائل شهر ذي القعدة لعام 1446ه    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



المنجي حامدي (وزير الخارجية) ل«التونسية»:لم ندفع للإفراج عن القنطاسي وبالشيخ
نشر في التونسية يوم 07 - 07 - 2014


لا يزعجني النقد و«خيركم من أهدى إليّ عيوبي»
من واجبنا الوقوف مع أيّ تونسي بالخارج «وماعندناش مزيّة»
منذ دخلت الوزارة نسيت «الويكاند»
أنا ديبلوماسي محترف ولست سياسيّا
عازمون على تدارك تخلّفنا في افريقيا
حاوره: محمد بوغلاّب
نجح الدكتور منجي حامدي وزير الخارجية في حكومة مهدي جمعة في أن يتميز خلال شهور عمله القصيرة بالنجاعة والفاعلية دون ضجيج من حوله، فقد إستقر المناخ الاجتماعي صلب الوزارة و رفع الضيم عن كثير من أبناء الخارجية وتنبه إلى كثير من النقائص التي يعاني منها الموظفون كما المواطنون الذين يرتادون الوزارة لقضاء شؤون إدارية .
وعلى الرغم من أن رئيس الجمهورية هو مهندس السياسة الخارجية فإن الوزير نجح في النأي بالوزارة عن المواقف «الرئاسية» التي يحكمها في كثير من الأحيان منطق التقييم الذاتي من رئيس يراوح بين الحقوقي ورئيس الدولة ، ورغم كل ما يتردد عن ضغوط قصر قرطاج على وزير الخارجية فإن الوزير يلتزم بواجب التحفظ ويكتفي بالقول «نحن نتشاور بشكل دائم مع رئاسة الجمهورية» وسريعا ما يغير الموضوع...
ويحسب لوزير الخارجية خريج كبريات الجامعات في العالم أنه عين ناطقا رسميا لوزارة الخارجية التي ظلت عقودا طويلة وزارة لا تتكلم مثل نظيرتها في كوريا الشمالية، وفتح قنوات التواصل مع وسائل الإعلام دون أي حرج أو تعقيد، يرد على المكالمات التي تصله على جواله بنفسه ويرحب بكل سؤال دون أن يمتقع وجهه...
ذلك هو الوزير منجي حامدي مهندس عملية الإفراج عن الديبلوماسيين التونسيين العروسي القنطاسي ومحمد بالشيخ بعد طول انتظار وإن غاب عن الصور التذكارية الإحتفالية... وربما غفل كثيرون عن المساعدة النفسية والمادية التي قامت بها وزارة الخارجية لعائلتي المختطفين و لم يبخل الوزير نفسه على أفراد العائلتين بالإحاطة المعنوية طيلة مدة الاختطاف وهو ما ساهم في تحملهم لهذه المحنة.
في ما يلي حوارنا مع الدكتور منجي حامدي وزير الخارجية ...
رغم ميلك إلى التحفظ بحكم طبعك ووظيفتك هل يمكن أن تكشف لنا بعض تفاصيل عملية الإفراج عن العروسي القنطاسي ومحمد بالشيخ، هل انطلقت الطائرة العسكرية التي أقلتهما من تونس؟
نعم .
وحطت بمطار معيتيقة الدولي(يبعد 11كلم عن العاصمة طرابلس وفيه قاعدة عسكرية تابعة لسلاح الجو الليبي)؟
نعم .
ألم يكن هناك تخوّف من تعرض الطائرة العسكرية التونسية للاستهداف بنيران مجهولة؟
قبل أن تغادر تونس تأكدنا من تأمين سلامة الطائرة وركابها وتلقينا التطمينات الضرورية من الطرف الليبي في هذا الخصوص
من كان على متن الطائرة عند إنطلاقها من تونس؟
أوفدنا كاتب عام وزارة الخارجية وممثلا عن وزارة الداخلية.
نال قراركم ترقية العروسي القنطاسي وإدماج محمد بالشيخ استحسانا واسعا خاصة أن محمد بالشيخ عون محلي أي أنه لا ينتمي للسلك الديبلوماسي، ألم تدفعكم هذه الوضعية إلى التفكير في حالة الأعوان المحليين بالبعثات الديبلوماسية التونسية خاصة وقد شنوا أكثر من إضراب في فترات سابقة ؟
كلامك صحيح، أجور الأعوان المحليون ضعيفة وضعيفة جدا مقارنة بأجور الديبلوماسيين وخاصة مستوى المعيشة بكثير من بلدان إقاماتهم و«الوضع هذا ما كنتش نعرفو» وآمل أن نتمكن خلال الميزانية القادمة من تحسين وضعياتهم لأنهم يخدمون تونس و علينا أن نوّفر لمن يخدم وطنه الظروف الطيبة بما يحفظ كرامته. وفي ما يخص وضعية محمد بالشيخ فقد أدمجناه بوزارة الخارجية كشكل من أشكال جبر الضرر للمعاناة التي تحملها وصموده فضلا عن كفاءته« شفت الملف متاعو» له 12 سنة عمل في سفارة تونس بطرابلس ومستواه باكالوريا + 2 ومشهود له بالجدية والسمعة الطيبة وهو ما دفعنا إلى القيام بهذه الخطوة حتى يشعر كل تونسي أن بلاده لا تتخلى عنه عند الأزمات وأن رأسمالنا الحقيقي هو أبناؤنا.
هل كان قرار ترقية القنطاسي وإدماج بالشيخ قرارك أنت أو جاءتك تعليمات من جهة عليا وأعني رئاسة الجمهورية أو رئاسة الحكومة؟
الاقتراح كان اقتراح وزير الخارجية وهو أقل ما نقدمه لأبنائنا وبكل صدق « شاورت رئيس الحكومة قبل أن نعلن عن القرار « ولم نجد منه سوى التشجيع.
ما الذي لم تصرح به خلال الندوة الصحفية بعد إطلاق سراح القنطاسي وبالشيخ؟
يهمني أن أوضح هنا أن عمليات الاختطاف من أكثر العمليات تعقيدا في العالم وأضرب لك عدة أمثلة لدول مرت بهذه التجربة القاسية مثل الجزائر وفرنسا وألمانيا والأردن ومصر وغيرها.
هل هي إختبار لصلابة الدولة وقوتها؟
وهو كذلك، هو إختبار لجهازها الديبلوماسي والأمني ولمصداقية الدولة ذاتها في محيطها الإقليمي والدولي ، وهذه المرة الأولى التي تتعرض فيها بلادنا لاختطاف أحد ديبلوماسييها وربي وفقنا لأن تمشينا كان واضحا منذ بداية الأزمة، أعلنا مبادءنا وكنت صرحت بها خلال استضافتكم لي في القناة الوطنية الأولى في برنامج «شكرا على الحضور» (محمد بوغلاب وبوبكر بن عكاشة).
تصريحاتك تلك لم تكن جماهيرية حتى أن هناك من علق عليها بأن الوزير يتعامل ببرود مع قضية ساخنة؟
انا كنت اعي ما أقول لأني على ثقة بنفسي وبإطارات وزارة الخارجية وفي خلية الأزمة التي بعثت لمعالجة هذا الملف وكنت على يقين أننا بطول النفس والصمود والثبات على المبدإ سنتمكن من حلحلة الموضوع، لم يكن هاجسي أن أدلي بتصريحات شعبوية، ما كان يهمنا بالدرجة الأولى الحفاظ على سلامة أبنائنا وعلى هيبة الدولة ، وما حدث اننا كنا على اتصال مستمر بسفيرنا في ليبيا والحقيقة أني لم أكن في البداية أعرف مع من يتفاوض على وجه التدقيق ولكني كنت على اتصال يكاد يكون يوميا بوزير الخارجية الليبي وبالسفير الليبي في تونس الذي طلبت منه أن يعود إلى ليبيا العديد من المرات لمتابعة القضية من قريب ولتأمين سلامة المختطفين ولتحريك الملف ولكننا لاحظنا أن العملية طالت أكثر مما توقعنا ولم يعد ممكنا الانتظار أكثر سواء منا أو من عائلات المختطفين فقررنا في خلية الأزمة تغيير الإستراتيجية حتى نقطع مع قصة «هاو غدوة هاو بعد غدوة» فخاطبت سفيرنا في طرابلس وأمرته بإغلاق السفارة والعودة إلى تونس في إشارة للأطراف الليبية عن عدم رضانا على نسق تقدم المفاوضات ، في نفس الفترة عرفت أن القنصل العام الليبي في تونس له تأثير كبير في بلده فاتصلت به وجاءني إلى المكتب «حكيت معاه» فأخبرني أن وزير الداخلية الليبي السابق محمد الشيخ (يتردد انه لعب دورا محوريا في إطلاق سراح السفير الأردني المختطف أيضا في إطار صفقة تبادل ) له تأثير كبير في الداخل الليبي. إتصلت بسفيرنا في ليبيا وطلبت منه ان يزودني برقم الهاتف الجوال للسيد محمد الشيخ . اتصلت به هاتفيا فوجدته في البقاع المقدسة يؤدي مناسك العمرة ومع ذلك تحدثت معه وشرحت له أن القضية أخذت أبعادا أخطر تتجاوز خطف موظفين من سفارتنا لتصبح قضية رأي عام وأن عامة التونسيين يمكن أن يعبروا عن إستيائهم مما حدث ويمكن أن يرد البعض منهم الفعل على أشقائنا الليبيين المقيمين بيننا آمنين سالمين «الحقيقة فرح بي ولقيتو راجل فاضل « وإتفقنا على مواصلة الحديث عند عودته إلى ليبيا ولكني أعدت مهاتفته العديد من المرات حتى أشعره باستعجال الموضوع وأهميته بالنسبة إلينا.
وعند عودته تحدثنا مطولا وقلت له إنك رجل وطني وأعرف أنك حريص على متانة العلاقات التاريخية بين بلدينا وشعبينا وأنت تعرف أن تونس لا يمكن أن تقع تحت التهديد أو تبرم صفقات خارج إطار القانون وطلبت منه بذل أقصى ما يمكن للإفراج عن المختطفين.
وقد علمت أن والد «حافظ الضبع» السجين الليبي في تونس (حكم عليه وزميله عماد اللواج بعد تورطهما في الحادثة الإرهابية بالروحية ) يعاني من مرض السرطان وأنه يتلقى العلاج في ظروف سيئة وأمنيته أن يرى إبنه قبل موته، فعرضت عليه نقله إلى تونس للتداوي وإتاحة الفرصة لملاقاة إبنه حتى أبين له أن الحكومة التونسية تتعامل مع الملف مع مراعاة الطابع الإنساني.
هل تم جلب والد حافظ الضبع؟
العرض مازال قائما والحكومة التونسية ترحب بوالد الضبع للتداوي بتونس، نحن نفرق بين الإنساني والقضائي والسياسي ولا يمكن لنا حرمان أب ينتظر الموت من ملاقاة إبنه ، هذه هي نظرتنا، ربما لم يسمح ضيق الوقت وتسارع الأحداث بتنفيذ ما اقترحناه على الإخوة في ليبيا ، وقد أخبرني السيد محمد الشيخ –وزير الداخلية الليبي السابق- أن العرض التونسي ترك أثرا طيبا في شقيق السجين حافظ الضبع ويدعى حاتم الضبع وهو مهندس وقبل بعرضنا وقدره وبلغني أنه تفهم الوضع وأبدى مرونة كبيرة والحقيقة بدأنا نشعر ببوادر إنفراج وحتى حين رافقت السيد رئيس الحكومة إلى ألمانيا بقيت أتابع الملف من هناك من خلال التواصل الهاتفي اليومي مع سفيرنا بليبيا وعدد من الأطراف الليبية الفاعلة وخاصة سي محمد الشيخ وجددت له موقفنا بأنه لا سبيل للمقايضة تحت أي ضغط وأن تونس لن تقبل بسياسة لي الذراع مهما طالت مدة الاختطاف وأنه لا فائدة من إطالة مدة الاختطاف والزيادة في عذاب المختطفين .
لماذا لم تكشفوا اتصالاتكم هذه لطمأنة التونسيين وعائلات المختطفين؟
كان علينا حفاظا على سلامة أبنائنا أن نلتزم بالحيطة والحذر حتى عودتهما، ما الجدوى من كشف كل خطوة نقوم بها ؟ أليست العبرة بالنتيجة؟ والحمد لله ربي وفقنا .
ماذا كان المقابل الذي طلبه الطرف الليبي؟
مرة أخرى أقول لك إننا لم نقدم أي شيء وإنه لم يتم تسليم أي سجين ليبي مقابل الإفراج عن القنطاسي وبالشيخ ، كل ما في الأمر أن الوسيط السيد محمد الشيخ طلب منا أن تنظر الحكومة التونسية في تفعيل اتفاقية الرياض لتبادل السجناء فوعدناه بذلك في مرحلة قادمة.
ما صحة ما تردد حول دفع مبالغ مالية بالمليارات لأطراف ليبية ووسطاء من تونس؟
أنفي هذه الإشاعات نفيا قاطعا وأؤكد لكم أنه لم يتم دفع أي مليم لأي كان وأتحمل مسؤوليتي في هذا ، لم ندفع فلسا واحدا.
هل تدخلت دول الجوار في الموضوع؟
لست على علم بوجود أي تدخل وأستبعد وقوع ذلك.
هناك من ربط زيارة الرئيس المصري السيسي إلى الجزائر بإطلاق سراح المختطفين التونسيين؟
لا وجود لأية علاقة مباشرة بين الحدثين، وطنية محمد الشيخ والقنصل العام الليبي في تونس وأطراف ليبية أخرى هي التي أقنعت الخاطفين بأن طريق المقايضة مع تونس مسدود وأنه من الأفضل الإفراج عن أبنائنا بلا قيد أو شرط.
متى بلغكم نبأ الإفراج عن العروسي القنطاسي ومحمد بالشيخ؟
لم نتأكد من هذا القرار إلا يوم التسليم نفسه أي يوم الأحد 29جوان الماضي ، رغم أننا تلقينا تطمينات قبل يوم بانتهاء الأزمة فقد بقيت على اتصال دائم بالهاتف مع القنصل العام بسفارة ليبيا بتونس والسيد محمد الشيخ وزير الداخلية السابق، في الساعة الواحدة من ظهر يوم الأحد 29جوان تلقيت مكالمة من القنصل العام الليبي بتونس وأخبرني بأنه أفرج عن العروسي القنطاسي ومحمد بالشيخ وبأنهما في أمان لدى السيد محمد الشيخ، وقتها إتخذنا قرار إرسال الطائرة العسكرية ولكن ذلك تأخر ساعات لأن الإخوة في ليبيا عبروا عن رغبتهم في إستضافة القنطاسي وبالشيخ على الإفطار «شدوا صحيح » فكان ان حطت الطائرة عند الإفطار.
هل يعد إنتهاء هذه المحنة بسلام إنتصارا شخصيا لك؟
هو انتصار لتونس ولحكومتها ولديبلوماسيتها وأنا في النهاية عنصر في خدمة بلده لأن خلية الأزمة ضمت عدة أطراف ولهم جميعا الفضل، وكذلك لسفيرنا بليبيا والقنصل العام لتونس ببنغازي ، كما كان لرئاسة الجمهورية دور فاعل في حل هذه الأزمة ، والشكر لأخوتنا الليبيين الذين ساعدونا على طي الملف لقطع الطريق أمام سيناريوهات قد تفسد العلاقات بين الشعبين.
كيف تفاعلت مع حادثة إستشهاد أربعة من جنودنا في جبال الكاف على يد إرهابيين؟
تألمت لما حدث وأعبر عن تعاطفي مع عائلات شهدائنا، والحكومة التونسية وأجهزتها الأمنية والعسكرية اتخذت قرارها باقتلاع الإرهاب والإرهابيين بشكل نهائي، ومن يبيح دم مسلم في شهر رمضان لا يمكن أن يكون مسلما، الحقيقة مؤلم جدا أن نخسر خيرة أبنائنا و«ربي يصبّر عائلاتهم ».
صرحت مؤخرا بأنك غير راض على تأخر سفر البعثة التي ستفتح المكتب الإداري بسفارتنا بدمشق، فهل من جديد في الموضوع؟
هو تأخير غير مقصود ولأسباب بيروقراطية ، ولا يمكن لنا أن نترك مصالح التونسيين معطلة في سوريا، وعموما فإن الوفد سيسافر يوم الأحد وبداية من يوم الاثنين سيفتح المكتب الإداري بسفارتنا بدمشق ( أجرى الحوار وسط الاسبوع الفارط ) وانتم تذكرون اني منذ توليت المسؤولية في هذه الوزارة صرحت بأنه من واجبنا أن نحافظ على علاقات ودية مع مختلف البلدان حفاظا على المصلحة الوطنية في إطار الاحترام المتبادل والمصالح المشتركة دون التدخل في الشؤون الداخلية لأية دولة أخرى وكنت صرحت أكثر من مرة أن المصلحة الوطنية فوق المبادئ والمواقف الشخصية فكل واحد منا له تقديراته للأمور وتقييمه لبعض السياسات هنا وهناك ولكن بوصلتنا تتحدد بما تمليه المصلحة الوطنية. أما من الجانب القانوني فالدولة مسؤولة عن حماية جاليتها في أي مكان من العالم ولا يمكن لتونس ان تترك آلافا من أبنائها يواجهون مصائرهم فرادى من واجبنا أن نكون بجانبهم « وما عندناش مزية».
كم يبلغ عدد التونسيين في سوريا؟
هم حوالي ستة آلاف تونسي أغلبهم يقيمون منذ عقود طويلة في سوريا متزوجون ولهم عائلاتهم هناك ولكنهم يحملون الجنسية التونسية وقد إستقبلت ممثلا عنهم واعتذرت له عن تقصيرنا نحوهم وها نحن نصلح الخطأ ولو بشيء من التأخير
كم يبلغ عدد أعضاء البعثة الإدارية إلى سوريا؟
ثلاثة موظفين لتقديم الخدمات القنصلية للتونسيين بسوريا .
ما مصير سفيرنا السابق بدمشق محمد العويتي بعد وضعه في الثلاجة زمن الدكتور رفيق عبد السلام؟
حين توليت الوزارة أسندت له خطة مكلف بمهمة حتى خروجه للتقاعد في شهر ماي الماضي ، وأعتقد أني أعدت له اعتباره، إستقبلته وتحدثت معه .
ما صحة ما يتردد حول وجود ضغوطات من رئاسة الجمهورية على وزير الخارجية؟
لا توجد ضغوطات أو إكراهات وإن كنا أحيانا نختلف في تقدير بعض الأمور وهذا شيء عادي في دولة تعيش ديمقراطية وليدة ومرحلة انتقالية، هي ليست اختلافات ولكننا بالتشاور والتنسيق نصل إلى حل لأن من صلاحيات رئيس الجمهورية وضع الملامح العامة للسياسة الخارجية ومن واجبنا تنفيذ تلك السياسة لذلك من الضروري التنسيق المستمر بيننا.
هل صحيح انه تم بعث خلية للديبلوماسية الإقتصادية صلب وزارة الخارجية؟
هذا صحيح وقد بادرنا ببعث هذه الخلية للبحث عن أسواق واعدة وشراكة بين رجال الأعمال التونسيين ونظرائهم ولنا علاقات طيبة مع مختلف منظمات الأعراف.
هل أفرزت جولة الرئيس المرزوقي نتائج إقتصادية عملية؟
نعم فقد تحصل أحد رجال الأعمال على صفقة بقيمة 150مليون دينار تونسي في التشاد كما أبرمنا عدة اتفاقيات إطارية ستسمح بفتح آفاق جديدة لنا اقتصاديا.
هل مازال بوسعنا أن نفتك مكانا لنا في دول جنوب الصحراء بعد أن سبقتنا المغرب؟
ليس المغرب فقط من سبقنا هناك تركيا والصين وعدة دول أخرى ولكن عموما أن يأتي الشيء متأخرا أفضل من أ لا يأتي أبدا، كان علينا أن نتدارك تقصيرنا، إفريقيا كانت القارة المنسية والمهمشة لتصبح القارة الأكثر استقطابا للمستثمرين، مع الأسف نحن اهملنا دول جنوب الصحراء وربما تستغرب إن أخبرتك بأنه ليست لنا سوى ست سفارات في دول جنوب الصحراء وليس لنا حضور لشركة الطيران –الخطوط التونسية- هذا شيء مخجل بصراحة لأن ست دول من بين الدول المصنفة الأفضل في الدول الصاعدة هي دول إفريقية جنوب الصحراء ، وأنا أعتبر أن جولة السيد الرئيس الإفريقية تاريخية لأنها فتحت عيون الكثير من رجال الأعمال على هذه الأسواق وكنا منذ حوالي شهرين إقترحنا على رئاسة الجمهورية فتح عدد من السفارات في دول جنوب الصحراء في التشاد وأنغولا والغابون والنيجر ...نحن قدمنا خمسة إقتراحات لتطوير التبادل التجاري مع هذه الدول وعلينا أن نتموقع في هذه الدول.
ما الجديد في حركة السلك الديبلوماسي؟
لأول مرة في تاريخ وزارة الخارجية لا يتدخل الوزير في الحركة فقياسا على ما هو معمول به في الأمم المتحدة شكلنا لجنة شاركت فيها كل الأطراف ذات الصلة بالوزارة قامت بدراسة الحركة وقدمت توصياتها والحقيقة كانت العملية ناجحة ووافقت على كل مقترحات اللجنة.
ماذا عن التعيينات على رأس البعثات الديبلوماسية؟
نحن قمنا بالواجب من زمان وننتظر.
منذ متى أرسلتم إقتراحاتكم لرئاسة الجمهورية؟
«عنا مدة».
قداش ها المدة؟
منذ حوالي ثلاثة أشهر وجدّدنا المقترح منذ شهر ونصف وخلال هذه الفترة تمت تسمية سفير بالجزائر وقنصل بميلانو وسفير ببارن بسويسرا ورئيس بعثة في رام الله ومازلنا ننتظر.
ما هي حظوظ السيد رشيد خشانة لتولي منصب مدير عام إتحاد إذاعات الدول العربية؟
حظوظه قائمة رغم منافسة المرشح السوداني الذي يحظى بدعم خليجي، نحن تبنينا المرشح التونسي ونعمل على دعمه للفوز بهذا المنصب رغم شراسة المنافسة.
هل «قيدت» لإنتخابات 2014؟
أنا مسجل منذ انتخابات 23 أكتوبر 2011 .
لمن صوت وقتها؟
(يضحك) أفضل أن يظل الأمر بيني وبين نفسي، وهي مناسبة لأدعو كل الناخبين إلى تسجيل أنفسهم ليكونوا صناع مستقبلهم «شوف التوانسة يحبوا الدقيقة 90» ولكن أنا أدعوهم إلى التعجيل رغم ما قد يشعرون به من خيبة أمل وتذمر من السياسة والسياسيين الانتخابات مسؤولية وطنية وعليهم أن يقوموا بواجبهم باختيار المسؤولين القادرين على النهوض اقتصاديا بتونس وهذا يتطلب رؤية وإستراتيجية وإلتزاما على أعلى مستوى هذه هي شروط النجاح في المرحلة القادمة ورهانها الأساسي اقتصادي ولنا في تركيا وماليزيا وغيرها من الدول الصاعدة أمثلة على ما يجب فعله ومع الأسف نحن لم تكن لدينا أية إستراتيجية اقتصادية في السابق .
أين سيكون منجي حمدي بعد الإنتخابات القادمة؟
سأعود إلى عائلتي بسويسرا، أبنائي يدرسون هناك، وزوجتي.
لا ترى لنفسك مستقبلا سياسيا في بلدك؟
انا لست رجل سياسة، انا ديبلوماسي محترف ، افضل ان ابقى بعيدا عن السياسة .
هل تابعت مونديال كرة القدم؟
شوية.
أي المنتخبات أعجبك؟
الجزائر.
لم يعجبك المنتخب السويسري؟
أحد أبنائي يشجع سويسرا أنا بصراحة تحمست للجزائر.
لماذا؟
شدني حماس اللاعبين ودفاعهم عن العلم الجزائري «يلعبوا لبلادهم» كان هذا واضحا في إنضباطهم وجديتهم وصلابتهم وهذا الذي أحدث الفارق.
ماذا ينقصنا؟
الانضباط وأكثر دعم للرياضة ولكرة القدم .
هل هدوؤك الظاهري طبع شخصي أو تأثر بالمزاج السويسري؟
هو طبع شخصي نحاول «ما نتنرفزش» ولكني إنسان .
متى ستتمتع بإجازتك الصيفية؟
صدقني منذ جئت إلى الوزارة لم أتمتع بيوم واحد إجازة حتى مفهوم «الويكاند» نسيته منذ فترة كل أيام الأسبوع أيام عمل وأغلب الوقت على سفر.
كيف تعيش شهر رمضان بعيدا عن عائلتك؟
والله كل ليلة في بقعة، الحمد لله الأصدقاء برشة كل ليلة ضيف.
يتضمن مشروع ميزانية الدولة 2014 بناء سفارة بأبو ظبي وهو ما رآه البعض إهدارا للمال العام ، فكيف تفسر برمجة هذا المشروع والبلاد في أزمة خانقة؟
شكرا لك على هذا السؤال، ما يجب أن يعرفه التونسيون أن الأرض المخصصة للسفارة هدية من الإمارات الشقيقة منذ سنوات والأموال المرصودة للبناء موجودة منذ عشرين عاما ولكن المشروع لم ينفذطيلة السنوات الماضية فكل ما قمنا به هو تحريك الملف والبناية على وشك الانتهاء وقد زرت المشروع لتفقد سير العمل وبحول الله ستفتح سفارتنا الجديدة في بداية سنة 2015.
ماذا كان موقف الخارجية من عودة مصر إلى الإتحاد الإفريقي؟
موقفنا من مصر يستند إلى المصلحة الوطنية بعيدا عن التقييمات الشخصية .
هل صحيح أن المرزوقي والسيسي تبادلا التجاهل خلال قمة الإتحاد الإفريقي الأخيرة؟
بصراحة يومها كنت ملازما للفراش وتحت العناية الطبية لم أكن حاضرا ولكني سألت السيد الرئيس واخبرني بأنه لم يلتق بالرئيس المصري لا احد منهما طلب مقابلة الآخر.
أنت قابلت الرئيس المصري؟
نعم أنا تنقلت لمصر لتهنئة الرئيس السيسي بتكليف من السيد رئيس الجمهورية وحين جاء دوري لتهنئة الرئيس السيسي وعلم بأني أمثل تونس استوقفني وعبر عن رغبته في أن تكون علاقات البلدين متميزة ومتطورة «كلام من النوع هذا».
ما موقفك من العلاقات مع مصر؟
موقفي من العلاقات مع مصر؟ أقول لك تونس ومصر تمران بنفس التحديات الاجتماعية والسياسية ولو أننا نختلف في العديد من الأشياء كما نمر بظروف إقليمية ودولية تتسم بالتوتر ولا يمكن ألا ننسق في ما بيننا لمواجهة التحديات المشتركة بقطع النظر عن الخيارات السياسية لكل بلد ولا يمكن الا تكون لنا علاقة طيبة ومتينة مع مصر نظرا إلى ثقلها في المنطقة ووزنها الإقليمي ومصالح بلدينا وشعبينا.
هل هناك تنسيق فعلي بين تونس ومصر؟
ثمة تنسيق والدليل على ذلك إنعقاد مؤتمر دول الجوار الليبي في تونس يومي 13و14جويلية الجاري بمشاركة وزراء خارجية مصر والجزائر والتشاد والنيجر وليبيا.
لا توجد قطيعة مع مصر؟
لا مجال للقطيعة بيننا وإن اختلفنا في الخيارات السياسية لأن المصلحة الوطنية تقتضي أن تكون صلاتنا قائمة مع الجميع لحماية حدودنا وضمان سلامة أبنائنا والنهوض باقتصادنا هناك تحديات أمنية كبيرة جدا تتطلب منا تنسيقا كبيرا.
متى سينعقد مؤتمر أصدقاء تونس؟
سيتم يوم 8سبتمبر 2014.
هو تاريخ نهائي؟
بإذن الله، أنت تعرف أنّني حين زرت فرنسا في فيفري 2014 خاطبت وزير خارجية فرنسا خلال المؤتمر الصحفي قائلا إن تونس ليست أقل أهمية من اليونان ومن مصلحة الجميع أن ينجح المسار الانتقالي في تونس ولفت نظر فرنسا إلى اننا ننتظر منهم أكثر دعما بشكل فعلي بعيدا عن الوعود التي لم تنفذ، وتبلور المقترح عند زيارة السيد رئيس الحكومة لفرنسا ولقائه بالرئيس هولاند ونحن بصدد الإعداد والتنسيق ونتمنى ان يكون مؤتمرا ناجحا بإتاحة فرص الاستثمار في بلادنا.
كيف تختم حوارنا؟
أهنئ الشعب التونسي بشهر رمضان وآمل أن ينتخب التونسيون من يعبرون عن إرادتهم وأتمنى أن تغلب الحكومة التي ستأتي بعدنا المصلحة الوطنية على مصالح الأحزاب والمواقف الشخصية ، وتونس« توصل بحول الله» عندنا رجال ولنا إعلام جدير بالثقة ، أنا أؤمن كثيرا بدور الإعلام« يعاون برشة» ولا يزعجني النقد مهما كان حادا وفي ثقافتنا «خيركم من أهدى إلي عيوبي» ودون تردد أقول إن إعلامنا وطني وأنا أرجو منكم كصحافيين أن تساعدوا الحكومة القادمة لأن التجربة التونسية جلبت تعاطف العالم معنا، هل تعرف أنه خلال الخمسة أشهر التي قضيتها في الوزارة كم وزير خارجية زارنا؟ خذ عندك وزراء خارجية الولايات المتحدة وروسيا وتركيا والهند وصربيا والبرتغال وفرنسا وألمانيا والجزائر والمغرب وموريتانيا وزارنا مساعد وزير الخارجية الياباني... كل ممثلي الدول العظمى زارونا وديبلوماسيتنا تحركت وبدأت تستعيد حيويتها ومؤخرا في اجتماع دول عدم الانحياز بالجزائر كانت الرئاسة للجزائر ولتونس موقع نائب رئيس المؤتمر باختيار من المؤتمرين ...وهو ما يكشف الاهتمام الدولي بالشأن التونسي وننتظر زيارة وزير خارجية الصين.
متى؟


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.