بعد راحة في اليومين الماضيين تستأنف في سهرة الليلة منافسات كأس العالم بمواجهة من العيار الثقيل ستجمع ولحساب الدور نصف النهائي مستضيف النسخة العشرين المنتخب البرازيلي صاحب الرقم القياسي في الحصول على اللقب والباحث عن أول تتويجاته على أرضه وبين جماهيره بالمنتخب الألماني الساعي لتأكيد عروضه القوية وبلوغ النهائي وبالتالي العمل على التتويج بكأس العالم للمرة الرابعة في تاريخه. لقاء اليوم سيكون الثاني بين المنتخبين في تاريخ مشاركاتهما في المونديال حيث الوحيدة التقيا في مناسبة وحيدة وكانت في إطارالدور النهائي لنسخة 2002 بكوريا الجنوبية واليابان عندما نجح رفاق الظاهرة «رونالدو» في نيل اللقب أمام «مانشافت» بقيادة أوليفير كان، وسبق للمنتخبين التباري في إحدى وعشرين مباراة عاد فيها الفوز للبرازيليين في إثنتي عشر مناسبة مقابل أربع انتصارات للألمان ونهاية خمس مباريات بالتعادل، سجّلت خلالها ثلاثة وستون هدفا منها تسعة وثلاثون للبرازيل وأربعة وعشرون لألمانيا. مباراة اليوم ستكون بمثابة نهائي مبكر حيث سيجد أحد العملاقين نفسه خارج السباق بينما سيكمل الثاني طريقه بحثا عن التاج.. المنتخب البرازيلي الذي وصل إلى نصف النهائي دون أن يشدّ الأنظار وكان قريبا من أن يلدغ من منتخبات الجوار؛ المكسيك في الدور الأول ثم كولومبيا في الدور المنقضي، ودون أن يؤكد أنه منتخب قوي وقادر على صناعة الفرجة كما تعودت جماهير «راقصي السامبا» في كل الدورات الماضية، سيفتقد في بقية مشواره نجمه الأول نيمار جونيور الذي ودع المونديال بعد إصابته في مباراة كولومبيا بما سيفقد لويز فيليبي سكولاري أحد أبرز أوراقه الرابحة في ظل الأداء الباهت لعدد من اللاعبين على غرار «فريد» و»راميرز» و»أوسكار».. كما لن يكون بإمكان مدرب البرازيل التعويل على قائد منتخبه تياغو سيلفا بسبب تلقيه الإنذار الثاني أمام كولومبيا في ربع النهائي.. غيابات هامة ولا شك ستجعل الإطار الفني لمنتخب «السيليساو» مطالبا بإيجاد البدائل اللازمة لتجاوز عقبة الألمان وقد يكون الحل في ويليان و دانتي الذي يعرف منتخب ألمانيا أكثر من الجميع بصفته لاعبا في صفوف الفريق «البافاري».. المنتخب المنافس ألمانيا حقق نتائج متميزة في الأدوار الماضية فبعد تجاوز البرتغال والولايات المتحدة والتعادل مع غانا في الدور الأول ثم إقصاء الجزائر وفرنسا سيعمل على استغلال الغيابات الكثيرة والمؤثرة في صفوف منافسه للمرور إلى النهائي معولا بدرجة أولى على واقعيته الكبيرة والتي نجح المدرب يواكيم لوف في ترسيخها. المواجهة لن تكون سهلة على المنتخبين خاصة وأن البرازيل لن تتوقف آمالها في بلوغ النهائي على غياب «نيمار» الذي يبقى مؤثرا لكنه قد يكون الخطة التي لم يعتمدها «سكولاري إلى الآن وفي إمكان لاعبين أمثال «هيرنانيس» و«غوستافو» تقديم الدعم أمام دفاع ألماني بطيء يركز لعبه على الرواقين وهو ما قد يصطدم باعتماد «الفيش» و«دانتي» اللذين سيقللان من خطورة «لام» ورفاقه.. الماكينات الألمانية بدورها لن تكون جسرا يعبره البرازيليون إلى النهائي بل سيلعبون للمرة الرابعة على التوالي في نصف النهائي ممّا يؤكد أن الخبرة والمعرفة الجيدة بملاقاة الكبار أمر معتاد، ما يزيد من إصرار «أوزيل» و«غوتزه» على قتل الحلم البرازيلي وتحطيم آمال جماهيره بتجاوزه وترسيخ عقدة عدم تتويجه على أرضه للمرة الثالثة. مباراة واعدة لا يمكن التكهن بنتيجتها أو حسم اسم العابر الأول إلى النهائي إلا بعد نهاية وقتها الأصلي أو ربما الإضافي وحتى ركلات الجزاء في مونديال شهد مفاجآت بلا حدود وتألق منتخبات الصفوف الأخيرة.. وفي كل الحالات ومهما كان اسم المتأهل إلى النهائي سيكون المتفرج في كل أنحاء العالم أكبر مستفيد.. • نصف النهائي الأول: • البرازيل - ألمانيا (الساعة: 21.00) • الحكم: المكسيكي ماركو رودريغيز • الملعب: «غوفيراندور ماغاليس» (58.170 مقعد) • المدينة: بيلو أوريزونتي (الأفق الجميل)