بقلم: مصطفى قوبعة معلوم أنه منذ نهاية الحرب العالمية الثانية، لم تضع الادارة الأمريكية يدها على ملف خارجي إلا وحصلت الكارثة، من أمريكا اللاتينية الى آسيا مرورا بالمنطقة العربية وبإفريقيا، حصل هذا في السابق في ظل أقوى الادارات الأمريكية، فكيف سيكون الحال اليوم في ظلّ أضعف إدارة عرفتها الولاياتالمتحدةالأمريكية حسب وصف الكثير من الأمريكيين أنفسهم، وما على السيد جاكوب والز سعادة سفير الولاياتالمتحدةالأمريكية إلاّ أن يثبت العكس. يخصص السيد جاكوب والز كلمته التي ألقاها في مأدبة إفطار أقامها بمناسبة العيد الوطني الأمريكي أمام حشد من المسؤولين الحكوميين والسياسيين التونسيين للحديث عن الوضع الداخلي التونسي، رأي فيها البعض تدخلا سافرا في الشأن الوطني والبعض الآخر تدخلا محمودا بحكم دور ما محلي وإقليمي تلعبه الادارة الأمريكية لا يمكن الالتفاف عليه. يلقي سعادة السفير كلمته هذه ثم يسارع بالالتقاء مجددا بالشيخين، رئيس حركة «النهضة» ورئيس حركة «نداء تونس»، وإذا أصدر المكتب الاعلامي لحركة «النهضة» بلاغا مقتضبا حول لقاء رئيس الحركة بالسفير الأمريكي هو أشبه ببلاغ يصدر عادة عن رئاسة جمهورية أو رئاسة حكومة، فإن المكتب الاعلامي لحركة نداء تونس تحفظ على اصدار أي بلاغ في الغرض ممّا فتح المجال واسعا أمام تأويلات مختلفة، منها أن السيد الباجي قائد السبسي لم يكن مرتاحا لمضمون هذا اللقاء، أو أن هذا اللقاء هو مجرد خطوة أولى في مسار رسم معالم المرحلة القادمة التي لم توضح بعد ملامحها. إذن يلتقي السيد جاكوب والز بالشيخين مجددا ولكن المؤكد أنه ثمة شخصية ثالثة غائبة حاضرة في هذين اللقائين وهي شخصية السيد كمال مرجان، فبقدر ما يبدو السيد كمال مرجان مغيبا عن أجندات سعادة السفير السابقة، فإنه يدو كذلك أن السيد كمال مرجان أصبح اليوم جاهزا من وجهة نظر أمريكية لأن يلعب دورا رئيسيا بمناسبة الاستحقاقات الرئاسية القادمة. وهنا، تتقاطع الكثير من المعطيات التي تدفع في هذا الاتجاه بدءا بمقترح حركة النهضة» في خصوص الرئيس التوافقي ثم الصعود المفاجئ لاسهم السيد كمال مرجان في استطلاعات الرأي الخاصة بالانتخابات الرئاسية دون تفسير مقنع من زاوية علم الاجتماع السياسي على الأقل، ثم السحب غير المنتظر لملف ترشح السيد كمال مرجان لمنصب المبعوث الأممي المكلف بالملف السوري خلفا للسيد محمد الأخضر الإبراهيمي في المرحلة الأخيرة من فرز الترشحات لهذا المنصب الأممي، والحال أن السيد كمال مرجان هو نظريا أوفر المترشحين الباقين حظا لشغل هذا المنصب بحكم صفته السابقة كموظف سام بالأمم المتحدة أو بصفته اللاحقة كديبلوماسي دولة لما شغل منصب وزير خارجية خلال الفترة التي ربطت السنوات الأخيرة لحكم الرئيس الأسبق بن علي بحكومة السيد محمد الغنوشي الأولى بعد 14 جانفي 2011. تقاطعات توحي بأن الادارة الأمريكية قد أعطت فعلا الاشارة الى السيد كمال مرجان اللاعب السياسي الاحتياطي طوال الفترة الأخيرة للقيام بالحركات الاحمائية بعد أن نضجت لأن يصبح لاعبا أساسيا. «كوتشينغ» سياسي أمريكي وفق تمش مرحلي وتدريجي تواصلا مع ما سبق يطمئن أصدقاء الادارة الأمريكية في تونس أما خواتمه فهي غير مضمونة بالمرة...