تونس تحتفل بعيد الشغل العالمي وسط آمال عمالية بإصلاحات تشريعية جذرية    دوري ابطال اوروبا.. التعادل يحسم مباراة مجنونة بين البرسا وانتر    شهر مارس 2025 يُصنف ثاني الأشد حرارة منذ سنة 1950    يظلُّ «عليًّا» وإن لم ينجُ، فقد كان «حنظلة»...    الاتحاد يتلقى دعوة للمفاوضات    تُوّج بالبطولة عدد 37 في تاريخه: الترجي بطل تونس في كرة اليد    زراعة الحبوب صابة قياسية منتظرة والفلاحون ينتظرون مزيدا من التشجيعات    قضية مقتل منجية المناعي: إيداع ابن المحامية وطليقها والطرف الثالث السجن    رحل رائد المسرح التجريبي: وداعا أنور الشعافي    القيروان: مهرجان ربيع الفنون الدولي.. ندوة صحفية لتسليط الضوء على برنامج الدورة 27    الحرائق تزحف بسرعة على الكيان المحتل و تقترب من تل أبيب    منير بن صالحة حول جريمة قتل المحامية بمنوبة: الملف كبير ومعقد والمطلوب من عائلة الضحية يرزنو ويتجنبو التصريحات الجزافية    الليلة: سحب مع أمطار متفرقة والحرارة تتراوح بين 15 و28 درجة    عاجل/ الإفراج عن 714 سجينا    عاجل/ جريمة قتل المحامية منجية المناعي: تفاصيل جديدة وصادمة تُكشف لأول مرة    ترامب: نأمل أن نتوصل إلى اتفاق مع الصين    عاجل/ حرائق القدس: الاحتلال يعلن حالة الطوارئ    الدورة 39 من معرض الكتاب: تدعيم النقل في اتجاه قصر المعارض بالكرم    قريبا.. إطلاق البوابة الموحدة للخدمات الإدارية    وزير الإقتصاد يكشف عن عراقيل تُعيق الإستثمار في تونس.. #خبر_عاجل    المنستير: إجماع خلال ورشة تكوينية على أهمية دور الذكاء الاصطناعي في تطوير قطاع الصناعات التقليدية وديمومته    عاجل-الهند : حريق هائل في فندق يودي بحياة 14 شخصا    الكاف... اليوم افتتاح فعاليات الدورة العاشرة لمهرجان سيكا جاز    السبت القادم بقصر المعارض بالكرم: ندوة حوارية حول دور وكالة تونس إفريقيا للأنباء في نشر ثقافة الكتاب    عاجل/ سوريا: اشتباكات داخلية وغارات اسرائيلية وموجة نزوح..    وفاة فنانة سورية رغم انتصارها على مرض السرطان    بمناسبة عيد الإضحى: وصول شحنة أغنام من رومانيا إلى الجزائر    أبرز مباريات اليوم الإربعاء.    عملية تحيّل كبيرة في منوبة: سلب 500 ألف دينار عبر السحر والشعوذة    تفاديا لتسجيل حالات ضياع: وزير الشؤون الدينية يُطمئن الحجيج.. #خبر_عاجل    الجلسة العامة للشركة التونسية للبنك: المسيّرون يقترحون عدم توزيع حقوق المساهمين    قابس: انتعاشة ملحوظة للقطاع السياحي واستثمارات جديدة في القطاع    نقابة الفنانين تكرّم لطيفة العرفاوي تقديرًا لمسيرتها الفنية    زيارات وهمية وتعليمات زائفة: إيقاف شخص انتحل صفة مدير ديوان رئاسة الحكومة    إيكونوميست": زيلينسكي توسل إلى ترامب أن لا ينسحب من عملية التسوية الأوكرانية    رئيس الوزراء الباكستاني يحذر الهند ويحث الأمم المتحدة على التدخل    في تونس: بلاطو العظم ب 4 دينارات...شنوّا الحكاية؟    ابراهيم النّفزاوي: 'الإستقرار الحالي في قطاع الدواجن تام لكنّه مبطّن'    القيّمون والقيّمون العامّون يحتجون لهذه الأسباب    بطولة إفريقيا للمصارعة – تونس تحصد 9 ميداليات في اليوم الأول منها ذهبيتان    تامر حسني يكشف الوجه الآخر ل ''التيك توك''    معرض تكريمي للرسام والنحات، جابر المحجوب، بدار الفنون بالبلفيدير    أمطار بكميات ضعيفة اليوم بهذه المناطق..    علم النفس: خلال المآزق.. 5 ردود فعل أساسية للسيطرة على زمام الأمور    بشراكة بين تونس و جمهورية كوريا: تدشين وحدة متخصصة للأطفال المصابين بالثلاسيميا في صفاقس    اغتال ضابطا بالحرس الثوري.. إيران تعدم جاسوسا كبيرا للموساد الإسرائيلي    نهائي البطولة الوطنية بين النجم و الترجي : التوقيت    اتحاد الفلاحة: أضاحي العيد متوفرة ولن يتم اللجوء إلى التوريد    في جلسة ماراتونية دامت أكثر من 15 ساعة... هذا ما تقرر في ملف التسفير    ديوكوفيتش ينسحب من بطولة إيطاليا المفتوحة للتنس    رابطة ابطال اوروبا : باريس سان جيرمان يتغلب على أرسنال بهدف دون رد في ذهاب نصف النهائي    سؤال إلى أصدقائي في هذا الفضاء : هل تعتقدون أني أحرث في البحر؟مصطفى عطيّة    أذكار المساء وفضائلها    شحنة الدواء العراقي لعلاج السرطان تواصل إثارة الجدل في ليبيا    الميكروبات في ''ديارنا''... أماكن غير متوقعة وخطر غير مرئي    غرة ذي القعدة تُطلق العد التنازلي لعيد الأضحى: 39 يومًا فقط    تونس والدنمارك تبحثان سبل تعزيز التعاون في الصحة والصناعات الدوائية    اليوم يبدأ: تعرف على فضائل شهر ذي القعدة لعام 1446ه    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



محمد المعلول (القائم بأعمال سفارة ليبيا بتونس) ل «التونسية»:الغوغائيين لن يفسدوا العلاقات التونسية الليبيّة
نشر في التونسية يوم 14 - 07 - 2014


«درنة» معقل المتطرّفين التكفيريين
لا خيار لنا غير المصالحة الوطنية، وتجربة تونس مثال لنا
«الزنتان» أعدل مكان لمحاكمة سيف الإسلام
الليبيون في حاجة للعقل لحلّ مشاكلهم والعيش بخير
كان بإمكان القذافي تحويل ليبيا إلى جنّة لكنّه صنع منها جحيما
حاوره: محمد بوغلاّب
كان السيد محمد المعلول يشتغل في واحدة من أكبر شركات النفط بليبيا حين إندلعت شرارة الثورة على نظام القذافي، فلم يتردد الرجل في حمل السلاح منذ الساعات الأولى لثورة 17فبراير مساندة لإخوانه الليبيين في بنغازي حيث إنطلق تمرد الليبيين على من حكمهم أربعين عاما بمقولات غريبة في «الكتاب الأخضر» وبتقليعات سياسية خرجت عن المألوف أكثر من مرة ...
وبعد إسقاط القذافي يخوض محمد المعلول تجربة جديدة في مساره المهني بإلتحاقه بالسلك الديبلوماسي قائما بأعمال سفارة بلاده بتونس...
في مكتبه المحصن بالسفارة بشارع محمد الخامس إستقبلنا بحفاوة «بدوية» أصيلة دون بروتوكولات وجلس إلينا نحن نسأل وهو يجيب فكان الحوار التالي...
من هو السيد محمد المعلول قبل أن يعين قائما بأعمال السفارة الليبية ببلادنا؟
كنت من الثوار الأوائل في مدينة الزنتان يوم 16فبراير ، كنت مسؤول الخدمات في أول لجنة شكلت لإدارة المدينة خلال الثورة وسهرت على تأمين حاجيات الزنتان الحياتية من ماء وكهرباء وأدوية... أما قبل الثورة فكنت أشتغل بإحدى أكبر الشركات النفطية ودراستي كانت داخل ليبيا وخارجها(كندا، إيطاليا...) وكلها في مجال النفط.
ما الذي يدعو موظفا في شركة نفطية عالمية إلى المجازفة برفاهيته الشخصية من أجل ثورة غير مضمونة العواقب؟
واللّه كان لابد ان يقوم الشعب الليبي بثورة، نحن لم نتوقع ان يواجهنا النظام بأعتى ترسانة سلاح ليدمر شعبه بعد أن دمر المؤسسات، فلا توجد عندنا مؤسسات للدولة، دمر التعليم ودمر الصحة، أنت يكفيك أن تعاين أن 6 ملايين ليبي يعالجون خارج ليبيا وخاصة في تونس بكلفة معقولة وبلا تأشيرة وربما لا يهتم كثيرون بهذه الجزئية ولكني أقول لإخوتي الليبيين لا تنسوا أن تونس فتحت أحضانها لنا عند الأزمة وأنها رحبت بنا أشقاء وإخوة. الوضع في ليبيا كان صعبا على المواطن، كيف لمواطن ليبي أن يحيى بجراية لا تتعدى 150 جنيها وربما أقل وليبيا مصنفة ضمن الدول العشر الأغنى بالنفط في العالم إذ كان إنتاجها يقارب مليوني برميل في اليوم فضلا عن تهكم السلطة على المواطن، كانت اسرة القذافي هي التي تحكم البلاد ،لا جيش ولا شرطة ولا إدارة وفساد مالي بلا حدود قد يعرف أوله ولا يعرف آخره.
بماذا يعلق القائم بأعمال السفارة الليبية بتونس على «نهاية» محنة الديبلوماسيين المختطفين العروسي القنطاسي ومحمد بالشيخ؟
أعترف لكم بأن المحنة التي أشرت إليها كانت أخطر إمتحان مررت به منذ قدومي إلى سفارة ليبيا بتونس، محمد بالشيخ اختطف قبل تعييني بأيام وقد وجدت نفسي منذ البداية في وضعية صعبة وشعرت بالإحراج صدقني لأني لم أتصور أنه سيأتي يوم يختطف فيه تونسي في ليبيا أو ليبي في تونس(وهو ما لم يحدث في بلادنا إلى حد الآن على الأقل).
هل إستقبلت عائلتي القنطاسي وبالشيخ؟
نعم إستقبلت أفراد العائلتين ولم يكن ذلك «مزية» مني كان واجبا أخلاقيا وإنسانيا وديبلوماسيا، هو أقل واجب، كنا على إتصال وتابعت مساعي الإفراج عن المختطفين من خلال السيد محمد الشيخ وزير الداخلية الليبي السابق ورضا البوكادي سفير تونس بليبيا وخاصة معالي الدكتور منجي الحامدي وزير الخارجية التونسي وهو رجل أدار الأزمة بكثير من الحنكة والدراية.
هل كنت واثقا من نهاية الأزمة هذه النهاية السعيدة؟
كنت واثقا من إطلاق سراح المختطفين دون أن يكون لي القدرة على تحديد موعد الإفراج عنهما، كانت المسألة مسألة وقت.
الفضل لله في إنتهاء الأزمة ولكن الدور الأكبر كان للسيد محمد الشيخ وزير الداخلية السابق الذي بذل مجهودا كبيرا مع الخاطفين وكان حلقة الوصل بيننا وبينهم، وكذلك لا بد من التنويه بالدور المؤثر للدكتور منجي الحامدي وزير الخارجية الذي تابع الأزمة بشكل يومي وكنت على تواصل معه وقمت بما أستطيع القيام به في إطار الواجب، كما أنوه بدور الأستاذ رضا البوكادي سفير تونس في ليبيا ، نحن أشقاء وشعب واحد.
بدأ البعض يوزع البطولات يمينا وشمالا ، سؤالي هل كان لعبد الحكيم بلحاج دور في الإفراج عن القنطاسي وبالشيخ ( صرح بذلك سفير تونس بليبيا)؟
على حد علمي لم يكن له أي دور، شخصيا لا أعلم دوره، أعرف أن شعبان هدية (أبو عبيدة) (كان ممنوعا من زيارة تونس باعتباره محسوبا على التيار السلفي المتشدد) كان له دور.
هل إلتقيته في تونس؟
قابلته ، نعم.
هل كنت على معرفة سابقة به؟
نعم، أعرفه خلال الثورة، كان من الثوار الذين «قعدوا عنا، هو من ثوار الزاوية».
نحن أشقاء وشعب واحد فليكن، لكن كيف وجدت العلاقات التونسية الليبية؟
انا لا اخاف على العلاقات بين بلدينا واعتقد ان الأزمات العابرة لا تؤثر عليها.
ولكنها علاقات هشة وأبسط عركة بين مهربين بين البلدين قد تؤدي إلى إغلاق معبر راس جدير؟
صحيح، هذا بسبب الوضع الهش في ليبيا كما أن تونس تتعافى تدريجيا وهذه الأمور ستتم السيطرة عليها بتفعيل المنظومات على الحدود بشكل جيد ونحن ندعو إلى ضرورة إعادة النظر في هذه المنظومات حتى لا يسمح للغوغائيين من البلدين بإفساد العلاقات بين الشعبين.
كنت أحد ثوار 17فبراير واليوم تجد نفسك رئيسا للبعثة الديبلوماسية الليبية في تونس التي تأوي آلافا من النازحين يصنفون على أنهم من الفلول أو الأزلام، فكيف تتعامل مع هؤلاء؟
أنا هنا أمثّل الدولة الليبية التي لا تميز بين أبنائها، والفيصل بين المواطنين هو القانون، كلنا ليبيون من قاد الثورة ومن شارك فيها ومن آمن بنظام القذافي إلى آخر لحظة، كلنا في النهاية ليبيون وليبيا هي الخيمة التي تظلنا جميعا، والإختلاف في التقدير والتقييم إنساني وليس جريرة يعاقب عليها المرء، ما يعاقب عليه الفرد هو أن يكون إعتدى على غيره وسلبه حقا من حقوقه وهنا يتدخل القضاء لإنصاف المظلوم ، الثورات مراحل ولكل مرحلة مقتضياتها.
ماهي مقتضيات هذه المرحلة؟
المصالحة الوطنية والحوار الوطني.
لم نتعود سماع هذه المواقف من قبل من طرف «رجال الحكم الجديد» في ليبيا؟
قلت لك الثورات مراحل، وعلى كل ليبي ان يعي أن المرحلة الحالية تقتضي الحوار الوطني والمصالحة وكل ليبي يجب أن يعي أنه لا يمكننا كثوار أن نبني ليبيا الجديدة دون تشريك قطاع من الشعب الليبي.
هل المصالحة الليبية ممكنة؟
ستأتي في وقت قريب، لا خيار لنا غير المصالحة الوطنية.
بيد من ستأتي، بأياد ليبية أو خارجية؟
ستأتي بأيادي الليبيين أنفسهم وبمساعدة دول الجوار وفي مقدّمتهم تونس حكومة وشعبا وكذلك برعاية الأمم المتحدة ، نحن في حاجة إلى كل الجهود الخيرة.
ما حجم المشاركة الليبية في مؤتمر دول الجوار المنتظم ببلادنا يومي 13 و14 جويلية الجاري؟
السيد وزير الخارجية هو من سيكون على رأس الوفد الليبي.
ماذا تنتظرون من هذا المؤتمر عدا أن يقبل الوزراء بعضهم البعض؟
أتمنى ان تكون هناك قرارات، إذا أتت القرارات فلا مانع من القُبل، ومهما يكن فإن تنظيم المؤتمر في هذه المرحلة هو خطوة إلى الأمام خاصة أنه يلتئم هنا في تونس.
هل يمكن لتونس ان تقوم بدور ما في تحقيق المصالحة الليبية؟
بالتأكيد لأنه يمكننا أن نستفيد من تجربة تونس في تحقيق المصالحة الوطنية وهذا ليس عيبا، لا ينبغي أن ننظر بحساسية إلى الأيادي التي تمتد إلينا، الناس تأتي بتجارب دول بعيدة وأنا متأكد أن التجربة التونسية ستفيدنا كثيرا في المستقبل.
ما هو مستقبل ليبيا من حيث النظام السياسي؟ هل يمكن أن تعود إلى الملكية؟
أنا أستبعد ذلك مع ان الملكية الدستورية جزء أصيل من الديمقراطية، اتصور أن الأقرب أن تكون ليبيا جمهورية.
ما الذي ستغيره إنتخابات 25 جوان في المشهد السياسي الليبي؟
بالتأكيد هذا أمل الليبيين ، أنت تعرف ان التجربة الليبية في الديمقراطية تعادل الصفر ولم تعرف ليبيا على مدى تاريخها أحزابا سياسية.
«الكتاب الأخضر» ينص على أن من تحزّب خان؟
حتى في أيام الملك رحمه الله لم تنشأ احزاب، في بداية الإستقلال بعثت «جمعية عمر المختار» في بنغازي و«حزب المؤتمر» ثم تم إلغاؤهما.
نحن الآن ندفع ثمن سياسات المجلس الوطني الإنتقالي الذي من رحمه جاء المؤتمر الليبي العام الذي كان فاشلا إذ سمحوا بوجود ألأحزاب في غياب قانون ينظم الحياة السياسية، ما يدعو للتفاؤل بتنظيم الإنتخابات الأخيرة أن المترشحين هم عموما مستقلون إستجابة لضغط الشارع الليبي، ونتوقع ان يكونوا في مستوى إنتظارات الشعب الليبي ونحن في مستوى السفارة مكنا الليبيين المقيمين بتونس من الإدلاء بأصواتهم في كامل الشفافية.
ما تصور الطبقة السياسية في ليبيا لنزع سلاح الميليشيات؟
للأسف كان يمكن حل المشكل منذ أيام المجلس الإنتقالي ولكننا بقينا نعاني تركة المجلس ومن بعده المؤتمر الوطني الليبي العام ومع ذلك ليس مستحيلا إيجاد حل لهذا المشكل وخاصة مع البرلمان الجديد الذي من أولوياته بناء مؤسسات الأمن والجيش وضمان الأمن وجمع السلاح، ولابد من وجود أناس مختصين يجدون حلولا لهذه المعضلة خاصة أن عموم الليبيين سواء كانوا أفرادا أو ميليشيات باتوا مقتنعين بضرورة أن تكون الدولة هي الجهة الوحيدة التي تمسك السلاح وهذا الملف سيكون أولوية من اولويات الحوار الوطني وأعتقد أن ضغط الشارع الليبي سيؤتي أكله مع الوقت.
هل ليبيا مهددة بالتفكك ؟
دعوات التقسيم مستبعدة ولن يرضى بها الليبيون وأعتقد أن الذين لوحوا بالانفصال كانوا يستعملون الشعار ورقة ضغط في مرحلة معينة ولكن أهلنا في المنطقة الشرقية وقفوا في وجه الدعوات الإنفصالية، ليبيا وطن للجميع «بس» هي في حاجة للإستقرار ووعي الجميع بأن نتجاوز ما سلف ونعفو عن بعضنا البعض، ثرواتنا كبيرة مقابل 6 ملايين مواطن ونحن قادرون على أن نكون في أفضل حال.
لكن الثورة خلفت جراحات عميقة(تهجير بعض المناطق بأكملها على سبيل المثال) فكيف يمكن مداواتها؟
هناك جرائم مثل القتل والاغتصاب يصعب أن تطلب من الضحايا أو أهاليهم أن يطووا صفحتها، لا بد من مثول المذنبين أمام القضاء وأنا أطلب من إخوتي الليبيين الاّ يعمموا حتى لا يؤخذ كثيرون بجريرة البعض فلا يمكن توقع ان يكون سكان منطقة تم تهجيرها كلهم مجرمون ؟ هذا ضرب من ضروب المبالغة والخيال، ونحن متفائلون بأن القضاء بخير وهو قادر على النظر في هذه الملفات والحكم بالعدل والإنصاف والدليل على ذلك قرار المحكمة العليا بعدم شرعية حكومة أحمد معيتيق وكيف إمتثلت كل الأطراف لحكم المحكمة، هذا مؤشر جيد لا بد أن نبني عليه ولا يمكن ان نصبح نحن القضاة نحكم بأمزجتنا، جهاز القضاء هو الوحيد الذي يتولى المحاسبة حتى لا نعالج المظالم والتجاوزات بأخطاء جديدة.
هل لديك علاقات بالطبقة السياسية التونسية؟
كما تعرف لم يمض على تعييني بتونس وقت طويل ولكني خلال الفترة القصيرة التي أمضيتها بينكم إلتقيت بفخامة الرئيس كم مرة زرت الشيخ راشد الغنوشي والأستاذ الباجي قائد السبسي.
زرت الشيخين؟
(يضحك) أنا أحترمهما واقدرهما كثيرا ، الأستاذ الباجي اعتبره رمزا من رموز السياسة العربية والإفريقية «والشيخ راشد له مكانته»، وأنا على تواصل مع وزير الخارجية الدكتور منجي الحامدي وهو رجل فاضل أكنّ له كل التقدير، والأزمة التي مررنا بها جعلتني أكتشف معدن هذا الوزير.
متى سيتم تسليم السجينين الضبع واللواج (تمت محاكمتهما في قضية احداث الروحية) إلى السلطات الليبية؟
اعتقد انه ليس هناك تاريخ واضح ولكن المساعي «ماشية في هذا الإتجاه دون تحديد موعد دقيق».
الرئيس المرزوقي أمر مستشاره القانوني بتسريع تسوية الملف خلال إستقباله للعقيد محمد الشيخ وزير الداخلية الليبي السابق بحضورك يوم 2 جويلية؟
صحيح هذا حدث، نحن نحترم الدولة التونسية ونحترم ممارستها لسيادتها فوق اراضيها ونحترم القانون والقضاء ولنا أيضا ثقة في إيفاء تونس بتعهداتها ، الأمر سيتم وفق ما يليق.
هل مازال لديك نفوذ في الزنتان بإعتبارك كنت نائب رئيس المجلس المحلي خلال الثورة؟
(يستغرق في الضحك) انا استاذ محمد إنسان بسيط نفوذي بتعاملي الطيب مع الناس وتقديرهم لي هذا هو النفوذ الذي يعنيني.
ماذا كان دورك خلال الثورة؟ هل حملت السلاح؟
حملت السلاح ولكن دوري الأساسي كان في تسيير أمور الزنتان، كنت معنيا بتأمين الوقود والماء والكهرباء والمصارف... لأن جميع قطاعات الدولة تعطلت وكان علينا أن نوفر للمواطنين ضرورات حياتهم خلال تلك الفترة.
ما سر شهرة الزنتان تحديدا؟ هل كان هناك ثأر شخصي بينكم وبين القذافي؟
القذافي لم يكن يحب أحدا في ليبيا إلا عائلته والبطانة المحيطة به المتنفذة والمستفيدة من نظامه الفاسد « هو ما يحب حد وما فيش حد يحبه» لكن قبضته الحديدية و«سخاءه» مع بعض المناطق مثل مسقط رأسه لم يشفعا له لأنه لم يفعل شيئا لليبيين، كان يمكنه أن يحول ليبيا إلى جنة ولكنه حول حياة الليبيين إلى جحيم، والزنتان مثل سائر المناطق الليبية ضحت خلال الثورة، ربما قتال شبابنا كان بشراسة، نحن منطقة قدّمت 500 شهيد خلال الثورة، والزنتان ثارت على القذافي منذ 16 فبراير ونحن أكثر منطقة قدمت شهداء مقارنة بعدد السكان.
وقد بدأ غضب شبابنا حين أرسل منصور ضو مسؤول الحرس الشعبي يطلب ألف شاب متطوع للقتال ضد أشقائنا في بنغازي حيث بدأ التخطيط للثورة ، شبابنا إعتبروا الطلب إهانة لهم فخرجوا للشارع يوم 16فبراير يهتفون ضد القذافي ونظامه.
ميليشيا الزنتان تسيطر إلى الآن على مطار طرابلس؟
لا غير صحيح، المعلومة غير دقيقة مشكلتنا ان أجندات «خارجية» دخلت لليبيا هناك اطراف تريد إزاحتنا من طرابلس للتحكم في البلاد وفق أجنداتها الخاصة لذلك تعمد إلى تشويه ثوار الزنتان ، واقع الحال أن مطار طرابلس يديره موظفون محترفون جزء منهم كان يعمل قبل 17 فبراير عادوا إلى مواقعهم والقوات التي تؤمن المطار من سوق الجمعة وفشلوم ومناطق أخرى ولكن هناك من يريد أن يجعلها مناطقية وقبائلية، المطار مؤسسة حيوية يديرها أهلها ممن لم يتورطوا في قضايا.
لماذا تتمسكون بمحاكمة سيف الإسلام القذافي في الزنتان؟
ولماذا لا نتمسك به؟ الزنتان موجودة في ليبيا (160 كلم غربي طرابلس).
هل قابلته بعد القبض عليه؟
أبدا.
لماذا لم تسع إلى مقابلته؟
لم أفعل ذلك ولم أفكر فيه أصلا رغم أني كنت في موقع يسمح لي بذلك، كنت مسؤول لجنة الأسرى ، لم ألتق به وهو في الحكم ولا يشرفني أن ألاقي رجلا سجينا في لحظة ضعف بعد سطوته وجبروته ، لا أريد أن يشعر لا هو ولا شبابنا ولا الرأي العام بأني أتشفى من أي كان حتى لو كان عدوا أو أساء لشعبه.
هل هناك ضمانات لمحاكمته محاكمة عادلة في الزنتان؟
لا أبالغ إن قلت لك إن الزنتان هي المكان الوحيد الذي يمكن فيه تأمين محاكمة عادلة لسيف الإسلام القذافي ، الزنتان هي أعدل مكان لمحاكمة سيف الإسلام.
ما سر هذا الوثوق؟
يمكنك سؤال الأسرى الذين أفرجنا عنهم، هل أسأنا إلى واحد منهم؟ هم سيجيبونك تأكد أننا عاملناهم بما يحتمه علينا ديننا وأخلاقنا كليبيين وما يفرضه القانون الدولي وحتى المنظمات الحقوقية تشهد بذلك، وقتها ستدرك لماذا الزنتان هي أعدل مكان يحاكم فيه سيف الإسلام الذي كان على مسافة 150 كلم على حدود النيجر حين قبض عليه شباب الزنتان «ليش ما نحاكمو في الزنتان؟».
ألا يوجد برود بين المشارقة(سكان المنطقة الشرقية أي بنغازي) وطرابلس، خاصة وان البعض يعتبر ان الثورة هي ثورة المنطقة الشرقية على مركزية القرار في طرابلس؟
لا إطلاقا، والله ما عندناش هذا في ليبيا ، نحن شعب واحد من اصول واحدة، إحنا عدد بسيط فقط نحتاج للتفكير بعقلانية لحل مشاكلنا ونعيشو بخير، كما يهمنا أن تكون علاقتنا مع تونس علاقة متميزة لأن علاقاتنا أكبر من الجوار الجغرافي فنحن جيران ونتصاهر وعلاقاتنا الاقتصادية كبيرة ويمكن للشعبين أن يستفيدا من بعضهما البعض.
عند كل أزمة يعود الحديث عن منطقة تبادل حرّ في المنطقة الحدودية ولكن شيئا لا يتم؟
المسألة كلها أن الوضع الأمني الهش في ليبيا لا يسمح بتحقيق الكثير لكن بمجرد إستقرار الوضع الأمني في تونس وتمكن الدولة الليبية من المسك بزمام الأمور وتفعيل عديد الإتفاقيات بين البلدين فتأكد أننا قادرون على تحقيق الكثير للشعبين.
دور السفير مهم في العلاقات الثنائية بين أي بلدين هل أنت مؤمن بمستقبل العلاقات التونسية الليبية؟
بالتأكيد متأكد أنها ستعود لأفضل مما كانت عليه.
هل تؤكد وجود «أبو عياض» على التراب الليبي؟
يقال هذا لكني شخصيا لا أنفي ولا أؤكد.
ما مدى صحة ان مدينة «درنة» خارج السيطرة وبانها الملاذ الآمن للإرهابيين؟
للأسف الدولة الليبية لا تمسك بزمام الأمور هذه حقيقة نتمنى ان تتغير قريبا، مدينة درنة دخلها متطرفون
من التكفيريين من خارج ليبيا، نحن مسلمون بطبعنا ونحن شعب متدين مذهبنا هو المالكية ما عندناش طوائف ولا تطرف ولكن هذه العناصر تخدم أجندات استخباراتية، هناك مجرمون كانوا في السجون، عدد كبير أطلقهم القذافي وأعطاهم السلاح لمحاربتنا قرابة العشرين ألفا في المنطقة الغربية مش كل شيء ننسبه للإسلاميين، المتطرفون والقادمون من خارج ليبيا يشكلون خطرا على ليبيا وعلى تونس.
كيف عشت بدية شهر رمضان في تونس؟
هذا أول رمضان بينكم، أعجبتني الأجواء، إحتمال أقضي بقية الشهر الفضيل في ليبيا.
هل تابعت المونديال؟
طبعا
هل أنت مغرم بكرة القدم؟
انا لعبت في الدرجة الثانية صانع ألعاب وتمرنت لفترة مع أهلي طرابلس، وانا أتابع الكرة التونسية وخاصة منتخب الأرجنتين النايلي وعتوقة والكعبي وذويب والإمام وغميض والجندوبي والقاسمي (ردد على مسامعي أسماء كل صناع ملحمة الأرجنتين من مدربين ولاعبين أساسيين وإحتياط؟) واتابع الدوري التونسي والأربعة الكبار حاليا.
قيل لي أنك من انصار الترجي الرياضي التونسي؟
أنا من أنصار تونس والمنتخب التونسي.
وفي المونديال؟
هولندا وأتوقع انها مع ألمانيا الأجدر بالبطولة.
والجزائر؟
رفعت رؤوسنا.
متى نرى المنتخب الليبي في المونديال؟
حين تعود ليبيا إلى حياتها العادية، حين تختفي 14.5 و106 (يقصد أنواعا من الأسلحة) من الشوارع سترى منتخبا ليبيا عتيدا ونتمنى ان يعود المنتخب التونسي إلى المستوى المعتاد وتشتغل مؤسسات الدولة بنسق طبيعي ، وقتها سترى المستوى الحقيقي للاعبينا «شفت أنت» فزنا ببطولة إفريقيا للمحليين ومنتخب الشباب ماشي كويس، أهلي بنغازي مثلنا كويس في رابطة الأبطال».
كيف تختم هذا الحوار؟
رسالتي ستكون للإخوة الليبيين النازحين في تونس - رغم أن الدكتور منجي الحامدي وزير الخارجية التونسية لا يحبذ هذه الكلمة على إعتبار أن الليبيين هم في بلدهم ولا يمكن أن يوصف من هو في بلده بالنزوح».
(مقاطعا) كم عدد الليبيين في تونس؟
المقيمون في تونس لا يتجاوز عددهم 130 ألفا.
والسياح الليبيين؟
عددهم كبير تجاوز 475 ألفا خلال الأشهر الثلاثة الماضية ، أنا اقول لإخوتي الليبيين في تونس ان حقوقكم مثل حقوقي لا فرق بيننا واقول لهم إن السفارة سفارتكم ومن له معاملة مرحبا به معززا مكرما أما من هو مطلوب للقضاء فلا يمكنني لا أنا ولا رئيس الحكومة أن نفعل له شيئا وليس من حل أمامه سوى المثول امام القضاء لكن من يخشى العودة إلى مسقط رأسه بسبب الخوف لا غير دون ان يكون إرتكب جرائم في حق شعبه فنحن نتعهد له بأن نساعده على العودة وفض الخلافات البسيطة القائمة مع منطقته وتأمين سلامتهم ما فيش مشكل، لابد من المصالحة الوطنية لأن ليبيا تنادينا وهي في حاجة إلينا ثوارا وغير ثوار، ليبيا لا تحتمل هذه الأوضاع وإن شاء الله ربي يلم الشمل... وأعدكم بزيارة «التونسية» بعد شهر رمضان الكريم...


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.