بدأت أحداث مسلسل «ناعورة الهواء» تتسارع في الدوران نحو خط النهاية ... حيث أن حلقات معدودة تبقت في عمر هذا العمل الدرامي من النوع البوليسي الذي يمتد على 22 حلقة. فماذا عساها تفعل التلفزة الوطنية لسد الفراغ الطارئ على شاشتها الرمضانية ؟وكيف ستكمل بقية البرمجة والحال أنها دخلت الموسم وفي زادها مسلسل يتيم؟ لأول مرة منذ 30 عاما «تصوم» التلفزة التونسية عن الإنتاج التلفزي الرمضاني نتيجة مقاطعة عدد من أبناء الدار من مخرجين ومنتجين للموسم بسبب ما اعتبروه « تهميشا لهم وظلما في حقهم مقابل الانحياز لشركات إنتاج خاصة.» كما ألقت الاحتجاجات والخلافات التي اجتاحت كواليس التلفزة التونسية حول مشروعية مقاييس انتقاء السيناريو وكيفية إسناد الأعمال الدرامية بظلالها على نسق استعداد هذه التلفزة العمومية للموسم الرمضاني ,فكان الحصاد هزيلا : مسلسل وحيد في العام! المهرجانات الكبرى... بدل الدراما ! في ظل هذا الشغور الحاصل في برمجة القناة الوطنية الأولى في النصف الثاني من شهر الصيام , من المنتظر أن تستنجد هذه المؤسسة العمومية بالمهرجانات لملء شاشتها الرمضانية حيث علمت «التونسية» من مصدر موثوق أن النية تتجه نحو بث السهرات الناجحة للمهرجانات الكبرى على غرار مهرجاني قرطاج والحمامات ومهرجان المدينة... بالإضافة إلى تأمين برمجة خاصة بليلة 27 رمضان وسهرة العيد . ومن شأن هذا الخيار أن يسد فراغ شاشة التلفزة الوطنية 1 لكن ذلك لايعني بالضرورة أن يقبل المتفرج التونسي الذي اعتاد ,لعقود, تناول أطباق دسمة من البرامج والمنوعات والمسلسلات على مائدة تلفزته «الأم» ولم يتعوّد على استهلاك «البايت» أو «الوجبات السريعة»... خصوصا أنه يدفع من ماله الخاص ضريبة محتوى هذه الأطباق تحت عنوان «أداءات» في فاتورة الكهرباء !