«لا تكاد تمر حادثة ارهابية في أي ربع من ربوع البلاد إلا وسقط شهيد أو شهداء من أبناء منطقة المكناسي أو من أي منطقة أخرى تابعة لجهة سيدي بوزيد وهو ما جعل قائمة شهداء الجهة عموما تطول وهذا لا يثنينا عن التمسك بالدفاع عن وطننا العزيز والذود عنه كلفنا ذلك ما كلفنا ولكن على الحكومة وعلى المجلس التأسيسي وعلى كل الوطنيين أن يعجلوا بضرورة المصادقة على قانون الإرهاب وتفعيله وعلى سائر الشعب التونسي أن يتصدى لانتشار ظاهرة الإرهاب». هذا ما تردد كثيرا على ألسنة المعزيات والمعزين الذين تحولوا مساء أول أمس إلى مدينة المكناسي وتحديدا إلى منزل والد الشهيد البطل عصام العليبي لحضور تشييع جثمان الشهيد وتقديم التعازي لعائلته وأهله ومواساتهم على المصاب الجلل وهناك أيضا (في المكناسي) بدا المشهد أليما ومحزنا ومشوبا بعبارات الاعتزاز والفخر حيث ترددت كلمات على ألسنة أفراد العائلة الموسعة للشهيد للتعبير عن فخرها بما قدمه عصام لخدمة الوطن على غرار «عصام بطل... عصام شهيد... عصام مات راجل... عصام أكرم منا جميعا... عصام ما يخافش... عصام شهيد المكناسي وسيدي بوزيد وتونس الكل... الله يرحم الشهيد... الله يرحم البطل... عصام مجاهد في سبيل الوطن» كما ترددت كلمات أخرى تنم عن حزن عميق من أصدقائه وأنداده وأهله تضمنت دعوات الجهات المسؤولة إلى ضرورة إيلاء العناية الفائقة لعائلة الشهيد خصوصا أن والده صار مقعدا بعد أن تعرض إلى أزمة صحية منذ سنوات ولم يحظ بأيّة عناية رغم ما قدمه من جهود في العمل البلدي بالمكناسي. كما أن الشهيد ينتمي لعائلة تتكون من تسعة أفراد وهو يعد العائل الوحيد لها. من هو عصام العليبي ؟ هو أصيل منطقة المكناسي يبلغ من العمر 33 سنة انخرط في صفوف الجيش الوطني سنة 2004 وقد زاول تعليمه حتى السنة الرابعة ثانوي وينتمي إلى وسط اجتماعي دون المتوسط وهو معروف بفطنته وذكائه ووطنيته وحسن المعاشرة وتتركب عائلته من أب مسنّ ومقعد وأم وستة أخوة من بينهم اثنان من حملة الشهائد العليا معطلين عن العمل. جنازة ومسيرة وقد نظم بعيد الإفطار الحضور من أهالي ومتساكني معتمدية المكناسي والمناطق المجاورة لها مسيرة حاشدة انطلقت من أمام منزل والد الشهيد عصام العليبي الذي أريد أن يرفع جثمانه على الأعناق إلى غاية مقبرة المكان. المسيرة جابت الشارع الرئيسي وسط مدينة المكناسي ورفعت خلالها شعارات منددة بالإرهاب وبالاغتيالات العشوائية ومطالبة بسن وتفعيل قانون مكافحة الإرهاب في أسرع الآجال. ولم ينس مشيعو جثمان الشهيد الإشادة بما قدمه العسكريون والأمنيون من تضحيات جسام في سبيل تخليص البلاد من خطر الإرهاب الذي ما فتئ يتهدد سلامتهم وسلامة الوطن والمواطنين مؤكدين صمودهم ودعمهم للمؤسستين العسكرية والأمنية بكل ما أوتوا من قوة. ثم ووري الشهيد الثرى في مقبرة المكناسي قبل أن يتفرق الجميع.