*محمد بوغلاب لم يكن الحفل الذي نظمته وزارة السياحة ضمن مهرجان قرطاج الدولي بنجاح لافت للانتباه في سهرة الإثنين 21جويلية للفنان اليوناني "ياني" مجرد سهرة فنية عادية، فقد كان تحديا "أمنيا" بالدرجة الأولى واختبارا لمدى تمسك التونسيين بنمط حياتهم رغم التهديدات الإرهابية القادمة من جبل الشعانبي. لم يكن أكثر المتفائلين يتوقع أن تهب الجماهير إلى المسرح الأثري بقرطاج منذ الخامسة مساء أي قبل ساعتين بالتمام والكمال من موعد فتح الأبواب ...وقبل ساعة من إنطلاق العرض المقرر في العاشرة والنصف ليلا امتلأت مدرجات المسرح الروماني بقرطاج وغص مأوى السيارات بالعربات ومع ذلك واصل أعوان الإستخلاص قبض الدنانير ليواجه كل "غافل" مصيره بعد أن يدخل المأوى فلا يجد حتى مكانا لدراجة هوائية، وأين المشكل فالتونسي للتونسي رحمة الغريب أن هؤلاء الأعوان يغادرون جميعا فور الانتهاء من جمع إتاوة ركن السيارة لتبقى مهمة الحراسة لأعوان الأمن الذين كانوا في غاية الأدب –وبصراحة أكثر من العادة- قدم "ياني" واحدا من أجمل حفلاته ولعله لم يصدق أذنيه وهو يستمع إلى الجمهور يهتف بإسمه مرارا وتكرارا فبادل الجمهور حبا بحب و تكلم طويلا وضحك طيلة السهرة ، قال للجمهور" إنكم شعب عظيم لكن ما أصعبكم" لأن الجمهور الحاضر بكثافة منع "ياني" من إنهاء الحفل مرتين وطالب مصفقا بعودته وهو ما إستجاب له "ياني" بكثير من العفوية والتلقائية التي تليق بالفنانين الكبار ، وبعض الكبار سنا يبقون صغارا ... ليس من عادتنا أن نشكر منظمي الحفلات ولكن وزارة السياحة تستحق كلمة "بارك الله فيكم" ، إذ لم يعترض الصحافيين أي إشكال كما أن دخول الجماهير وخروجها من المسرح كان بمرونة كبيرة فضلا عن الظروف التقنية العالية التي دار خلالها حفل "ياني" . وإثر إنتهاء السهرة نظمت وزارة السياحة حفل استقبال حضره الفنان "ياني" الذي كان ساحرا بعفويته وبساطته يلتقط الصور مع الجميع دون أي تعقيدات كما حضر الحفل عناصر الفرقة الموسيقية المجنونة التي رافقت الفنان اليوناني ، وكان لافتا للإنتباه حضور السيد محمد كربول السفير السابق وهو والد وزيرة السياحة فضلا عن وزيري الفلاحة والثقافة ومديرة مهرجان قرطاج سنيا مبارك التي كانت مصحوبة بزوجها ، ودعي لحفل الاستقبال عدد من الصحافيين ... وحتى نكون منصفين لا بأس من كلمة حق في الملحق الصحفي لوزارة السياحة "القيدوم" زبير الجبابلي لسبب بسيط هو انه يقوم بعمله دون إدعاء بطولة أو تضييق على أحد من الصحافيين ليقول "نحن هنا، ولن تمروا إلا بتزكية مني" في حين يعمد آخرون إلى فعل كل شيء للفت نظر الوزيرة بأنهم يشتغلون ولو كانوا يحرثون في الماء ...ولله في خلقه شؤون .