شهد مهرجان بوقرنين قبل الثورة في العديد من دوراته انهيارا واضحا على مستوى الإقبال اختلفت أسبابه منها المادية ومنها قيمة العروض التي تمت برمجتها التي كانت بعيدة عن أذواق جمهور المهرجان. لكن دورة هذه السنة تبدو مغايرة تماما للدوارات السابقة فبعد القرار الذي اتخذته وزارة الثقافة والمندوبية الجهوية لبن عروس بتعيين تركيبة جديدة لهيئة المهرجان هذه الصائفة وعلى رأسها الموسيقي نوفل بن عيسى يمكن القول إن سلطة الإشراف قد أصابت الاختيار اضافة الى إحاطة والي الجهة الذي بمبادرة منه مكن هذه الفضاءات الثقافية من اعتمادات مالية إضافية لتوفير أفضل الظروف المتاحة للعمل. وكانت «التونسية» قد أشارت في أعداد سابقة الى نجاح عروض دورة هذه الصائفة التي لاقت الإستحسان والإعجاب من قبل رواد المهرجانات .ولعل السهرات الثلاث الأخيرة كالحضرة وسهرة نجم الأغنية العربية نور مهنى وعرض سرك الأطفال الذي نشطه بكل حرفية وروح مرحة المنشط القدير حاتم بن عمارة شهدت إقبالا منقطع النظير حيث قضى الجمهور الذي تابع هذه العرض أحلى السهرات على غرار سهرة نور مهنى الذي أطرب الحضور الذي تجاوب معه بترديد الأغاني. كل المؤشرات من خلال العروض الدسمة المبرمجة في هذه الدورة توحي بأن مهرجان بوقرنين عادت له نكهته وأكيد أنه سيستعيد بريقه خاصة وأن النجاح التنظيمي والإقبال الجماهيري من جهة ودسامة العروض من ناحية أخرى تجعل هذه الدورة دورة استثنائية تعيد لذاكرة رواد هذا المهرجان للدورات الزاهرة لهذا الفضاء الثقافي في سنوات الثمانينات والتسعينات.