بقلم: محمد الهادي الحيدري أدار الصهاينة منذ نحو شهر رحى القتل في غزة, فأحرقوا بقنابلهم المحظورة وغير المحظورة – وعلى مرأى ومسمع من العالم - الحجر والبشر .. فلم يستثنوا حاملا ولا رضيعا ..لا صغيرا ولا كبيرا , عابثين غير عابئين.. لم يردعهم أحد - حتى حين قبروا النازحين اللاجئين الى مدرسة «الأونروا» التابعة للأمم المتحدة في رفح... استمدوا جبروتهم من ضعف العرب وتناحر أبناء الوطن الواحد كذلك الذي يحدث في سوريا وفي العراق وفي ليبيا ... استغل الصهاينة انشغال مصر بمشاكلها الداخلية كما استغلوا خلافاتها مع حركة «حماس», فكان لهم ما أرادوا فقتلوا ودمروا بلا رقيب ولا حسيب,, فلا العرب تحركوا ولا الغرب أنصف المظلوم وادان الظالم. في الغرب يحاكم شخص لأنه قتل كلبا أو أهمل حيوانا.. وفي غزة تقتل اسرائيل عزّلا بلا هوادة فتمرّ جرائمها كأن شيئا لم يحدث.. أوباما وهولاند وديفيد كاميرون وأنجيلا ميركل وغيرهم ممن يسمون زعماء العالم الحرّ , ادعياء حقوق الانسان والديمقراطية والحرية يدينون صواريخ المقاومة الفلسطينية ويتجاهلون قنابل اسرائيل.. ادانوا مقاومة شرعية تكفلها كل القوانين الدولية ودافعوا عن كيان غاصب قاتل لا شرعية له, ساووا بين الجلاد والضحية ودعموا حملة ابادة يشارك فيها 86 ألف جندي مدعومين بالطائرات الحربية... أغاضهم صمود شعب يدافع عن أرضه فأباحوا قتله. عقيدة الكيان الصهيوني, عقيدة قتل واجرام وما يقوم به الصهاينة اليوم ليس مستغربا فهذا دأبه منذ نشأته على ارض فلسطين التاريخية, لكن المستغرب هو استمرار العرب في صمتهم واستكانتهم وكأن من يذبحون ويقبرون تحت الأنقاض ليسوا عربا مسلمين..المقاومة في قطاع غزة دافعت بما أمكن لها, والآلاف من أهل القطاع دفعوا حياتهم ثمنا للعزة والكرامة ولا يغيض ذويهم ظلم اسرائيل فهذا دأبها, ف «ظلم ذوي القربى أشدّ مضاضة».