«بات من الضروري تفعيل المشاريع السياحية المبرمجة بجهة صفاقس مع مراعاة خصوصياتها الثقافية والاقتصادية والجغرافية وان نجاح الموسم السياحي لا يقاس بعدد السياح ولكن بمدى تقدم الديناميكية الاقتصادية في البلاد». هذا أهم ما جاء على لسان وزيرة السياحة آمال كربول خلال انطلاق زيارة العمل التي تؤديها الى ولاية صفاقس يومي الجمعة 8 والسبت 9 أوت الجاري. وقد قامت أمس بزيارة المسلك السياحي للمدينة العتيقة ثم منطقة شط القراقنة ثم مشروع تبارورة وتحديدا على مستوى الهضبة التي ترتفع في المكان على انقاض كوم الفوسفوجيبس الذي لوث البحر والتربة وهو من مخلفات مصنع «ان بي ك» قبل هدمه في التسعينات. وخلال زيارة هذه المنطقة من مشروع تبارورة تعرفت الوزيرة كربول من خلال مداخلتي الرئيس المدير العام لشركة تهيئة السواحل الشمالية لمدينة صفاقس او شركة تبارورة محمد قويدر والمهندس المعماري غازي المهيري على اهم مكونات هذا المشروع الذي يتوفر على منطقة قابلة للتعمير تمسح 300 هكتار وفسحة شاطئية بطول 6 كلم ومنتزه حضري على مساحة 55 هكتارا ومازال هذا المشروع بعد ان تم انجاز اشغال المرحلة الاولى منه وهي التنظيف والردم وازالة التلوث يراوح مكانه جراء عدم معالجة عديد الاشكاليات المتعلقة به ومنها المحيطة بمنطقة تبارورة كالشواطئ القديمة والصناعات الفسفاطية ومنطقة السكة الحديدية والمنطقة الصناعية «البودريار» وقنالي كلم 4 وكلم 6 والاحياء الشعبية المجاورة للمشروع الى جانب الساحل الجنوبي. ورغم ان شركة تبارورة تمتلك رؤية واسعة لتطوير كامل المنطقة واستغلالها على الوجه الامثل فإن الارادة مازالت غائبة عن اهل القرار للاسراع بحل الاشكاليات التي تحول دون القيام بالمرحلة الثانية والمتعلقة بالانجاز والتعمير لتبارورة وعدم استقرار الحال الى حد الآن على فرضيات انجاز هذه المرحلة الثانية والتي توجد ضمنها 4 فرضيات اولها ان تتكفل الدولة بانجاز كامل مكونات المشروع من ازالة التلوث الى التهيئة والتسويق والفرضية الثانية للقطاع الخاص وذلك عن طريق التفويت الكلي في العقار لفائدة مستثمر او مجموعة من المستثمرين المحليين أو الاجانب والفرضية الثالثة هي تشاركية بين القطاعين العام والخاص تتمثل في شراكة بين الدولة ومستثمر اجنبي ومجموعة من المستثمرين المحليين والفرضية الرابعة هي التشاركية بين الدولة ممثلة في المجلس الجهوي لولاية صفاقس والقطاع الخاص، أيّ مستثمر اجنبي ومجموعة من المستثمرين المحليين كما تعرفت الوزيرة كربول بدقة على امكانيات الاستغلال الامثل للمنطقة الساحلية لصفاقس اي السواحل الشمالية والجنوبية للمدينة من خلال صور ثلاثية الابعاد. واثر ذلك ذلك اشرفت آمال كربول على جلسة المجلس الجهوي للسياحة واطلعت على تهيئة نزل قولدن توليب الذي احتضن اجتماع المجلس الجهوي للسياحة وستتوجه الوزيرة اليوم الى جزيرة قرقنة حيث ستطلع على مشروع المنطقة السياحية سيدي فنخل ثم تزور متحف العباسية واثر ذلك تؤدي زيارة الى بعض الوحدات الفندقية بالمنطقة السياحية بسيدي فرج في قرقنة. وفي لقاء لها مع الاعلاميين والذي حرصت خلاله على الحديث بشكل عام وعدم التطرق الى بعض الجوانب بكامل الدقة مع عدم الاجابة عن بعض الاسئلة الاخرى قالت آمال كربول انه بات من الضروري تفعيل عديد المشاريع السياحية المبرمجة في صفاقس مع ضرورة مراعاة خصوصياتها الثقافية والاقتصادية والجغرافية. وتحدثت كربول عن امكانيات صفاقس وقدراتها وقالت ان صفاقس هي ثاني مدن الجمهورية وانها قادرة على ان تكون عاصمة للسياحة البيئية والطبية وعاصمة لسياحة المال والاعمال. واضافت ان هناك عديد الدراسات الموجودة بصفاقس وانها ستسعى مع نظرائها في الوزارات الاخرى كالتجهيز والنقل لدفع نسق انجازها. كما اعتبرت الوزيرة انه لا يمكن قياس نجاح الموسم السياحي في تونس بعدد السياح وإنما بمدى توفر الجودة والديناميكية الاقتصادية في البلاد لضمان تألق ومستقبل السياحة.