خلال الندوة التي نظمتها وزارة التربية قبل أيام حول إصلاح التعليم غضب ممثل الإتحاد العام التونسي للشغل نور الدين الشمنقي كاتب عام النقابة العامة لمتفقدي التعليم الأساسي وغادر الندوة، وحين سئل عن سبب مقاطعته للاجتماع قال إن وزير التربية«تعمّد تجاهل الإتحاد عند ترحيبه بالضيوف و أنها إهانة لا يقبلها من وزير عرف بعدائه للإتحاد وللعمل النقابي». غير أنه استنادا إلى فيديو يوثّق جانبا من هذه الندوة التي حضرها الوزير من الساعة الثامنة والنصف صباحا إلى السادسة مساء في المركز الوطني لتكوين المكوّنين في التربية يتبيّن أن الوزير رحّب في كلمته بالمنظمات الشغيلة بشكل عام ثم أعاد الترحيب قائلا «وفي مقدمتها الإتحاد العام التونسي للشغل». فما الذي دفع ممثل الإتحاد إلى مغادرة القاعة إذن؟ يبدو أن السبب الحقيقي ليس قصة الترحيب هذه بل إن وزير التربية تعمّد دعوة ممثل «المنظمة التونسية للشغل» للمشاركة في ندوة إصلاح التعليم ولا يخفي هذا الهيكل النقابي الوليد ميله إلى حركة «النهضة» مقابل تصريحه بالعداء للإتحاد العام التونسي للشغل وقياداته الحالية ومن رموز المنظمة التونسية للشغل إمام جامع اللخمكي المثير للجدل رضا الجوادي . وقد أثارت تدخلات المنظمة التونسية للشغل خلال ندوة إصلاح التعليم عدّة تعاليق ساخرة فمن بين مقترحات ممثل المنظمة لمقاومة الإرهاب أن نأتي بالجنود وأعوان الأمن بأزيائهم إلى المؤسسات التربوية ونقدمهم للتلاميذ لنبيّن لهم أن رجال الأمن ليسوا« طواغيت»! ولعل السؤال الذي يطرح على وزير التربية هو أي تمثيلية للمنظمة التونسية للشغل حتى تكون في صدارة المتصدين لملف إصلاح التعليم؟ وماذا يجني قطاع التربية من مقترحات منظمة نقابية تحيط بها شبهات الإنتماء إلى حزب دون غيره؟