تحت سفح جبل الشعانبي وعلى بعد حوالي 6 كلم جنوب غرب مدينة القصرين في اتجاه قفصة توجد قرية "الدغرة" هذه المنطقة الفلاحية التي لا تبعد غير مسافة قصيرة عن الطريق الوطنية عدد 15 تعيش منذ 10 ايام غيابا كليا للماء الصالح للشراب من حنفياتها مما جعل عددا من ابنائها يتصلون بنا لاطلاق صيحة فزع. المواطن الزين اليحياوي قال لنا انهم وصلوا الى حالة يرثى لها من العطش في هذا الطقس الحار جدا الذي ميز الجهة منذ انطلاق شهر رمضان .. فيما اكد قريبه محمد عامر اليحياوي انهم اضطروا الى شرب مياه المواجل المتاتية من الامطار التي نزلت في الاسابيع الاخيرة واغلبها ملوثة .. ويضيف جارهم انور اليحياوي انهم اصبحوا يشاركون الضفادع و" بوجغلان " مياهها والمحظوظون من المتساكنين الذين تتوفر لهم امكانيات مالية يقومون بجلب صهاريج مياه من القصرين مقابل 20 دينارا للواحد ويؤكد الجميع ان القرية يتوفر فيها خزان للماء لكنه معطل لم تقم " الصوناد " بارسال فنيين لاصلاحه .. وللمطالبة باعادة المياه الى قريتهم نظم عدد من متساكنيها امس الجمعة وقفة احتجاجية امام مقر " الصوناد " بالقصرين عبروا فيها لمسؤولي الشركة عن تذمرهم من تواصل انقطاع الماء عنهم .. هذا ولمعرفة حقيقة الامر اتصلنا امس بمدير اقليم الشركة الوطنية لاستغلال وتوزيع المياه بالقصرين وسالناه عن وضعية الماء في قرية " الدغرة " فقال لنا:" الماء لم ينقطع عنهم بصفة كلية ولكن الكميات التي وفرناها لهم قليلة ولا تكفي لتامين كل حاجيات سكان القرية لان لدينا نقصا في الموارد المائية المتوفرة نتيجة كثرة الاستهلاك والتبذير والاستغلال العشوائي للمياه والتعطيلات التي تعرضنا لها من طرف بعض المواطنين لانجاز بئر اضافية بالدغرة لدعم الشبكة بكامل القصرين كانت مبرمجة للدخول في طور الاستغلال في بداية هذه الصائفة حيث توقفت الاشغال التي نقوم بها نحن و"الستاغ " وتوصلنا مؤخرا الى تجاوزها وفي ظرف اسبوع ستصبح البئر جاهزة وتنتهي معها الاشكالية وفي انتظار ذلك اتفقنا مع اهالي القرية على حل مؤقت بتمكينهم من المياه في الليل من خلال قطعها عن اماكن اخرى حتى يتسنى لهم التزود بالماء "