حبر كثير سال حول الأسباب التي جعلت الثنائي عصام جمعة وسامي العلاقي يتخلفان عن رحلة المنتخب إلى مصر.فهناك من أرجع السبب إلى رفضهما اختيارات المدرب في المباراة الماضية أمام بوتسوانا ليقررا المغادرة في حين أرجعت أطراف أخرى مغادرة الثنائي لحضيرة المنتخب إلى اتفاق مسبق بين الجامعة وإدارة نادي السيلية القطري يقضي بضرورة عدم مشاركة جمعة في مباراة مصر وإلى تعرّض العلاقي إلى إصابة تمنعه من المشاركة في لقاء الغد.«التونسية» سعت لمعرفة الحقيقة وإلى تبين الخيط الأبيض من الأسود وكان لها حوار مع عصام جمعة الذي كان يستعد للسفر إلى قطر كشف خلاله عن أسباب مغادرته لكتيبة النسور وتحدث فيه عن لقاء بوتسوانا وعن القمة المنتظرة ضد المنتخب المصري: هل أعلنت فعلا العصيان وقرّرت مقاطعة تربّص المنتخب احتجاجا على عدم مشاركتك في لقاء بوتسوانا؟ طبعا لا ولا يمكن أن أفعل ذلك وأن أتكبر عن المنتخب الوطني لأي سبب من الأسباب.لا أعلم حقيقة ماهي الغاية من ترويج مثل هذه الأخبار الزائفة التي تكشف عن حقد دفين لشخصي وعن رغبة ملحة في عرقلتي وافتعال المشاكل لي.ما لا يعلمه الجميع أنني أكون في غاية السعادة عندما توجه لي دعوة الانضمام للمنتخب سواء شاركت كأساسي أوبقيت على البنك أوعلى المدارج.فأنا لاعب محترف وجندي وفيّ لا يمكنه أن يناقش أويحتج على قرارات الإطار الفني الذي تربطني به علاقة احترام كبيرة ومتبادلة.وبالعودة إلى سؤالك أود التأكيد على أن اتفاقا حصل بين الإطار الفني للمنتخب والجامعة التونسية لكرة القدم من جهة وإدارة فريقي نادي السيلية القطري من جهة أخرى ينص على ضرورة عودتي إلى قطر مباشرة بعد لقاء بوتسوانا بما أن فريقي سيخوض عشية الخميس مباراة لحساب دوري نجوم قطر.وكما تعلمون جميعا فإن القانون يخوّل لفريقي هذا الإجراء على اعتبار أن مباراة تونس ومصر مبرمجة خارج «أيام الفيفا».كل هذا لا يهمني وقد تحادثت مع الإطار الفني ومسؤولي الجامعة وأكدت لهم استعدادي للبقاء وتحمل عقوبات فريقي إن هم أرادو ذلك ولكن جورج ليكنز مكنني من الالتحاق بفريقي احتراما للاتفاق الذي أبرمه مع مسؤولي نادي السيلية ولذلك فإن ما أسمعه في الإذاعات وأطالعه في الجرائد عن تمردي وعن عدم قبولي الجلوس على المدارج مجرد شائعات وتخاريف نفوس مريضة تترصد جمعة ولا تريد له الخير. ولكن هناك من يرى أنك والعلاقي لم تكونا ضمن حسابات المدرب جورج ليكنز الأمر الذي جعله يوافق على عدم مشاركتكما في رحلة القاهرة؟ العكس تماما، فجورج ليكنز تحدث إليّ مطولا وأكد لي أنه سيستجيب لرغبة فريقي هذه المرة على أن يتحول بعد مباراة مصر إلى قطر للجلوس إلى مسؤولي السيلية وإنهاء هذه المسألة نهائيا لأن ما حصل الآن يمكن أن يتكرر في المواعيد القادمة للمنتخب الوطني.أما بخصوص زميلي سامي العلاقي فإن سبب مغادرته لتربص المنتخب هوتعرضه لإصابة خلال مباراة بوتسوانا لن تمكنه من المشاركة في مباراة مصر.أعتقد أنه لا فائدة من تهويل الأمر وافتعال مشاكل غير موجودة.ولكم أن تسألوا زملائي في المنتخب وسيؤكدون لكم بأنني لم انزعج من تواجدي خارج التشكيلة وقد رافقتهم قبل وبعد المباراة وآزرتهم بكل ما أملك لأن المهم هو مصلحة المنتخب وليست مصلحتي الشخصية.فقط أقول لمن يريد لي السوء أن يتّقي الله لأن الجميع يعلم أنني لا أساوم عندما يتعلق الأمر بتمثيل الراية الوطنية التي تعد فخرا لكل لاعب.صحيح أنني مطالب باحترام رغبات فريقي ولكن من أجل المنتخب مستعد لتحمل كل العقوبات. نفهم من كلامك بأنك ستكون حاضرا في مباراة الجولة الثالثة ضد السينغال؟ إن شاء الله وإن قرر الإطار الفني ذلك طبعا.عصام جمعة علاقته طيبة بالجميع ولم أغادر التربص إلا بعد أن حصلت على ترخيص من المدرب ومن المسؤولين على الجامعة.أعيد وأكرر أنا جندي وأتشرف بتمثيل منتخب بلادي ولا يمكنني التخاذل أوالمساومة وسأعمل دائما على أن أكون في المستوى كلما احتاجني الإطار الفني. لنعد إلى مباراة بوتسوانا كيف تقيّم أداء زملائك في تلك المواجهة؟ لنتفق أولا على أهمية الفوز الذي حققناه في مستهل التصفيات والذي سيمنحنا ثقة كبيرة في المواجهة الأهم غدا الأربعاء ضد المنتخب المصري.لقد اتفقنا منذ التحاقنا بالتربص على ضرورة تحقيق النقاط الثلاث في مواجهة بوتسوانا ولم نهتم كثيرا بالأداء وقد وفقنا والحمد لله في تحقيق ما رسمناه لأننا كنا بحاجة ماسة إلى الفوز بعد النكسات الأخيرة التي تعرضنا لها والتي أغضبت جماهيرنا التي تستحق الأفضل وسنعمل دون شك على إسعادهم في قادم المواعيد.الجوممتاز والمجموعة متناغمة مع الإطار الفني الذي يشهد له الجميع بالكفاءة وعليه ليست لنا أعذار حتى لا نحقق الترشح إلى نهائيات كأس إفريقيا.بقي لا بد من الاعتراف بأن الأداء لم يكن حاضرا في المباراة الافتتاحية وهذه نقطة سنتداركها بتقدمنا في المنافسات. ينتظرنا غدا لقاء صعبا ضد المنتخب المصري كيف ترى حظوظ المنتخب؟ صحيح أن مواجهة المنتخب المصري تعد الأصعب في هذه المجموعة ولكنني واثق من قدرة زملائي على العودة من القاهرة بنتيجة إيجابية لأننا نملك أسبقية تاريخية على المنافس الذي يرتعد ويخاف كلما واجهنا لأننا نشكل عقدته الأزلية.مثل هذه الدربيات تحسم عادة على جزئيات بسيطة ونحن نمتلك الكثير من الخبث الكروي الذي يجعلنا قادرين على تحقيق الفوز وتعميق جراح المنتخب المصري الذي تراجع أداؤه كما تراجعت نتائجه في السنوات الأخيرة.التركيز مطلوب وخاصة العمل على تجسيم الفرص التي ستتاح لنا فهي مفاتيح الفوز في هذه المواجهة والتي سيكون الانتصار فيها مفتاح العبور إلى المغرب.لقد أضعنا في المباراة الأولى عديد الفرص السهلة والتي كدنا ندفع ثمنها غاليا وعلينا إذن التركيز على هذه النقطة وبحول الله سيكون الفوز حليف أصدقائي.لقد تمنيت أن أكون إلى جانبهم ولكن تلك هي قوانين اللعبة وسأكون معهم بالقلب وإن شاء الله «مربوحة». على الصعيد الشخصي كيف تسير الأمور مع فريقك الجديد السيلية ومع مدربك السابق سامي الطرابلسي؟ الحمد لله الأمور جيّدة للغاية والأجواء منعشة وتساعد على العمل والتألق والنجاح.لقد اخترت الالتحاق بالسيلية بعد أن اقتنعت بمشروعه الرياضي الكبير والذي أسس له مدربنا التونسي سامي الطرابلسي الذي استطاع في ظرف وجيز أن يقود الفريق إلى تحقيق نتائج إيجابية ومقارعة كبرى الفرق القطرية.بالنسبة لي وبعد تجربة ناجحة مع الكويت الكويتي سأسعى دون شك لمواصلة التألق وتقديم الإضافة لفريقي الجديد الذي أتمنى أن أتوج معه ومع مدربي سامي الطرابلسي بأحد ألقاب هذا الموسم.